تحليل خاص: وكالة الصحافة اليمنية
ما يسمى بالألوية الرئاسية التي شكلها الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي من إرهابيين وتكفيريين أغلبهم تابعين لحزب الإصلاح، وأنفق عليها عشرات المليارات، لم تصمد أكثر من 48 ساعة رغم أن ما تم صرفه عليها تجاوز المليار ومئتا مليون ريال لم تشمل العتاد العسكري الذي كانت تملكه تلك الألوية “الهشة” التي لا تجيد المواجهات القتالية المباشرة بقدر إجادتها لنهب الخزينة العامة.
وفي حين يتضور الشعب اليمني جوعاً بسبب سياسات هادي وبن دغر الخاطئة، وفسادهما، وتواطؤهما مع السياسات الاقتصادية التركيعيه التي تفرضها قوى تحالف العدوان على اليمن، تجدهما يصرفان مبلغ خيالي ” مليار ومئتا مليون ريال ” في أقل من يومين، ومقابل ماذا ..مقابل الدفاع عن بقائهما على هرم سلطة جلبت للشعب اليمني الدمار والقتل والاحتلال.
ولم يكن استجداء هادي للسعودية كي تنقذ الاقتصاد اليمني المنهار والعملة المسحوقة، وإنما ليضمن بقائه كرئيس أكبر وقت ممكن، رغم أنه لا يملك من أمره شيئاً، عدا أنه ينام كثيراً في الرياض، ويتخذ قرارات تضاعف من حالة الانقسام والفرقة والخراب، وبتوجيهات سعودية.
والكارثة التي تتدثر بغطاء “الشرعية”، أن تنفق حكومة عدن المغضوب عليها من الشعب اليمني شماله وجنوبه، في حربها التي اندلعت صباح الأحد الفائت، مبلغ مليار ومئتا مليون ريال يمني في ظرف يومين، وبالرغم من ذلك الإهدار للمال العام لم تتمكن ألوية الحماية الرئاسية التي تشكلت بصورة غير قانونية أو دستورية، من الصمود أمام مليشيات “الانتقالي الجنوبي” ليومين فقط.
ولكن لماذا خسرت ألوية حماية “هادي وبن دغر” رغم ما تملكه من عتاد عسكري، وما يتم صرفه عليها من مبالغ خيالية على حساب أبناء الشعب الذين خدعهم رئيس مستقيل يتلاعب به الجميع “تحالف العدوان، الإصلاح”؟!
لقد كشفت أحداث الاقتتال العنيفة التي شهدتها محافظة عدن الاسبوع الفائت ، أن ما تسمى بألوية لحماية الرئاسية لم تصدر أي قرارات رسمية بتشكيلها، كما أنها لا تتبع المنطقة الرابع وتدار من غرف علميات تابعة اللواء الفار علي محسن في مأرب.
وبحسب محللون سياسيون وعسكريون: “أراد علي محسن والإصلاح أن تكون تلك الألوية أدواتهم التي يتوغلون من خلالها في عدن والجنوب مثلما هناك الوية عديدة ومسميات مختلفة في محافظات أخرى ومنها تعز التي تم الاعلان عن وجود اول لواء حرس رئاسي فيها مؤخراً”.
ويؤكد المحللون السياسيون والعسكريون :”أن تلك الألوية التي يتغطى بها طرف سياسي ولا تتبع عسكرياً المناطق الواقعة في إطارها الجغرافي، وتدار من مناطق بعيدة.. هي ألوية يتم إعدادها لمراحل لاحقة لفرض السيطرة من قبل الأطراف التي كانت وراء تشكيل تلك الألوية”.
وبالعودة مجدداً إلى ما بعد حرب العملاء التي شهدتها عدن الاسبوع الفائت، وفي دلالة إلى أولاً، مباركة السعودية لهزيمة ما تسمى بألوية الحماية الرئاسية ومنها اللواء الرابع الذي راهن عليه هادي وبن دغر والإصلاح لكنه لم يصمد أمام ضربات مسلحي “الانتقالي” المدعومة بالطائرات الإماراتية.. وثانياً، تأكيدها على أن ما تباطئ هادي في تنفيذه بالاتفاق أجُبر عليه بقوة السلاح، وذلك عبر تدخلها السريع بعد يومين على الحرب حيث قامت بتسليم معسكري اللواء الرابع والثالث حماية رئاسية في عدن مقاتلين سلفيين هما حمدي شكري الصبيحي ولؤي الزامكي اللذان يعدان من القيادات العسكرية في ما يسمى بالمقاومة الجنوبية.
استدعت السعودية الصبيحي والزامكي ليحلا محل ألوية الحماية الرئاسية في عدن، بعد أن وجهت هادي بسحب ألويته من عدن، معتبرة إياها مصدر خطر عليها كونها تدين بالولاء لقطر.
جردت الرياض وأبوظبي، الرئيس الفار هادي أو بالأصح “الإخوان المسلمين ممثلين بحزب الإصلاح ومليشياته” من أي سند عسكري، بنية تشكيل واقع سياسي وعسكري جديد في عدن يدين بالولاء الأحادي المطلق للرياض وأبوظبي، وليس بولاءات متعددة كالتي يقوم بها حزب الإصلاح.
ولاشك بأن التشكيلات غير المتجانسة بداخل ألوية الحماية والأجندات المتضاربة لمنتسبيها والتي وصلت حد التصادم شكّل عامل ضعف لها بالإضافة الى أن الحرب الحديثة التي يحيّد فيها السلاح الثقيل لصالح الجندي الفرد كان عامل حسم آخر في معارك عدن.
كما لا يمكن اغفال أمراً هاماً هو افتقار حكومة بن دغر للتأييد الشعبي مما جعلها تعمل طيلة عامين لتعويضه عبر إنشاء عدداً كبيراً من المواقع الإخبارية واعلاميين في الداخل اليمني وخارجه وخصصت لهم أكثر اكثر من 300 ألف دولار شهريّا فضلاً عن قنوات فضائية الهدف منها تلميع صورتها الباهتة أمام الرأي العام العربي والدولي، والحديث عن شرعيتها وانجازاتها وانتصاراتها التي فُضحت مؤخراً.
أما التحالف من جهته كان كما يبدو قد أتخذ قراراً عسكرياً باجتثاث حكومة بن دغر التي ترى فيها الإمارات أداة بيد الإخوان؛ ولولا التدخل السعودي للحيلولة دون اقتحام القصر الرئاسي الذي سلم أكثر من 400 جندي من حراسته انفسهم دون قتال لقوات الحزام الأمني في عدن.
وقد توالت فضائح هادي وبن دغر وحكومته سواء تلك التي تتحدث عن تقاضيهم مبالغ مالية مقابل خيانتهم للوطن، أو عن شرائهم بمبالغ مهولة للشقق سكنية وبنايات واستثمارات تجارية لهم ولنسائهم في عديد من العواصم العربية والعالمية، بالإضافة إلى قرارات التعيينات العائلية في مناصب رسمية عسكرية ومدنية كبيرة و الصرفيات العالية التي صرفت لهم تحت بنود بدل سفر ومكافئات تحفيزية.. كل تلك الفضائح الكارثية جعلتهم بغير غطاء شعبي في مواجهة مباشرة وخاسرة مع عملاء يشبهونهم تماماً.
“حرب العملاء” التي احتضنتها عدن مكرهة، كشفت حقيقة الكيانات الهشة العسكرية وحتى المدنية التي صنعها ثلاثي العمالة “هادي، الإصلاح، بن دغر”، وأنفقوا عليها مبالغ طائلة من الخزينة العامة لحمايتهم ومصالحهم الشخصية ولضمان بقائهم وسيطرتهم ونفوذهم.. مُثقلين الشعب بفسادهم، والوطن بخيانته.