تتقاطر الوفود السورية المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري إلى مدينة سوتشي الروسية، وسط أجواء استقبال احتفالية في مطار المدينة الواقعة على البحر الأسود.
ووصل وفد الأمم المتحدة برئاسة المبعوث الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى سوتشي، وسوف يشارك ممثلو المنظمة العالمية في مؤتمر الحوار الوطني الذي سيبدأ أعماله اليوم الاثنين.
واليوم، وصل قسم كبير من المشاركين في المنتدى إلى سوتشي حيث بدأت الفعاليات التحضيرية. ويوم المؤتمر الرئيسي هو 30 كانون الثاني / يناير.
وقال الممثل الخاص للرئيس الروسي في سوريا، الكسندر لافرنتييف، إن مهمة المؤتمر تتمثل بإطلاق عملية إعداد دستور سوري جديد بتم عرضه على الجميع: على الحكومة والمعارضة الداخلية والخارجية والمسلحة.
وسيتم تشكيل مجلس رئاسة لمؤتمر الحوار، ولجنة عليا، ولجنة تنظمية و 3 لجان أخرى، بما فيها لجنة دستورية. وسيلقي الكلمة الافتتاحية في المؤتمر رئيس اتحاد غرف التجارة السورية محمد غسان القلاع، حسبما ذكرت وكالة نوفوستي.
ويعتبر مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي حدثا من أكثر الأحداث طموحا في السنوات الأخيرة لحل الأزمة في سوريا. وتتنوع الوفود المشاركة في هذا المؤتمر الوطني، بتنوع المكونات في سوريا واتجاهاتها، بمن فيهم ممثلون عن حزب البعث الحاكم، والمجتمع المدني والنقابات والمعارضة الداخلية.
وتتمثل المهمة الرئيسية المطروحة على المشاركين في المؤتمر، بإطلاق لجنة دستورية يمكن أن تواصل عملها على إعداد دستور جديد للبلاد تحت رعاية الأمم المتحدة.
ومن المتوقع أن يشارك في المؤتمر أكثر من 1600 شخص يمثلون مختلف المجموعات السياسية والعرقية الطائفية في سوريا.
وأكد ممثلون عن الحكومة السورية مشاركتهم التي ستصل إلى 680 شخصا، و400 آخرين يمثلون المعارضة السياسية الداخلية في البلاد.
وبالإضافة إلى ذلك، تمت دعوة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، والأمانة العامة للأمم المتحدة، فضلا عن مصر والعراق والمملكة العربية السعودية ولبنان والأردن وكازاخستان لحضور المؤتمر بصفة مراقبين.
ومن بين المشاركين في اجتماع سوتشي روسيا وإيران وتركيا كبلدان ضامنة لاتفاقات أستانا بشأن وقف إطلاق النار في سوريا.
ويعتبر مؤتمر الحوار الوطني السوري أول مؤتمر من نوعه منذ بداية الأزمة عام 2011، سواء من حيث عدد الأطياف الواسعة المشاركة فيه، أو عدد المدعوين بشكل عام، أو تنوع اتجاهاتهم وانتماءاتهم وتشعبها، وذلك في أول محاولة لجمع مثل هذه التشكيلة الواسعة في منصة تفاوضية واحدة.
ويعقد المؤتمر الحواري في سوتشي بعد أيام قليلة من انتهاء الاجتماع الخاص بين السوريين في فيينا.
ومن المتوقع أن تعقد الاجتماعات الرئيسية للمؤتمر – الجلسة العامة وحفل العشاء – في سوتشي يوم الثلاثاء.
وقال أحد أعضاء الوفد السوري، وقد رفض الكشف عن اسمه، لـ”سبوتنيك”: نحن سعداء جدا بالوصول إلى سوتشي للمساهمة والاشتراك في مؤتمر الحوار السوري! نحن متفائلون لأن لدينا أصدقاء هنا، وذلك برعاية إيران وروسيا”.
وكان مراسل سبوتنيك ذكر أن أول الوفود المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري، والذي ترعاه روسيا، في الفترة ما بين 29- 30 كانون الثاني الجاري، قد وصل، مساء يوم الأحد، إلى مدينة سوتشي.
وقال المراسل إن 175 مشاركا، من بينهم ممثلو حزب “البعث” الحاكم، وصلوا من دمشق إلى روسيا على متن الطائرة الأولى، لافتا إلى أنه من المنتظر أن يصل اليوم لاحقا في الرحلة الثانية المتوجهة من دمشق أيضا إلى سوتشي، 169 مشاركا.
ويشارك في التغطية الإعلامية لهذا المؤتمر الضخم: 510 صحفيا من 27 دولة، ومراسلو 125 صحيفة أجنبية، و52 روسية، وتقوم بتغطية فعالياته 78 محطة تلفزيونية و38 وكالة أنباء، و8 محطات راديو، و31 صحيفة و21 موقعا وصحيفة إلكترونية.