المصدر الأول لاخبار اليمن

صحيفة أمريكية : حربنا على القاعدة جعلها تتمدد وتنتشر بشكل أكبر منذ أحداث 11 سبتمبر

تقرير: وكالة الصحافة اليمنية//

قالت صحيفة “ناشينال إنترست” الأمريكية إن تنظيم القاعدة انتشر وتمدَّد بشكل أكبر منذ أحداث “11 سبتمبر”، رغم “الحرب على الإرهاب” التي تقودها الولايات المتحدة.
وتابعت الصحيفة في تقرير لمجلس العلاقات الخارجية، وهو منظمة بحثية غير ربحية، أنه رغم الحرب على الإرهاب، التي كلفت حتى الآن نحو 5.9 تريليونات دولار وتسببت في مقتل ما بين 480 ألفاً و507 آلاف، واغتيال بن لادن نفسِه، فإن تنظيم القاعدة نما وانتشر منذ أحداث “11 سبتمبر”، وامتد من أفغانستان إلى أفريقيا والساحل ودول الخليج والشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

في هذه الأماكن، يقول التقرير، طوَّر التنظيم نفسه واتخذ شكلاً سياسياً جديداً، حتى في بعض المناطق التي نجح في أن يحل محل الحكومات المحلية فيها.

ويرى التقرير أن الحرب على الإرهاب التي قادتها الولايات المتحدة كانت محفزاً للتنظيم ليمتد وينتشر.

ويشير إلى أن التنظيم منذ أن تأسس في أفغانستان عام 1988، كان يلعب على المتناقضات ومنها الفجوة الطائفية، كما هو حاصل باليمن، الذي بات تنظيم “القاعدة في شبه جزيرة العرب” يتحكم في عديد من مدنه التي يسيطر عليها مقاتلوه.

اليمن يخوض حرباً أهلية منذ عام 2015، بعد أن استولت على السلطة مليشيات الحوثي المتهمة بتلقي دعم إيراني، ورغم أن الصراع يبدو طائفياً في ظاهره، فإن الباحث في الشأن اليمني ماريك براندت يرى أن الأمر يتعلق بالصراع على السلطة السياسية، وهذا نجم عنه إهمال الحكومة اليمنية منذ فترة طويلة، للأقلية الحوثية التي تستوطن شمالي اليمن.

تقول الصحيفة: “أدت (القاعدة) دوراً كبيراً في استغلال هذا الصراع، حيث وجدت فيه فرصة للتغلغل والنفوذ، فاستغلت الحرب والانقسامات الدينية، واستخدمت في ذلك جهازها الإعلامي من خلال مجلة يصدرها التنظيم، وأشرطة فيديو للعمليات الانتحارية التي ينفذها مقاتلوه، مصحوبة بالأغاني الحماسية والجهادية”.

ليس هذا فحسب، تشير الدراسة إلى أن التنظيم قاتل إلى جانب حكومة عبد ربه منصور هادي الشرعية، التي تدعمها السعودية، وإلى جانب القبائل اليمنية، في التصدي لمليشيات الحوثي، وكانت هذه الاستراتيجية فعالة وسمحت للتنظيم بالتمدد في اليمن.

وتقدّر الدراسة عدد مقاتلي تنظيم القاعدة في اليمن عند تأسيسه عام 2009، بعدة مئات، أما اليوم فإن تعداد
مقاتليه يصل إلى أكثر من 7 آلاف مقاتل، تم تجنيد عديد منهم من المناطق التي يسيطر عليها الحوثي.

وتعتبر واشنطن أن “تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية” هو الفرع الأكثر تطوراً وخطورة من بقية فروعه، حيث سبق أن تبنى بعض العمليات خارج اليمن.

ولكن التنظيم، كما تشير الدراسة، ارتكب أخطاء عديدة نفَّرت الشعب اليمني منه، ومنها على سبيل المثال ما فعله عام 2011 عندما حاول فرض حكم إسلامي صارم للغاية على منطقتين سيطر عليهما في جنوبي اليمن؛ وهو ما أدى إلى حدوث صدام بينه وبين القبائل اليمنية هناك.

لاحقاً وبعد أن اندلعت حرب عام 2015، سيطر التنظيم على مناطق عديدة تركتها السلطة، غير أنه هذه المرة أبقى سوق القات مفتوحاً، ولم يتعرض للقواعد والأحكام الشائعة بين أهالي تلك المناطق.

بل الأكثر من ذلك، تقول الدراسة، سعى التنظيم إلى إعادة المياه والكهرباء للمناطق التي باتت خاضعة لسيطرته، كل هذه الأسباب ساعدت في قبول الناس للتنظيم.

وتختم الدراسة بالقول إن “القاعدة” ما عاد تنظيماً هرمياً يتلقى أوامره من القائد الأعلى، كما كان في الحادي
عشر من سبتمبر، وإنما بات اليوم أكثر مرونة مما كان عليه أيام أسامة بن لادن، فلقد ساعدت الحرب على الإرهاب في انتشار التنظيم وتمدُّده وليس العكس.

(ترجمة خاصة بالخليج أون لاين)

قد يعجبك ايضا