تحليل خاص / وكالة الصحافة اليمنية //
تداولت وسائل الاعلام قبل يومين انباء عن قيام الامارات بسحب معظم قواتها المتواجدة في اليمن.. وتم التعامل مع الحدث، وكأن القوات المسلحة الإماراتية هي من تخوض المعارك، وتناسى الدور السياسي والاقتصادي الذي تلعبه الامارات ضد شعب اليمن، فطوال خمسة أعوام من الحرب الطاحنة في اليمن لم يقتل سوى 111 جندي وضابط اماراتي، وأن الإمارات تعتمد على المرتزقة المحليين، في تنفيذ اجندتها في اليمن، وهي أمور تعني أن التواجد القوات المسلحة الإماراتية في اليمن مجرد أكذوبة، لا تستحق الانشغال بها، على حساب الدور السياسي والاقتصادي الذي تقوم به الامارات لإخضاع شعب اليمن.
في حين يعتقد عدد من المراقبين أن هناك تضخيم لمسألة تواجد القوات الإماراتية على أرض الواقع فيما يخص المواجهات على أرض الميدان، لكن في الحقيقة كل ما فعلته الامارات كان ارتكاب المجازر بحق المدنيين، إضافة إلى مد المرتزقة التابعين لها بالمال والسلاح.
ولا يمكن لدولة تستعرض جيشها داخل صالة رياضية مثل الامارات، أن تتحول إلى امبراطورية استعمارية تمتلك من الخبرة والايدلوجيا ما يؤهلها لاحتلال دولة أخرى بين يوم وليلة !.. خصوصاً أن الحديث يجري عن دولة الامارات التي تشتكي من ما سمته احتلالاً إيرانياً لثلاث من جزرها، وكان الأحرى بأبوظبي أن تحرر تلك الجزر بدل أن تصب كل الجهود في المكان الخطأ ضد شعب اليمن، ما دامت تمتلك الامكانيات والخبث معاً.
حكام الامارات متذمرين
لكن ما الذي دفع الاماراتيين لسحب معظم قواتهم من اليمن في هذا التوقيت؟
يعتقد البعض أن سحب معظم القوات الاماراتية من اليمن، يأتي لكشف الوضع المضطرب الذي يعصف بالإمارات، نتيجة تورطها في الحرب على اليمن.
حيث باتت الامارات تعاني من وضع أكثر هشاشة، نتيجة عدم رضى حكام بقية الامارات التي تشكل “الامارات المتحدة” من سوء تصرف أبوظبي، فقد صرح محمد بن راشد حاكم دبي أكثر من مرة ” بأن اقتصاد الدولة يعاني بسبب الحكام” في حين أبدى محمد القاسمي في عدة مناسبات تذمره من إرسال أبناء بقية جزر الاماراتية إلى اليمن بينما تحتفظ أبوظبي بمواطنيها بعيداً عن “الحرب”.
لا ترمي الناس بالحجارة وبيتك من زجاج
بينما يلاحظ أن الإمارات، تنشط ديبلوماسياً بشكل كبير كلما تعرضت السعودية لضربة ردع من اليمن، وقد دفع ذلك النشاط احد الساسة الأمريكيين إلى التعليق على الاماراتيين بالقول” إذا كانوا يعيشون في دولة من زجاج فلماذا يورطون أنفسهم بالحروب ! “.
شركة أم دولة
وعلى مايبدو أن تقليص الاماراتيين لعدد قواتهم في اليمن، يأتي من باب خداع صنعاء والعالم بأن دورهم في اليمن بات دوراً بسيطاً، ولا يستحق التعرض لضربات مثل تلك التي تتعرض لها السعودية، خصوصاً أن هناك إجماع بأن الامارات لن تتحمل ضربات ردع قوية من قبل اليمن، نظراً لافتقار الامارات لمقومات الدولة الحقيقية المتمثلة بالسكان، والجغرافيا، والتمتع بـ”حكومة مستقلة”، وبما يجعل يجعلها تبدو أشبه بشركة أكثر من كونها دولة.