الحرب على اليمن (وكالة الصحافة اليمنية)
قال مستشرق إسرائيلي إن “التقييم الإسرائيلي للتطورات الحاصلة في منطقة الخليج يشير إلى أن السعودية باتت وحدها، فيما حققت إيران أمامها انتصارا جزئيا، عقب إعلان دولة الإمارات سحب قواتها من اليمن، وترك السعودية وحدها في مواجهة الحوثيين، ما يدعو إسرائيل لاستخلاص الدروس والعبر مع زيادة الحديث عن حرب مع حزب الله”.
وأضاف يارون فريدمان، في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، أن “عملية عاصفة الحزم السعودية، التي انطلقت في أبريل 2015 ضد الحوثيين، بدت في بدايتها انتصارا أوليا، لكن مع مرور الوقت اتضح بشكل جلي أن السعودية تواجه فشلا وإخفاقا عميقين، بعد أن استطاعت تشكيل ائتلاف وتحالف من دول: الإمارات، والكويت، وقطر، والبحرين، والسودان، وإرفاق تواجد رمزي لقوات عسكرية من الأردن ومصر والمغرب”.
وأشار فريدمان، الباحث بالشؤون الإسلامية بمعهد التخنيون بجامعة حيفا، إلى أن “هذا التحالف نجح في البداية بوقف تمدد الحوثيين باتجاه الجنوب، وإبعاد قواتهم من السيطرة على الميناء الاستراتيجي في عدن، ونجحت السعودية بمنع حلفاء إيران من وضع يدهم على معبر النفط في الخليج العربي، لكن استمرار المعارك القتالية كشف عن فشل سعودي لا تخطئه العين في إعادة حلفائها اليمنيين للسيطرة على العاصمة صنعاء”.
وأكد فريدمان أن “أحد أوجه الفشل الذي مني به التحالف السعودي أن أطرافه بدأت بالانسحاب تدريجيا منه، واحدة بعد الأخرى، لأن أيا من هذه الدول لا تريد أن تكون جزءا من الفشل الذي يتبدى أمام الجميع، لا سيما بعد ازدياد حدة النقاش في العالم العربي حول مدى مصداقية الحرب الجارية في اليمن”.
وأوضح أنه “بعد خروج قطر من التحالف في يونيو 2017، ها هي اليوم دولة الإمارات تنسحب، ولم يبق سوى البحرين بقوة صغيرة، ورغم ما بذلته السعودية والإمارات من جهود بدعم وتسليح مئات آلاف المقاتلين جنوب اليمن ضد الحوثيين، لكن أجواء من التذمر لهما بدأت تظهر، حتى في هذه المناطق التي تتواجدان فيها، وشبهت بعض الأوساط العربية التواجد السعودي الإماراتي في اليمن بالاحتلال الصهيوني لفلسطين”.
وأكد أن “محمد بن زايد، ولي عهد الإمارات وحاكمها الفعلي، بدأ يدرك حجم وثمن هذه الحرب الجارية في اليمن، بعد أن هدد الحوثيون بتحويل جنة عدن الاقتصادية في الإمارات إلى جهنم، وتحليق طائرات حوثية مسيرة فوق مطارات دبي وأبو ظبي، ما زاد من الأصوات الإماراتية للتخلي عن تورطها في هذه الحرب؛ لأن أبو ظبي تخشى أن تتحول هدفا للحوثيين كما الرياض”.
وأشار إلى أن “حربا تجري على أرض الإمارات تعني كابوسا لحكامها من أمراء آل مكتوم وآل نهيان، فاقتصاد الإمارات قائم على الاستقرار الأمني، وأي حرب فيها قد تقضي تدريجيا على تجارتها العالمية، وهروب العمال الأجانب منها والسياح، والتسبب بشلل تجارة النفط”.
وختم بالقول إنه “إن كان من درس إسرائيلي من الفشل السعودي في اليمن، فهو عدم القدرة على إخضاع العدو من خلال سلاح الجو فقط، حتى لو حازت إسرائيل تفوقا استراتيجيا في طيرانها، ولذلك لا بد من الحذر من الشعارات التي تدعو لحسم المعركة مع العدو كما تقول السعودية، واليوم تبدو إسرائيل وحدها في مواجهة حزب الله، كما تقف السعودية وحدها في مواجهة الحوثيين”.
(المصدر : عربي 21)