تقرير: وكالة الصحافة اليمنية//
حذرت صحيفة “الغارديان” من أن بريطانيا تنجرّ بالتدريج نحو المواجهة الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، مشيرة إلى أن لندن ستكون من الخاسرين من جراء ذلك.
وتابعت الصحيفة في افتتاحيتها: “لقد حذر مسؤول بوزارة خارجية إيران، يوم الجمعة، من أن بريطانيا تنجر إلى لعبة خطيرة، داعياً لندن إلى إطلاق سراح الناقلة الإيرانية (غريس 1) التي ساعدت البحرية البريطانية سلطات جبل طارق على الاستيلاء عليها الأسبوع الماضي”.
لكن السياق كما أوضح المسؤول الإيراني، هو الصراع المتصاعد بين واشنطن وطهران، حيث يبدو اللاعبون الرئيسيون واثقين من أنهم يعرفون القواعد ويفهمون المخاطر، في حين أن اللاعبين الصغار يشعرون بالقلق إزاء النتائج التي لديهم قدرة محدودة على تغييرها.
لقد قدم محمد البرادعي، الذي ترأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الفترة التي سبقت غزو العراق، واحداً
من أخطر التحذيرات من العواقب المحتملة: “كل ما أسمعه بشكل أساسي يجلب إلى الذهن الأيام السابقة لحرب العراق”.
وقال المسؤول لـ”بي بي سي” إن سجل النظام الإيراني في الداخل والمنطقة (الشرق الأوسط) سجل كئيب، لكن هذه الأزمة نجمت عن تصميم الرئيس الأمريكي على تدمير صفقة نووية دولية، كانت إيران تلتزم بها، وخنق الاقتصاد.
ورغم أن إدارة ترامب قلبت الطاولة وأعلنت انسحاباً من الاتفاق النووي، فإنه من غير الواضح ما تريده واشنطن، فترامب لا يشاطر مستشار الأمن القومي جون بولتون تطلعاته لتغيير النظام الإيراني، وهو يرى أن حرباً باهظة الثمن لن تساعد على احتمالات إعادة انتخابه، لذا أوقف الشهر الماضي الضربات الجوية التي كان يفترض أن تشن على إيران في أعقاب إسقاطها للطائرة الأمريكية المسيرة، كما امتنع عن إدراج وزير خارجية طهران محمد جواد ظريف على لائحة العقوبات حتى لا يقطع الطريق أمام أي حوار مستقبلي.
من جهتها، تقول الغارديان إن أوروبا تحاول بشكل يائس دعم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، لكن الإحراج في موقف بريطانيا أصبح أكثر وضوحاً عندما ذكرت البحرية الملكية أنها أجهضت محاولة إيرانية لاعتراض ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز يوم الأربعاء، في وقت تنفي طهران التحرش، لكن المملكة المتحدة أصبحت في حالة تأهب قصوى في الخليج وأرسلت سفينة حربية أخرى.
السبب وراء الخطوة الإيرانية كان واضحاً وهو الاستيلاء على ناقلتها النفطية التي تقول بريطانيا إنها أوقفتها بناء على طلب سلطات جبل طارق، وبشكوك أن السفينة كانت متجهة إلى سوريا في خرق لعقوبات الاتحاد الأوروبي، وليس استجابة للعقوبات الأمريكية على إيران.
ولكن هناك شكوك واسعة النطاق بأن الضغط الأمريكي كان هو السبب، ما يفاقم من غضب إيران بسبب الإحباط من أن أوروبا فشلت في تخفيف تأثير العداء الأمريكي.
وتضيف الغارديان: “تعمل الولايات المتحدة على زيادة وجودها العسكري في المنطقة بسبب “السلوك العدائي” لطهران، وفرضت عقوبات على المرشد الأعلى آية الله خامنئي، وهي خطوة قالت إيران إنها أغلقت الطريق إلى الحوار الذي تسعى الولايات المتحدة إلى البحث عنه”.
وفي هذه الأثناء، انتهكت إيران خطة العمل المشتركة الإيرانية عن طريق زيادة تخصيب اليورانيوم على الحد المتفق عليه، وهي خطوة وإن كانت متواضعة إلا أنها مثل الهجمات التي استهدفت ناقلات نفط في الخليج ونسبت إلى إيران، رغم نفيها، وإسقاط الطائرة الأمريكية، كلها أعمال رمزية تهدف من ورائها طهران إلى الخطوة الأكثر أهمية وهي وقف عمل وكالة الطاقة الدولية ومراقبتها.
وتعتقد إيران أنه يجب عليها رفع مستوى الرهان إذا أرادت الحصول على أي نوع من تخفيف العقوبات المفروضة عليها، ورغم أنها تعلم أن الولايات المتحدة يمكنها أن تبدأ حرباً، فإنها تأمل في أن يستمر الخوف من نشوب حرب كبيرة ليشكل رادعاً لترامب.
ولكن المخاطرة، كما ترى الغارديان، هي أن ترامب قد يدخل الحرب بناءً على ضغط المحيطين به، خاصة إذا ساءت الأمور على الأرض، ما يعني أن بريطانيا يمكن جرها لهذه الحرب من قبل رئيس وزراء سيعمل على استرضاء البيت الأبيض.
في هذه الأثناء، تقول الصحيفة، إن العمل الدبلوماسي يسير ببطء، حيث من المقرر أن يجتمع وزراء الخارجية الأوروبيون مرة أخرى يوم الاثنين، ويسعى لتفعيل نظام المقايضة مع طهران الذي تم إنشاؤه للتخلص من العقوبات الأمريكية.
ويجب على الوزراء الأوروبيين إلقاء ثقلهم الكامل وراء المهمة التي تقودها فرنسا لتهدئة التوترات ووصف
الإجراءات الأمريكية بشكل لا لبس فيه مثلما تفعل إيران، فقد تكون آمال وقف التصعيد باهتة، لكن البديل يجب أن يكون غير وارد، كما تقول الغارديان.
(ترجمة خاصة بالخليج أون لاين)