تقرير خاص // وكالة الصحافة اليمنية //
لم يعد الدم يكفي لتدفع الشعوب العربية الفقيرة ثمن التدخلات الخليجية في سياساتها الداخلية وتحويل حكوماتها إلى تابع ينفذ ما يملى عليه لترجمة سيناريوهاتها التي تبدأ تحت عناوين الدعم السياسي والإقتصادي وتنتهي بالإذلال وتجويع الشعوب وتحويل ساستها إلى اجراء يديرون أنظمة هزيلة تجتهد لخدمة مصالح أنظمة سياسية خارجية على حساب شعوبها التي تظل تدفع ثمن الإرتهان السياسي للآخرين.
السودان، ورغم الاحتجاجات الرافضة لما قدمته وتقدمه السعودية والامارات من دعم للمجلس العسكري الإنتقالي يجد اليوم أن الدم الذي ينزفه أبنائه، في الحرب العدوانية التي تشنها السعودية والامارات على اليمن، لم يعد يكفي لتغطية فاتورة تدخلاتهما في الشأن السوداني، وخاصة بعد أن تحولت المساعدات التي قدمتها لدعم الساسة إلى قروض ومديونات يتحملها الشعب السوداني ويعاني من تأثيراتها حاضرا ومستقبلا.
وتأكيدا لما ذكرناه أعلنت وزراة المالية والتخطيط السودانية أنها وقعت، اليوم الخميس، اتفاقيات مع الصندوق السعودي للتنمية لإعادة جدولة ديون السودان المترتبة على القروض وبرنامج الصادرات السعودي المقدمة من الصندوق بالإضافة إلى الودائع المقدمة من المملكة.
وأشارت إلى أن وفدا سودانيا برئاسة وكيل وزارة المالية والتخطيط والاقتصاد غادر إلى العاصمة الرياض برفقة عدد من المسؤولين السودانيين لمُناقشة الدعم الذي تقدمه الحكومة السعودية للسودان في المجالات التنموية المختلفة.
وفي ختام الزيارة تقدم الوفد السوداني بالشكر لحكومة المملكة على ما تقدمه من دعم مستمر للسودان في كافة المجالات. كما ثمن دور المملكة ودعمها للسودان.
وطبقاً لتقرير مشترك بين البنك الدولي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي السودانية فإن إجمالي الدين الخارجي يبلغ نحو 58 مليار دولار، النسبة الأكبر منه فوائد وغرامات تأخير.
وكان سودانيون قد أبدوا تخوفهم من أن يكون سلوك بعض دول المنطقة تجاه المجلس العسكري في بلدهم مقدمة لصراع نفوذ تحاول دول عربية وإقليمية ممارسته على السودان وتحويل بلدهم لساحة نزاع بين السعودية والإمارات ومصر من جانب وقطر وتركيا من جانب آخر.
ورأى فصيل من السودانيين أن حزم المساعدات الخليجية المقدمة للخرطوم في ظل وجود المجلس العسكري السوداني تعيد للأذهان حزم مساعدات مماثلة قدمتها دول عربية خليجية للمجلس العسكري في مصر، إبان الاطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك والرئيس المعزول محمد مرسي.
وأكدوا أن مثل هذه المساعدات لن تكون بريئة وستسعى هذه الدول لجني ثمارها على المدى القريب والبعيد وهي الحقيقة التي تجلت في التقارير التي أشارت إلى أن رئيس المجلس العسكري الفريق أول عبدالفتاح البرهان تولى عملية تنسيق إرسال الجنود السودانيين إلى اليمن ضمن تحالف تقوده السعودية على اليمن منذ مارس 2015.
ونوهت إلى أن معظم القوات البرية في الحرب على اليمن تتبع نائب رئيس المجلس العسكري الفريق أول محمد حمدان حميدتي قائد قوات الدعم السريع.
المتحدث باسم إعلان قوى الحرية والتغيير شهاب إبراهيم أكد في تصريحات صحافية، أن الدعم السعودي الإماراتي مفهوم في إطار تحالفات الدولتين مع النظام السابق ومصالحهما المرتبطة بوجود قوات سودانية في اليمن، مشيرا إلى أن الرياض وأبو ظبي تريدان كسب ود النظام أو الحكام الجدد.
وقد حظيت التطورات المتسارعة في السودان باهتمام عدد من دول المنطقة التي تسابقت في إعلان دعمها للسودان وفي مقدمتها السعودية والامارات اللتين أعلنتا دعمهما للمجلس العسكري، كما أعلنتا عزمهما تقديم حزمة مساعدات للسودان تقدر بنحو ثلاثة مليارات دولار.
وفي السياق ذاته عبرت قطر، التي تمتلك استثمارات مهمة في السودان عن دعهما للحراك الشعبي في السودان وأكد متحدث عسكري أن المجلس تلقى اتصالات من” قطر وتركيا ومعظم الدول العربية والإسلامية للاطمئنان على أحوال البلاد”.
التدخلات في الشأن السوداني لم تتوقف عند حدود محيط السودان العربي بل تجاوزتها إلى وقوعها تحت طائلة التدخلات الاقليمية والدولية وخاصة من قبل البلدان التي أصبح لها مصالح في السودان مثل تركيا التي سبق لها توقيع إتفاقيات مع نظام البشير أهمها الاتفاق الذي منح أنقرة مسؤولية إعادة تأهيل وإدارة جزيرة سواكن، الواقعة على البحر الأحمر.