ترجمات خاصة (وكالة الصحافة اليمنية) عماد المرشحي
نشرت صحيفة ” نيويورك تايمز ” الامريكية في افتتاحيتها ليوم الاثنين إن الصراع في اليمن لا يمكن كسبه، وخطير على المنطقة، وقاس بشكل ملحوظ. وبالتالي، فإن خفض قوات الإمارات ، وهي أكبر قوة برية خارجية تدعم التدخل الذي تقوده السعودية والتي حولت اليمن إلى كارثة إنسانية، ينبغي أن يحتذى به لبقية عناصر التحالف.
وتطرقت الافتتاحية الى الاشمئزاز العالمي من حرب اليمن، التي خلقت ما تسميه الأمم المتحدة أكبر أزمة إنسانية في العالم، فإن اعتراف البلد الضمني بأن الصراع مضيعة للأرواح والموارد والمكانة الوطنية هو جرعة من التعقل.
وبحسب الصحيفة فان دولة الإمارات لم توضح انسحابها علناً، خوفاً من إثارة غضب حلفائها السعوديين.
واشارة الافتتاحية الى ان الدبلوماسيين يقولون إن الإماراتيين، الذين أرسلوا ما لا يقل عن 5000 جندي إلى اليمن لتدريب وقيادة مجموعة من القوات والميليشيات الموالية للحكومة المدعومة من التحالف، أرادوا الخروج منذ بعض الوقت.
وقالوا ان الامارات خفضت بشكل حاد انتشارها للرجال والمروحيات الهجومية والاسلحة الثقيلة حول ميناء الحديدة على البحر الاحمر، وهو ميدان القتال الرئيسي في العام الماضي .
وقد وفر وقف إطلاق النار الهش الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في الحديدة، الذي دخل حيز النفاذ في كانون الأول/ديسمبر الماضي، العذر والسبب للانسحاب.
وتوفر هذه المحادثات، التي استؤنفت الأحد، إطارا محتملا لمفاوضات سلام حقيقية إذا كان مقاتلون آخرون – أهمهم السعودية، التي تقود التحالف الذي كان لدولة الإمارات العربية المتحدة دور رائد فيه – ان يتبعوا قيادة الإمارات في الانسحاب من اليمن.
وفي الولايات المتحدة، تزايد الضغط على الإدارة الأمريكية لوقف مساعدة المملكة العربية السعودية في التزود بالوقود والاستخبارات ومبيعات الأسلحة.
وتكاثرت الضغوط بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي في سفارة بلاده باسطنبول العام الماضي، وما ترتب على ذلك من خيبة أمل من الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية، ولي العهد محمد بن سلمان، القوة الدافعة وراء التدخل في اليمن.
وقد اعترض الرئيس ترامب على قرار من الحزبين في الكونغرس في نيسان/أبريل يدعو الإدارة الأمريكية إلى الحد من المشاركة الأمريكية، لكن مجلس النواب بدأ الآن جهداً جديداً لمنع نقل الذخائر إلى المملكة.
وقد وفر الاشمئزاز الأمريكي المتزايد من الحرب حافزاً إضافياً للإمارات العربية المتحدة على الابتعاد عن التدخل الذي تقوده السعودية.
وفي الوقت نفسه، دفعت التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران الإماراتيين إلى إعادة القوات إلى الوطن التي ستكون هناك حاجة إليها في حالة تصاعد التوترات في حال نشوب حرب مع ايران.
إن النزاع في اليمن سيء بما فيه الكفاية دون أن يتورط في صراع أكبر على السلطة في الخليج .
والحل الوحيد هناك هو التوصل إلى اتفاق سلام عن طريق التفاوض بين اليمنيين بشأن تقاسم السلطة والموارد، وينبغي على المملكة العربية السعودية أن تسعى إلى التوصل إلى اتفاق خاص بها مع الحوثيين لإنهاء ضربات الطائرات بدون طيار والصواريخ عبر الحدود.