معتقلة سعودية تروي فضائع 3 سنوات قضتها في سجون المملكة
تقرير: وكالة الصحافة اليمنية//
روت المعتقلة السابقة والأكاديمية يمنى محمد دساي قصة قضائها 3 سنوات مروعة، تنقلت خلالها بين عدد من سجون السعودية، مشيرة إلى أن النساء يؤخذن إلى المعتقلات مع أطفالهن، وبعضهن وُلدن بالسجن.
وقالت المعتقلة دساي، بحسب ما نشره حساب “معتقلي الرأي” الذي يتابع أخبار المعتقلين في السجون السعوية، مساء الأربعاء: “قضيتُ في السجن ظلماً 3 سنوات.. نقلوني فيها بين (سجن) ذهبان والحاير والطرفية”.
والمعتقلة السابقة دساي أستاذة جامعية لمقرر اللغة الإنجليزية بجامعة حائل، اعتقلتها السلطات الأمنية ثلاث سنوات بتهمة زائفة، استناداً إلى نظام مكافحة الجريمة المعلوماتية، بالإضافة إلى اعتقال شقيقتها هدى، معلمة لغة إنجليزية، سنةً من دون ذكر الأسباب، بحسب ما ذكره حساب “معتقلي الرأي”.
وقالت الأكاديمية المفرج عنها، في فيديو مصور بثته “الجزيرة مباشر”: “في هذه الفترة أدركت أن 95? من المعتقلات بريئات مثلي.. بعضهن اعتُقلن مع أطفالهن.. و4 نساء وَلدْنَ في السجن خلال فترة اعتقالي!”.
وتابعت بقولها: “مُنعْتُ أنا وأختي، خلال سنوات اعتقالنا، من الاتصال بأهلنا ولو لمرة واحدة.. وكانت معنا معتقلة رأي أيضاً اسمها حنان، مُنعت هي الأخرى من الاتصال بأهلها سنتين كاملتين!”.
وقالت: “الانتهاكات في السجون السعودية كثيرة، ففي الشتاء كانت تُقطع عنا المياه الدافئة، ودائماً تُمنع عنا مواد النظافة كالصابون.. كثيرات أُرغمن على توقيع أوراق الطلاق.. وفي أحسن الأحوال كان يتم السماح لنا بالخروج كل بضعة أيام مدة ساعة فقط، لرؤية الشمس!”.
كما قالت: إنها “كانت محتجزة في سجن ذهبان بمدينة جدة من عام 2015 إلى عام 2018.. وبعد عام ونصف العام على اعتقالها، قيل لها إنها متهمة بجرائم إلكترونية غير محددة”.
الشقيقتان قالتا إن شقيقيهما اعتُقلا أيضاً ثم أُطلق سراحهما فيما بعد، وكان الأشقاء الأربعة يعملون في المملكة، لكنهم عادوا الآن للعيش في جنوب أفريقيا.
دساي، التي أدلت بشهادتها على هامش دورة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أضافت: “لم نحصل قط على تفسير لسبب اعتقالنا”. وأضافت: “يُترك المحتجزون فترات غير معلومة في الحبس الانفرادي.. ويتعرضون للتهديد باعتقال واحتجاز أفراد عائلاتهم إذا لم يعترفوا”.
وتابعت: “أقف هنا اليوم لأكون صوت من لا صوت له، لهؤلاء المحتجزين الذين يتعرضون لتعذيب جسدي ونفسي ويقبعون هناك سنواتٍ دون محاكمة، مع حرمانهم من الزيارات والاتصالات والمساعدة الطبية”.
وأوضحت أنها رأت نحو 12 ناشطة سعودية بارزة في مجال حقوق المرأة، اعتُقلتهن السلطات قبل عام، وكنَّ معها في الجزء نفسه من السجن.
واعتُقلت الناشطات السعوديات في مجال حقوق المرأة، مع أنصار لهن من الرجال، بالتزامن مع قرار سعودي قضى بإنهاء حظر قيادة المرأة للسيارة في المملكة، وسط جهود لتخفيف القيود الاجتماعية ودفع الاقتصاد.
وقالت منظمة القسط لدعم حقوق الإنسان، ومقرها لندن، ومصادر على دراية بالقضايا، إن بعض النشطاء يمثُلون أمام المحاكم باتهامات تتعلق بأنشطة لدعم حقوق الإنسان واتصالات مع صحفيين ودبلوماسيين أجانب، وتحدث البعض عن تعرضهم للتعذيب.
لكن دساي أشارت إلى أن هناك حاجة للحديث عن مصير المسجونات الأقل حظاً، وقالت: “ينبغي لنا ألا نشعر بالغضب فقط من أجل شخصيات مثل لُجين الهذلول وعزيزة اليوسف وسمر بدوي، وجميعهن كنَّ في السجن نفسه معي”.
وأضافت: “كان تعسفياً تماماً وغير قانوني، وليس فقط في حالتي ولكن بقية الفتيات أيضاً”، في حين قالت شقيقتها: “كان اعتقالنا، كاعتقال آخرين كثيرين في البلاد، عنيفاً ويبقى لغزاً إلى يومنا هذا”.
وأكدت قائلة: “اليوم قدمنا شكوى رسمية من المعاملة السعودية إلى مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة والمعنيَّة بالاحتجاز التعسفي”.
ولم يردَّ مركز التواصل الحكومي السعودي على طلبات الصحف ووسائل الإعلام للتعليق بالإقرار أو النفي لاستخدام أي شكل من أشكال التعذيب أو احتجاز سجناء سياسيين، لكن ما لا يقل عن 5 معتقلين قضوا تحت التعذيب في سجون المملكة، بسبب الضغط للتوقيع على اعترافات مزيفة، بحسب مصادر حقوقية سعودية.
(الخليج أون لاين)