الرياض: وكالة الصحافة اليمنية//
في حين تتخذ السعودية موقفاً عدائياً ضد إيران، وتدعي أنها تحارب وجودها في اليمن ، هاهي اليوم تسير في طريق “التعاون الثنائي ” على خطى “الإمارات” ولكن بصمت وسرية تامة.
وكشفت وسائل إعلام إيرانية اليوم تفاصيل لقاء جمع مسؤول إيراني بآخر سعودي في مكة المكرمة، أكدا فيه التعاون بين بلديهما.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” أن لقاء جمع رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية، علي رضا رشيديان، ووزير الحج والعمرة السعودي، محمد صالح بن طاهر بنتن.
وقال رشيديان: إن “التعاون جيد فيما يتعلق بإصدار تأشيرات الدخول للحجاج الإيرانيين”، مبيناً أن “عملية
إصدار التأشيرات بصورة إلكترونية قد شارفت على الانتهاء في الوقت الحاضر ولا توجد أي مشكلة في هذا المجال”.
وأكد أن تحولات إيجابية قد حدثت في مجال تقديم الخدمات للحجاج الإيرانيين؛ إثر تعيين رئيس جديد لمؤسسة مطوفي الحجاج الإيرانيين، معرباً عن أمله بالمزيد من تحسين هذه الخدمات.
واعتبر المسؤول الإيراني جهود وزارة الحج السعودية بأنها “جديرة بالتقدير؛ لإيجاد تغييرات في المؤسسة
المذكورة والارتقاء بخدماتها”.
وأضاف: “مع تولي الرئيس الجديد المسؤولية فقد تم إدراج معالجة الإشكاليات والنواقص السابقة في جدول
الأعمال”، لافتاً إلى أن “القسم الأكبر عولج لغاية الآن”.
من جهة أخرى دعا رشيديان إلى اتخاذ إجراء مؤثر من جانب وزير الحج السعودي إزاء المتابعة الحقوقية لحادثة قتلى المسجد الحرام ومنى، ودفع تعويضات لذويهم.
وأشار إلى أن “هذه القضية تحولت إلى قضية استنزافية، ورغم الوعود المقطوعة حولها لم تتحقق أي نتيجة منها لحد الآن”.
من جانبه أعرب وزير الحج السعودي عن سعادته بهذا اللقاء، لافتاً إلى أن بلاده سعت لتقديم تسهيلات خاصة للحجاج الإيرانيين فيما يتعلق بإصدار تاشيرات الدخول.
وهذا اللقاء يأتي تأكيداً لما أدلى به وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، أنور قرقاش، الجمعة، إذ قال إن موقف بلاده الأخير حيال الملف الإيراني كان بالتنسيق مع السعودية بهدف تفادي المواجهة، وتغليب العمل السياسي.
والثلاثاء الماضي، عقدت طهران وأبوظبي اجتماعاً في إيران؛ جمع قائد قوات حرس الحدود الإيراني، وقائد قوات خفر السواحل الإماراتي، للتباحث حول أمن الخليج، وشؤون حدودية، ومكافحة عمليات التهريب.
وتشهد العلاقات بين أبوظبي وطهران توتراً مستمراً؛ بسبب الجزر الثلاث المتنازع عليها: “طنب الكبرى”، و”طنب الصغرى”، و”أبو موسى”، وتقول الإمارات إن إيران تحتلها، في حين تتوتر العلاقة بين إيران والسعودية بسبب ملفات إقليمية أبرزها حرب اليمن.
وتفاقم التوتر بين البلدين على خلفية الصراع المحتدم في اليمن منذ نحو 5 أعوام، وزاد التوتر على خلفية اتهام إيران باستهداف أو تحريض جماعات أخرى على استهداف ناقلات نفطية في الخليج العربي، وهو ما نفته طهران.
في حين أن السعودية -حليفة الإمارات- شهدت علاقاتها مع إيران تدهوراً كبيراً، خلال السنوات القليلة الماضية، وهو ما تسبب بالاعتداء على بعثتها الدبلوماسية في إيران، مطلع 2016، ليتطور الأمر إلى قطع العلاقات بين البلدين.
وجاء الاعتداء بعد توتر سابق بين البلدين، تطور عقب حادثة التدافع من قبل الحجاج في منى، يوم 24 سبتمبر عام 2015، وأدى إلى مقتل 769 شخصاً وإصابة 694، غالبيتهم كانوا من الحجاج الإيرانيين.