تقرير: وكالة الصحافة اليمنية//
قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن الرئيس، دونالد ترامب، أعلن في أكثر من مناسبة أنه لا يريد الحرب على إيران، وإذا كان صادقاً فإن عليه الابتعاد عن صقور إدارته ممن ينادون بالحرب على طهران لتغيير النظام فيها.
وتابعت الصحيفة في افتتاحيتها أنه عندما أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من صفقة الاتفاق النووي مع إيران كان رد طهران متوقعاً؛ وهو أنها ستخرق الاتفاقية النووية وتتجاوز الحد المسموح به لتخصيب اليورانيوم، وغيرها من الأعمال التي يمكن أن تقودها في النهاية لإنتاج الأسلحة النووية.
ويوم الاثنين الماضي، أعلنت وسائل إعلام إيرانية أن النظام قد تجاوز بنداً آخر من بنود الاتفاقية النووية؛ والذي يتعلق بتخصيب اليورانيوم.
إدارة ترامب كانت تتوقع مثل هذه الردود الإيرانية، خاصة بعد التوتر المتواصل في منطقة الخليج العربي، فإيران تسعى لتحقيق أهداف ملموسة دون أن تصل إلى مرحلة الحرب مع الولايات المتحدة.
لكن رد الرئيس الأمريكي على الخطوات الإيرانية يشعرك وكأن إدارته لم تكن تتوقع مثل هذه الخطوات، فلقد أعلن ترامب أن “على إيران أن تتوخى الحذر فذلك أفضل لها”، وهي كلمات فارغة تدل على افتقار الرئيس لأي هدف متماسك لحملة الضغط القصوى لتحقيق هدفه، كما تقول الصحيفة.
وتضيف الصحيفة أنه على الرغم من انتهاك حدود التخصيب يظل النظام الإيراني بعيداً عن الحصول على المواد أو الوسائل لإنتاج رأس حربي نووي، كما أنها لا تتسابق مع هذه القدرة، بدلاً من ذلك فقد أجلت خطوات أخرى لمدة 60 يوماً، بينما تطالب الدول الأوروبية بالتوصل إلى طرق للتحايل على العقوبات الأمريكية وتزويدها بالمزايا الاقتصادية التي وعدت بها الصفقة النووية.
وتقول “واشنطن بوست” إن الأوروبيين قد يحاولون إنقاذ الاتفاق، لكنهم سبق أن قاموا بذلك وفشلت جهودهم، فالقليل من الشركات الغربية ترغب بالقيام بأعمال تجارية في السوق الإيراني الصعب والتخلي عن الولايات المتحدة.
في الوقت ذاته فإنه من غير المرجح أن تتحقق أمنية إدارة ترامب ويستجيب الأوروبيون للتحركات الإيرانية الأخيرة ويطبقوا العقوبات الخاصة بهم في وقت قريب.
فالقادة في فرنسا وألمانيا وبريطانيا، ومعهم الروس والصينيون، يلقون باللوم على الولايات المتحدة لانسحابها من الصفقة النووية وإثارة إيران.
وإذا كان ترامب محظوظاً، تقول “واشنطن بوست”، فسيقوم الأوروبيون بالتفاوض بسبب الفوضى التي خلقها، حيث اتصل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بالرئيس الإيراني حسن روحاني، يوم السبت الماضي، لطلب إجراء محادثات، في وقت تقول إيران إنها لن تتعامل مع إدارة ترامب ما لم ترفع العقوبات، فربما يمكن لفرنسا أو لدول عربية مثل عُمان أن تعمل كوسطاء.
وحتى يكون ذلك ممكناً سيتعين على ترامب أن يقر بأهداف قابلة للتحقيق، على عكس قائمة المطالب الـ12 التي طرحها وزير الخارجية، مايك بومبيو.
بومبيو ومستشار الأمن القومي، جون بولتون، ومعهم السعودية و”إسرائيل”، يريدون تغيير النظام في إيران، وهم مع استخدام القوة العسكرية الأمريكية لتحقيق ذلك، لكن ترامب أعلن عدم رغبته في الدخول في حرب مع إيران، وإنما فقط تحسين الصفقة النووية، وإذا كان الحال كذلك فعلى الرئيس الأمريكي الابتعاد عن صقور إدارته والبحث عن وسيلة للتخلص منهم قبل فوات الأوان، وفق ما تقول الصحيفة.
(الخليج أون لاين)