ترجمة خاصة// وكالة الصحافة اليمنية//
قدمت وكالة ” اسوشيتد برس” رؤية حول أسباب انسحاب الإمارات من اليمن وتخفيض قواتها، على اعتبار الإمارات شريك قوي في الحرب على اليمن والتي قامت مؤخرا بسحب آلاف من القوات في خطوة تضع التحالف الذي تقوده السعودية في محل ضعف.
وقالت الوكالة إن الانسحاب يمثل خطوة كبيرة من جانب الإماراتيين من سياسة المملكة العربية السعودية الشريكة الرئيسية في الحرب – لضرب الحوثيين وإخضاعهم – وهي استراتيجية لم تنجح إلى حد كبير.
وكان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية قرقاش قد قال بأنه حان الوقت لمضاعفة العملية السياسية.
وتابعت الوكالة: المفاوضات التي أجرتها حكومة الإنقاذ ووفد الرياض خلصت إلى وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، كون المحادثات باتت ضرورية لفتح الطريق أمام مفاوضات سلام أوسع لإنهاء الحرب التي تستمر في عامها الخامس.
وأشارت “اسوشيتد برس” إلى أن الإمارات لم تكشف عن عدد القوات التي انسحبت لكنها أكدت انخفاض العدد بشكل كبير، حيث كان يتواجد عشرة ألف جندي إماراتي في اليمن قبل بدء الانسحاب.
وقال التقرير إن 90000 ألف من القوات المحلية والذين تم تدريبهم على أيدي الإمارات، متواجدة في الجنوب الذي تحاول أن تسيطر عليه، خاصة وقد تركت بعضًا من القادة العسكريين لتقديم الدعم والمشورات الحربية.
ما هو التأثير على معركة؟
قال بيتر ساليسبري المحلل البارز في المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات إن الانسحاب على الأقل في الوقت الراهن يأخذ خيار الهجوم المتجدد على الحديدة خارج الطاولة، خاصة وأن ميليشيا الإمارات تتواجد في الخطوط الأمامية في الحديدة.
وفي الوقت الذي حث فيه قرقاش الحوثيين على إعادة النظر في الانسحاب لبناء الثقة من أجل إحراز السلام، إلا أن الحوثيين يروا على قدم المساواة الانسحاب كإشارة تمكنهم من الصمود ، بدلاً من تقديم تنازلات.
المحللة البارزة في شبه الجزيرة العربية إليزابيث ديكنسون قالت ” لاتزال السعودية تشعر بأنها في حاجة إلى انتصار في اليمن مهما كانت العواقب.
ماذا يعني هذا بالنسبة للتحالف؟
لم تعلق المملكة العربية السعودية على الانسحاب الإماراتي ، لكن هذه الخطوة تظهر بلا شك الانقسام في الأغراض بين الشريكين في قلب الائتلاف.
لطالما أراد السعوديون طرد الحوثيين من العاصمة صنعاء وإضعاف قدراتهم العسكرية على طول الحدود المشتركة، سنوات من الغارات الجوية المدمرة والقتال لم تتمكن من تحقيق أي منهما، وفي الوقت نفسه ركزت الإمارات على الجنوب والتي نصبت نفسها كحاكم فعلي من خلال تمويل وتسليح الميليشيات ، بما في ذلك الانفصاليون الجنوبيون، كما يدير الإماراتيون قاعدة جوية رئيسية في عدن ، المدينة الرئيسية في الجنوب، كما أن الإمارات استبعدت قوات المستقيل (هادي) من المشهد الجنوبي.
وعلى الرغم من انسحابها “الإمارات” إلا أنها قالت أنها لاتزال ملتزمة بالتحالف الذي يستمر في الانكماش بعد سحب قطر والمغرب قواتهما من اليمن في السنوات الأخيرة، وأنباء عن انسحاب قوات سودانية مؤخرًا.
ما كان تأثير الحرب على اليمن؟
وتطرقت “اسوشيتد برس” إلى آثار الحرب وأضرارها التي لحقت باليمن حيث قتل مئات الآلاف من المدنيين وفقًا لأحدث البيانات التي تطلقها الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية وانتشار الجوع والمرض، حيث قدرت مجموعة “إنقاذ الأطفال” أن 85000 ألف طفل دون سن الخامسة ماتوا بسبب الجوع والمرض منذ بداية الحرب، وأن وباء الكوليرا قتل أكثر من 3000 ألف شخص وتسبب في 1.4 مليون حالة اشتباه.