المصدر الأول لاخبار اليمن

مثقف مرتبك أمام شرعية مهزوزة.. اعلاميو وناشطو التحالف: هادي نعجة

تقرير خاص// وكالة الصحافة اليمنية // احتراق عدن اليوم ، أمر متوقع ، في ظل رئيس – مستقيل-  ممنوع من دخولها ويقضي أغلب أوقاته في النوم داخل أحد قصور الرياض.

صراع العملاء الذين باركوا العدوان على بلادهم وسلموها للاحتلال.. لا بد أن تكون نهايته حرباً ضروساً، الغاية منها التنافس على إثبات الولاء للسعودية والإمارات اللتين تقتلان الشعب اليمني وتمولان القتال فيما بين أبنائه.

وكالة الصحافة اليمنية كانت قد توقعت الأسبوع الفائت وصول الأوضاع في عدن إلى ما آلت إليه اليوم، من حرب بين فصيلين لا يحملان قضية الوطن الكبرى واستقلاليته وسيادته على عاتقهما، لكنهما رغم معرفتهما من يحرك الصراع والاقتتال بينهما ، يرضخان بشكل عجيب، وهذا ما أرادته وعملت من أجله السعودية والإمارات اللتان لا تأبهان بالدم اليمني المراق على قارعة الطرق والشوارع في “عدن”.

كلفة العمالة باهضة : “استغلال بشع، استجداء مهين، وموت رخيص”.. وكم يبدو اليمن منكوب بالعديد من أبنائه اللذين نسوه وراحوا – على أنقاضه- يتصارعون من أجل الإمارات والسعودية وقطر.

وقد قامت وكالة الصحافة اليمنية برصد لأبرز ردود الأفعال التي شهدتها الصحافة العربية واليمنية ومواقع التواصل الاجتماعي، ليكتمل المشهد أمام القارئ من كل زواياه.

حضور بن دغر.. وغياب هادي

ثمة غياب مخجل للرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي،  في مثل هكذا أحداث .. وكأن الأمر لا يعنيه.. حتى دعوته المتأخرة – وليس توجيهاته – بوقف الاقتتال في عدن وعدم سفك دماء الجنوبيين، جاءت في بيان صدر عن أحمد عبيد بن دغر وقد قال في البيان :” بناء على تعليمات الرئيس وبعد محادثات مع التحالف العربي يجب إصدار أوامر لجميع الوحدات العسكرية لوقف اطلاق النار فوراً”!.

لا يستطيع هادي اتخاذ قرار وطني يحقن فيه الدم اليمني إلا بعد الرجوع إلى “التحالف” الذي حول عدن إلى مستعمرة وطرد هادي منها..

وحيال قتال عنيف اندلع في عدن في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد بين مليشيات تابعة لهادي وأخرى للمجلس الانتقالي الجنوبي، لا يملك هادي إلا “الطلب” و”الدعوة” وحتى هاتين الأخيرتين لا يصدران بصورة مباشرة عنه وإنما عبر تكليف لرئيس حكومته..!.

بن دغر يختزل الشرعية في شخصه

 

ولم يدم صمت بن دغر طويلاً، فقد ظهر عبر “تويتر” و”فيسبوك” وفي تغريدات تناقض بعضها، فتارة يدعو أبناء عدن للالتفاف حول ما أسماها “الشرعية” التي يعني بها “نفسه”، محذراً من دخول البلد في نفق مظلم بسبب الأحداث الدامية التي شهدتها ومازالت عدن بين.

و بن دغر ،الذي يطالب المجلس الانتقالي بإسقاط حكومته “الفاسدة”، يتحدث عن مخاطر دخول البلد في نفق مظلم، كون الأمر يرتبط به مباشرة، أما البلد فهو أصلاً قد دخل في نفق مظلم منذ مباركته ورئيسه المستقيل هادي لعدوان دول التحالف الذي كانت نتيجته قتل المدنيين اليمنيين في شمال اليمن وجنوبه، وتدمير بنية البلد التحتية ، فضلاً عن احتلال مدن كعدن وسقطرى وانتهاك كرامة أهلها ونهب ثروات وفرض حصار خانق.

ويوجه بن دغر اتهامات مبطنة للإمارات أنها وراء ما يحدث، ثم يطالب التحالف الذي تعتبر الإمارات إحدى قادته الرئيسيين بإنقاذ عدن ووقف الحرب وووالخ..،

حزب الاصلاح .. والظهور كمختلفين في المواقف

 

وبعد الأزمة القطرية مع السعودية والإمارات انقسم “الاصلاح” إلى قسمين في حركة وصفها محللون سياسيون بأنها “تكتيك” ليس إلا، يسعى “الإصلاح” من ورائه إلى إحداث توازن خبيث.. وشأن كل الأحداث التي أصبحوا يظهرون فيها كمختلفين ، علق عدد من الناشطين والصحفيين الإصلاحيين على أحداث عدن ، ومن بينهم الصحفي الإخواني فيصل علي الذي يتواجد في ماليزيا حيث قال على صفحته في الفيس بوك :”أن الشرعية التي لا تسمع الكلام ودلعت انقلاب عيدروس و هاني بن بريك واسندت الوظائف السيادية للعملاء وأصحاب المشاريع الصغيرة اليوم تئن وجعاً مما يحدث”.

وأضاف: “السعودية التي اعطت الشرعية الضوء الأخضر للسيطرة على مقاليد الأمور في عدن وارسلت سفيرها إلى العاصمة المؤقتة مطالبة اليوم بدعم الشرعية والسماح للجيش الوطني بكافة تشكيلاته في دحر مليشيات الحزام الأمني والقوات التابعة للإمارات التي تثير الفوضى في عدن، وطائرات F16 عليها تحييد أباتشي الإمارات في عدن”.

 

انتساف مفهوم الشرعية المهزوزة في ذهنية المثقف المرتبك..

 

من جهته قال الصحفي غمدان اليوسفي :”رئيس الجمهورية مطالب اليوم بالظهور أمام الناس لطمأنتهم، والعودة إلى بلده لإدارة معاركه ، مالم فشرعيته ستنتهي خلال ساعات”.

مضيفاً :”الشرعية لم تعد ذلك الحائط الذي نتباكى على جدرانه لنتخذ منه منسكاً، الشرعية تَواجد ووقوف إلى جوار الناس.. لا تنتصر دولة رئيسها في الخارج”.

أما توكل كرمان فقد ذهبت إلى اتهام السعودية والإمارات في أحداث عدن مؤكدة:” أن ما يحدث في عدن يتم بتخطيط إماراتي ومباركة سعودية.. وقد نجد حماراً يزعم غير ذلك”.

وتحدث الصحفي صدام أبو عاصم المتواجد في سويسرا بلهجة ساخرة:”يترجول هادي – من الرجولة أي يقع رجال – وفاءاً لليمن وللجمهورية والوحدة ويقولوها صريحة للسعودية تلفلف عيالها، وتوقف عبث الإمارات، وإلا يواصل نومه ويسلموا لعيدروس وكائناته كل شيء ويخلوهم يحكموا وخلاص”!…

بدوره الناشط الجنوبي أحمد صالح الجبلي عبر بغضب عن موقفه قائلاً : ” فليذهب المجلس الانتقالي الى الجحيم، الجرحى مش لاقيين مغذية والشرعية فاتحة ذراعيها للصوص وتحتضنهم وتعيد بهم للسلطة ..أي شرعية هذه يامنافقين”.

وأَضاف مخاطباً بن دغر ومن يسمون أنفسهم بالشرعية :”قولو لي أيش قدمتم أنتم ياشرعجيه..غير الفيد والنهب وتدوير النفايات وتوظيف العيال وتوزيعهم على السفارات”.

 

وصفوا بن دغر بالفاسد.. وهادي بـ ” النعجة ”      

أما الناشط الناصري جميل المصعدي فقال: “الوطن وعدن أهم من حكومة الفساد والعوائل ..والأمن والاستقرار في جنوب الوطن أهم وأغلى من حكومة الفاسد بن دغر وعصابته المشردة في الخارج”.

وقال الصحفي الجنوبي بكر أحمد : ” بن دغر شخص بارد وغير مبالي وخاصة أنه استطاع أن يؤمن مستقبله ومستقبل سابع حفيد له في أكثر الدول الأوروبية رخاءً ، ووحده هادي الذي يساق كالنعجة دون أن يدرك بوصلته.. كلها أيام، أيام فقط ولن نرى أي أثر لسلطة هادي في الجنوب كله”.

مضيفاً : ” الآن ورسميا بن دغر رئيس حكومة الفنادق ، لقد كان الأمر أسرع بكثير مما توقعت”.

أنور عشقي يكشف اهداف الاحداث في عدن..

وفي تعليق له على الأحداث التي تشهدها محافظة عدن جنوبي اليمن منذ صباح اليوم الأحد قال الدكتور أنور عشقي رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتجية بالشرق الأوسط : ” أن التحالف يريد الحفاظ على مكونات يمن موحد في إطار اتحاد فيدرالي بحيث يتم تحقيق رغبة الجنوبيين في استقلالهم الإداري كما في أمريكا وعديد من دول العالم”.

ولم يستبعد أن يتم إقالة حكومة بن دغر واستبدالها بحكومة أخرى، متهماً حكومة بن دغر بممارسات سلبية كثيرة بقيت في نفوس الجنوبيين حتى الآن.

وأرجع عشقي إصرار الجنوبيين على الإنفصال إلى الممارسات الخاطئة التي قام بها الشماليون إبان سنوات الوحدة..مشيراً إلى أن أولى جهود المندوب الأممي الجديد هي إيقاف الحرب والجلوس على طاولة المفاوضات وأن ذلك سيكون قريباً في العاصمة العمانية مسقط.

لافتاً إلى أن تعجيل الجنوبيين ببعض الخطوات على الارض هو رسالة بقرب الجلوس على مائدة المفاوضات، لذا فهم أرادوا إحياء القضية ويجب أن لا تكون أي تسوية على حسابهم.

موضحاً أن الإمارات ساعدت الجنوبيين في لم شملهم و في التخلص من التنظيمات الإرهابية التي تتحكم في عدد من المدن الساحلية.

صراع إماراتي سعودي..

 

واعتبر فادي باعوم رئيس الحركة الشبابية في الحراك الجنوبي أن ما يحدث في عدن من أعمال عنف لا علاقة للجنوب به ويأتي في إطار صراع إماراتي سعودي.

بدوره قال الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد مخاطباً طرفي النزاع في عدن  لقد طالبنكم منذ يومين بأن لا تلعبوا بالنار وتتسببوا في الدمار الذي حاق بشعبنا اليوم..وطالب الطرفين بالعودة إلى الحوار وعدم التحول إلى متعهدين للحروب.

قد يعجبك ايضا