تحليل خاص // وكالة الصحافة اليمنية //
بعد ساعات من إعلان القيادة السياسية اليمنية، في ابريل 2018، بأن العام الرابع للحرب التي تشنها دول التحالف بقيادة السعودية على اليمن، سيكون عاما بالستيا أطلقت القوة الصاروخية رشقات من الصواريخِ البالستيةِ المتعددة والمتنوعة على أهداف استراتيجية وحيوية عسكرية واقتصادية في الرياض، وعسير ونجران وجيزان.
وفي الوقت الذي تسعى فيه الدوائر العسكرية الغربية لإيجاد اجابات للكثير من التساؤلات حول الترسانة الصاروخية اليمنية والقدرة على تطويرها في ظل ما تشهده البلاد من ظروف اقتصادية صعبة نتيجة العدوان والحصار، أكدت القوة الصاروخية أنها استهدفت وزارة الدفاع السعودية وأهدافاً أخرى في العاصمة الرياض بصواريخ بركان تو اتش اليمنية الصنع، كما أعلنت قصف مبنى توزيع أرامكو في نجران ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية وأهدافا أخرى في القطاع بدفعة من صواريخ بدر واحد.
القوة الصاروخية اليمنية لم تتوقف عند حدود إرسال رسائلها للذين يبحثون عن الإجابات بقدر ما أوصلت رسالتها الأهم التي أكدت من خلالها أن جعبتها ما تزال مليئة بالكثير من المفاجآت، وأن العقول القادرة على الإبداع والإبتكار مخزونها الحقيقي الذي سيظل يربك قوى العدوان ويضاعف تساؤلاتها ويصنع مآسيها يوما بعد يوم.
وإذا كانت القوة الصاروخية قد نجحت بالأمس في أن تجعل العام الرابع عاما باليستيا بامتياز فها هي اليوم تثبت عمليا بأنها ستجعل العام الخامس “عام الحسم” أكثر تميزا وأكثر إرباكا وايلاما وحسما بجديد انتاجها الصاروخي الأكثر تطورا وفتكا وأن ردها الباليستي قادر على تجاوز ما توقعته مستحيلا والوصول إلى أبعد ما في العمق السعودي من أهداف، وهي الحقيقة والرسالة التي قرأ النظام السعودي مضامين سطورها في مدينة الدمام النفطية على ساحل الخليج.
وبوصول القوة الصاروخية اليمنية لمرحلة الردع والرعب وتوزان القوى تلاشت التساؤلات التي كانت تبحث الدوائر العسكرية الغربية عن اجابات لها ودخلت مرحلة من القلق والتخوف من التطور اللافت لمراكز الابحاث والتصنيع الحربي اليمني حديثة العهد التي يضع كوادرها وعامليها نصب اعينهم زيادة مدى الصواريخ وتقليص نسبة الخطأ وزيادة وزن الرأس الحربي في زمن قياسي.
وطبقا للرؤية الاستراتيجية الامريكية تجاه الصواريخ اليمنية تؤكد الدوائر العسكرية ومراكز الأبحاث الغربية أن اليمن يحذو حذو الصين وكوريا الشمالية وايران وباكستان والهند التي تعرضت للعدوان في اوائل ومنتصف القرن الماضي واستغلت ظروف العدوان لبناء قوة ردعية كاسرة للتوزان وامتلاك يد طولي وهذا ما ينتهجه اليمن بخطى متسارعة ومبهرة.
وليس هذا وحسب بل إن الدوائر العسكرية الغربية أصبحت على يقين من أن اليمن ستتمكن خلال فترة وجيزة من تطوير صناعاتها العسكرية التي ستمكنها من إمتلاك أسلحة صاروخية فتاكة وبمديات بعيدة تغير المعادلات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط وتؤهلها لأن تكون عنصرا فاعلا وصانعة قرار في رسم سياسات المنطقة التي ترتهن للقرار والإملاءات الأمريكية.