نشرت صحيفة بريطانية صورة لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك ملثما، أثناء دخوله بيت الملياردير الأمريكي، جيفري إبشتاين، المدان بارتكاب جرائم جنسية، في مدينة نيويورك عام 2016.
وأفادت صحيفة “ديلي ميل” في المقال الذي تضمن صورة باراك، بأن أربع نساء دخلن بيت إبشتاين في اليوم نفسه خلال أوقات مختلفة.
هذا، ولم يورد المقال أدلة عن إقامة باراك علاقة مع النساء الحاضرات في منزل الملياردير الأمريكي، لكن الصحيفة تساءلت عن تصريح باراك الذي انتشر في الأيام الأخيرة، عن أنه لم يقابل إبشتاين أبدا رفقة نساء أو فتيات يافعات.
ويرشح باراك نفسه حاليا لرئاسة الكنيست الإسرائيلي، عن حزب “إسرائيل ديمقراطية” الذي يقوده.
وادعى باراك، يوم أمس الأربعاء، أنه ينوي مقاضاة صحيفة “ديلي ميل” بتهمة التشهير.
وجاء نشر الصورة المربكة بعد مقابلة صحفية أجراها الموقع الصحافي الأمريكي “ديلي بيست”، وفيها تطرق باراك إلى علاقاته مع الملياردير إبشتاين الذي أدين في الماضي بإدارة شبكة تجارة بنساء شابات لأغراض الدعارة.
وفي رده على سؤال للموقع الأمريكي المذكور، نفى باراك أي مشاركة له في حفلة سوية مع إبشتاين ، زاعمًا أنه لم يلتق معه بحضور نساء أو شابات. وفي رده الأول على الصورة التي نسفت مزاعمه للموقع الأمريكي المذكور، قال باراك إنه يغطي رأسه عادة في أيام البرد في كل مكان وليس فقط عندما يكون في نيويورك فقط، وهدد “ديلي ميل” بتقديم دعوى قضائية ضدها.
واعترف باراك أنه التقى إبشتاين أكثر من عشر مرات، لكن أقل من 100 مرة، زاعمًا أنه التقاه في جامعة هارفارد وفي مختبراتها التي دعمها ماليًا، مدعيًا أنه لم يلتق بنساء خلال هذه اللقاءات. وردًا على سؤال حول احتمال نشر صور جديدة لباراك توثق مشاركته في مثل هذه “الفعاليات” التي أشارت لها “ديلي ميل”، قال باراك جازمًا: “لا يوجد أي احتمال”.
ويبدو أن التقرير يثير تساؤلات جديدة حول العلاقة بين باراك وإبشتاين – وهي العلاقة التي أصبحت نقطة الحديث المفضلة لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بعد أن عاد باراك إلى الساحة السياسية في الشهر الماضي، وأعلن عن تشكيل حزب جديد بهدف الإطاحة بنتنياهو.
وردا على التقرير، استخدم نتنياهو وسائل التواصل الاجتماعي للمطالبة “بالتحقيق مع إيهود باراك على الفور”.
ولم يحدد رئيس الوزراء أي سلوك من جانب باراك يمكن أن يكون موضوع تحقيق جنائي، لأن التقرير لا يشير إلى وجود سلوك غير قانوني.
ورد باراك هو أيضا على التقرير وعلى منشور نتنياهو، وأكد شراكته مع إبشتاين في عام 2015، وقارن بين رجل الأعمال المدان بارتكاب جرائم جنسية ونتنياهو.
وقال في بيان: “لا حاجة للتحقيق – أنا أعترف. لقد أعطيت فرصة ثانية، لكل من إبشتاين وبيبي [نتنياهو]. كلاهما غارقان عميقا في الإجرام. أتوقع من كلاهما أن ينقذ نفسه حتى التثبت من الحقيقة”.
وأضاف: “من جهتي، كل أنشطتي كانت بصفتي مواطن خاص، وليس كوزير أو رئيس للوزراء، وجميعها كانت قانونية، وتم الإبلاغ عنها للسلطات، وتم دفع الضرائب عليها”.
موجها كلامه لنتنياهو، أضاف باراك: “ماذا عنك؟”
تبادل الإهانات والاتهامات يوم الخميس بين الحليفين السياسيين سابقا جاء وسط جدل مستمر حول علاقة باراك في الماضي إبشتاين.
يوم الأحد، نشر نتنياهو تغريدة تضمنت صورة شاشة من تقرير باللغة العبرية حول اعتقال إبشتاين وعلاقاته مع باراك قبل 15 عاما. وجاء في التقرير ان إبشتاين كان من أمناء مؤسسة “فكسنر” عندما منحت المؤسسة باراك مليون دولار في عام 2004.
ورد باراك على نتنياهو بتغريدة لاذعة قال فيها: “يؤلمني ان اسمع ان اشخاصا اعرفهم يواجهون مشاكل وتهما الجنائية، اولا نتنياهو، والان ابستين. اتمنى لكليهما ان تظهر الحقيقة”.
ويواجه نتنياهو ثلاث قضايا جنائية ضده بتهم الفساد.
يوم الخميس صعّد نتنياهو من هجومه، ونشر مقطع فيديو تحت عنوان، “ما الذي أعطاه معتدي جنسي لباراك”.
ويقول الفيديو ان باراك حصل على 2.3 مليون دولار من مؤسسة فكسنر، وانه رفض الاجابة على اسئلة حول المسألة باسثتناء قوله خلال مقابلة إنه قدم “خدمات استشارة وبحث”.
وزُعم مقطع الفيديو أن باراك لم يجر أي بحث.
كما زعم حزب نتنياهو، “الليكود”، أن باراك حضر حفلا استضافه إبشتاين في عام 2016.
ورد باراك على الهجمات في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء، مشيرا إلى صداقة نتنياهو الوثيقة بأرنود ميرمان، وهو مواطن فرنسي حُكم عليه بالسجن لمدة ثماني سنوات بتهمة التهرب الضريبي بمبالبغ وصلت إلى مليارات اليورو.
ردا على سؤال حول شراكته مع إبشتاين في عام 2015، رفض باراك بداية تأكيد تقرير هآرتس، وقال إنه لن يكشف عن هويات المستثمرين من القطاع الخاص الذين عملوا معه.
وقال باراك لهآرتس: “لقد رأيت فرصة عمل وسجلت شراكة تحت سلطتي في “إسرائيل”. عدد صغير من الأشخاص الذين أعرفهم استثمروا في الشركة، في صفقة تجارية استفاد منها الجميع. بما أن الحديث يدور عن استثمارات خاصة، فسيكون من غير اللائق ومن الخطأ بالنسبة لي الكشف عن هويات الأطراف المستثمرة”.