تحليل: وكالة الصحافة اليمنية
العدوان على اليمن بقيادة السسعودية،الذي باركه الدكتور أحمد عبيد بن دغر وسار في ركابه، موجهاً بوصلته، ومحدداً إحداثيات ضرباته.. إنقلب عليه، ويريد إزاحته وحكومته المهترئة.
بن دغر حين مسه “الضر”، تجرأ وأعلى صوته الذي ظل خافتاً طيلة فترة رئاسته لحكومة عدن بتوجيهات سعودية، تجرأ أخيراً ورفع صوته ملوحاً الإمارات بأنها وراء أحداث العنف التي تشهدها محافظة عدن منذ صباح اليوم الأحد.
قال بن دغر :”يجب ألا يقبل الحلفاء اليوم تصفية الشرعية التي رعت التحالف لخوض المعركة مع الحوثيين”، تهديداً مبطناً يذكر به “التحالف” الذي تقوده السعودية، بأن هادي وحكومة بن دغر هم من قاموا
برعاية التحالف ومنحه فرصة خوض حرب ظالمة على الشعب اليمني باسم “الشرعية”.
يحاول بن دغر استخدم “الشرعية” كورقة أخيرة يدافع فيها عن حكومته وبقائها أمام حرب ظهرت اليوم إلى أي مدى ستكون عنيفة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، وفي كل الأحوال لابد ستنتهي بإسقاطه.
“الشرعية” التي يتخذها بن دغر درعاً لحمايته ورئيسه الفار، هي ذاتها التي استخدمها تحالف العدوان جسر عبور لتدمير اليمن وقتل أبنائه واحتلال أراضيه ونهب ثرواته.
يحاول بن دغر أن يحذر “التحالف”، من أن اسقاط “الشرعية” التي يختزلها في شخصه ورئيسه المستقيل، تعني سقوط المبرر لاستمرار “التحالف” في عدوانه على اليمن، لكنه غير مدرك أن الإمارات والسعودية قد فرضتا نفسيهما كمحتلتين، ولا يمكن أن يخرجا من الأراضي والمحافظات التي احتلاتهما في الجنوب إلا بثورة شعبية ترفض الوصاية والاحتلال ولا تقبل إلا بالسيادة الوطنية لليمن الوطن الذي لا يليق به إلا سيادته المطلقة على كامل أراضيه.
أعتبر بن دغر أحداث العنف التي تشهدها عدن إنقلاباً إماراتياً كامل الأركان على “شرعيته”، واتهمها بتقويض أمن واستقرار عدن..متجاهلاً أنها فرضت نفسها وبمساندته كحاكمة على عدن وسقطرى وحضرموت وبعض أجزاء من شبوة.
ما زال بن دغر يراهن على وقوف “الإصلاح” معه، لاستشعارهم بأن نجاح المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة عيدروس الزبيدي، يجعلهم تحت رحمة الإمارات التي تستخدمهم عند حاجتها لهم، وتتخلى عنهم وتتأمر عليهم في أوقات كثيرة..لكن الإصلاح يجيد الخبث السياسي القائم على ضمان مصالحه أولاً وقبل كل شيء.
وتتناقض تصريحات بن دغر بصورة لافتة، ففي الوقت الذي يتهم فيه الإمارات بأنها تقود إنقلاباً على الدولة وعلى الشرعية وتتحرك بإتجاه مخالف للموقف الدولي متهماً اياها بتفجير الاوضاع العسكرية واستحداث نقاط عسكرية جديدة وبالهجوم على المعسكرات الموالية لحكومته مستخدمة ماكنة أعلامية هائلة..يعود ليطالب التحالف بالتدخل العاجل لانقاذ الموقف فالأمر حد قوله بيدهم دون غيرهم، وقال ان الإمارات صاحبة القرار الآن في عدن.
“الإمارات صاحبة القرار في عدن” اعتراف ضمني بأن هادي وبن دغر لا يملكان سلطة اتخاذ أي قرار في “عدن المحتلة”، وأنهما مجرد واجهة سيئة الصيت والسمعة..وأنهما مجرد عملاء سمح لهما بالفساد وسرقة أموال الشعب ومرتبات موظفي الدولة كمكافأة لهما على خيانتهما لليمن الوطن والإنسان.
ومن اللافت أن رئيس الحكومة السابق المهندس خالد بحاح الذي جاء بن دغر على أنقاض حكومته، ظهر شامتاً اليوم من “خلفه” وواصفاً شرعيته بالمهترئة التي تتساقط حتى وان حاولت الاستجداء.
وشعبياً، لايحظى بن دغر بأي تعاطف أو احترام فغالبية الشعب يرونه فاسداً استغل “حكومة عدن” في نهب المال العام، فيما أبناء الشعب يتضورون جوعاً، جراء معاناة اقتصادية غير مسبوقة كان وحكومته ورئيسه السبب الرئيسي فيها.
ولأن للعمالة والخيانة، عمر افتراضي محدد.. يبدو أن بن دغر وحتى هادي، على مشارف عمرهما الافتراضي، وماهو واضح أن السعودية والإمارات قد قررتا التخلص منهما، وبطريقة مهينة تناسب حجم خيانتهما لليمن الذي لا يستحقان شرف الانتساب إليه.