المصدر الأول لاخبار اليمن

بمساندة الزبيدي.. طارق عفاش يتسلم قيادة الحرب على “الشمال” والقضاء على “الإصلاح”

تقريرخاص// وكالة الصحافة اليمنية//

استخفت الإمارات بقيادات حزب الإصلاح كثيراً ، وعرفت كيف تُسخر قدراته الانتهازية  لمصلحتها وضد مصالحه في آن واحد.

وفي اليومين الفائتين احتضنت قاعدة العند الجوية العسكرية الشهيرة اجتماعاً لوفد عسكري وسياسي إماراتي سعودي رفيع المستوى ، مع كل من عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وطارق صالح الذي كانت أبوظبي قد  سلمته  مهام عسكرية عديدة  منها تجهيز وتدريب قوات نخبة  صنعانيه ، و الإشراف على قاعدة العند، ومؤخراً إدارة إحدى الجبهات في تعز.

الوفد السعودي الإماراتي ، بحسب مصادر عسكرية محلية في عدن،  ناقش جملة مهام عسكرية وسياسية ، كان أهمها تكليف طارق صالح المسئولية الكاملة عن القتال في جبهات المحافظات الشمالية وتوحيد الجهود والمهام بينه وبين عيدروس الزبيدي لتحقيق ما أسموه “التحرير”.

وقالت المصادر العسكرية أن الوفد السعودي الإماراتي، وجه طارق والزبيدي أن يتحملا كل المهام العسكرية المقبلة كشريكين.. مشدداً أن لا تكون المهام القتالية والعسكرية المقبلة تحت مظلة  ما تسمى “بالشرعية” كون الإصلاح يسيطر عليها وهذا ما يرفضه الوفد جملة وتفصيلا.

وبحسب تأكيدات المصادر العسكرية التي بدت ممتعضة من تجاهلها من قبل الوفدين السعودي والإماراتي وعدم تكليفها بأي مهام، فقد اشترط الوفدين إشراف التحالف المباشر على كل المهام الموكلة لطارق والزبيدي أثناء سير المعارك وتوفير الغطاء الكامل للقوات التي سيجمعها الزبيدي وطارق ويحشدانها للقتال ، انطلاقاً من الجنوب.

ونجحت أبوظبي  في الجمع بين الأضداد “عيدروس الزبيدي وطارق صالح” وتوثيق شركتهما،  بصورة مفاجأة حقاً للجميع ، وتحمل رسالة صريحة  للإصلاح  الذي  يبدو أنها في أخر مراحل  قصقصت أجنحته،  والقضاء على ما تبقى له من نفوذ .

ويقول محللون سياسيون أن الإصلاح الذي أرتمى في حضن  “العدوان” ، يدفع الآن ثمن عمالته التي كانت سبباً مباشراً في قتل آلاف اليمنيين المدنيين بينهم أطفالاً ونساء ، فضلاً عن مشاركته في تدمير اليمن وتمزيقه.

لافتين إلى أن الإمارات وبدهاء استطعت وضع الإصلاح في موقف حرج وخطير جداً، كونها وحدت أشد خصومه في جبهة واحد ومسئوليات ومهام عسكرية واحدة ، للقضاء عليه وشن حرب على ” الشمال” كي تتفرغ هي – أي الإمارات – بالجنوب .

مؤكدين أن تحالف الإصلاح مع العدوان، وسيطرته الفعلية على ما يسمى بالشرعية،  جعله يثق في أنه سيتصدر المشهد السياسي بعد أن يتخلص من خصومه المحليين ،  لكنه تفاجأ  بحصره في مناطق صراع  محدود للغاية بعد أن  نجحت الإمارات، وبمباركة سعودية، من تضييق مناطق نفوذه داخل المناطق التي لطالما أسماها الإصلاح محررة ، ويسميها ناشطوه واعلاميوه مؤخراً “بالمحتلة”.

ويتحدث سياسيون وناشطين – بينهما إصلاحيين موالين لقطر –  عن توجيه الإمارات  عديد صفعات قوية للإصلاح في عدن، وشبوة بطرده من تلك المحافظتين ملحقة به هزيمة ساحقة  في عدن بعد خوضه معارك عنيفة ضد عيدروس الزبيدي ومجلسه الانفصالي الذي عززته طائرات التحالف ، وها هي الآن تجهز لطرده من مأرب وتعز آخر معاقله الحصينة.

وكانت أخبار أكدت توجه أبوظبي لتسليم  طارق صالح إحدى جبهات القتال في محافظة تعز، الأمر الذي أربك حسابات الإصلاح ، خاصة أن أبو العباس وميليشياته المدعومين من الإمارات وتؤدي دور قوات الحزام الأمني  وتسيطر على أجزاء واسعة داخل مدينة تعز وتحديداً في المناطق التي تسيطر عليها القوات الموالية للعدوان، يكنون عداء شديد للإصلاح ، حيث وصل الصراع بينهما إلى الاقتتال بينهما  مرات عديدة.

وتدرك قيادة الإصلاح وميلشياتها  أن وصول طارق صالح إلى تعز يعني تطويقهم وخنقهم في المربعات التي يسيطرون عليها وهي محدودة بالنظر لتلك التي يسيطر عليها خصمهم اللدود أبو العباس المعروف بولائه للرئيس الأسبق صالح وتعاونه معه .

  وفي  مأرب أيضاً لا يختلف الوضع كثيراً، فقد حوطت الإمارات الإصلاح بأعدائه وخصومه الذين سلمتهم قيادة ما تسميه بقوات النخبة، فصار لمأرب قوات نخبة كشبوة وعدن وحضرموت وحتى صنعاء التي كانت أبوظبي قد كلفت طارق صالح مسئولية تجميعها وتدريبها العام الفائت في منطقتي العود بمحافظة اب وفي لحج بصورة سرية.

عينت الإمارات  القيادي المؤتمري البارز الشيخ ذياب بن معيلي  بعد مغادرته لصنعاء في ديسمبر الفائت قائداً لقوات النخبة المأربية، مستأنفة عملها على إنشاء قوات نخبة مأربيه، كانت قد بدأت العمل عليها أواخر عام 2015م للسيطرة على القطاعات الغازية في محافظة مارب ، وخصوصاً في قطاع صافر الانتاجي وقطاع جنة والقطاع 18 النفطي، والذي يتم تصدير النفط منه عبر ميناء بلحاف النفطي أكبر الموانئ اليمنية ويستخدم في تصدير الغاز المسال، ثم توقفت بسبب خلاف بين أبوظبي من جهة وهادي وعلي محسن  ومشايخ في مأرب من جهة أخرى.

والنخبة المأربيه مكونة من ما يعرف بلواء الصقور الذي أنشأته الإمارات قبل فترة، بالإضافة إلى معسكر علي عبدالله صالح؛  الذي تشكل قبل أقل من شهر، وسيقودها الشيخ ذياب معيلي، وطبعاً الهدف منها بسط سيطرة ونفوذ أبوظبي على مواقع الثروة، ولا يمكن أن تسمح للإصلاح أن يكون شريكاً لها كما أن شركائها الفعليين على الأرض يكنون عداء طافحاً للإصلاح ومستعدون لتوجيه ضربة قاضية له تماماً كما فعل الزبيدي في عدن.

 وقوات النخب أو الحزام الأمني التي انشأتها أبوظبي  ابتداء من مارس 2016 في محافظة عدن، مستغلة غياب الدولة والفراغ الأمني في عاصمة اليمن الاقتصادية ، بدأت  بتكوين لوائيين عسكريين تم تجهيز بعض أفرادهما في دولة الإمارات التي حرصت منذ البداية على اعتماد أسس خاصة في تشكيل هذه القوة، وجعلتها مرتبطة بها بشكل مباشر.

ورغم أنها انطلقت بداية في عدن، فقد توسعت لاحقا إلى مدن ومحافظات أخرى كمحافظة لحج ، ثم عملت الإمارات على نقل التجربة وتثبيتها في جميع المحافظات الجنوبية باليمن.. وقد سعت في أكتوبر العام الفائت  لنقل قوة عسكرية مكونة من نحو ثلاثة آلاف عنصر عسكري تلقت تدريبها خارج اليمن إلى محافظة تعز لإنشاء فرع فيها لقوات الحزام الأمني.

وقد رأينا كيف ساندت الإمارات قوات الحزم الامني ومسلحي المجلس الانتقالي الجنوبي في طرد مليشيات الإصلاح من عدن أمس الأول ، بعد خطة محكمة بدأت بتسليم الزبيدي والشيخ السلفي هاني بن بريك لزمام المسئولية في عاصمة هادي المؤقتة، مما أضعف الإصلاح كثيراً لدرجة أنه لم يستطع حتى حماية مقراته التي انتهكها واحرقها “المجلس الانتقالي”، ثم بتوجيه ضربة عسكرية قاصمة لما يسمى بألوية الحماية الرئاسية التي تتكون من مجاميع ميلشاويه  تابعة للإصلاح.

والإصلاح الذي لم يكتفي بالتصفيق والتبرير لكل الدمار والقتل الذي اقترفته طائرات العدوان بحق اليمنيين ، فقام بالمشاركة مقدماً نفسه لقيادة العدوان ممثلة بالسعودية والإمارات كأداة هدم وقتل.. يبدو أن مكره وخيانته ووحشيته  ارتدت عليه.. فالإمارات التي بارك قتلها لليمنيين، ها هي تقتله وتمعن في قتله بذات الطرق والوسائل التي قتلت بها اليمنيين ..والسعودية التي قبَل الإصلاح يديها كثيراً كي ترضى عنه،  وجهت له عديد صفعات و باركت قتله بدم بارد.

وتآمر الإصلاح على خصومه وعلى وطنه وحتى على الشخصيات المحترمة بداخله، وتآمرت عليه السعودية والإمارات ومهدتا الأجواء المناسبة لضربه ، بل لخمد ما تبقى من أنفاسه.

ولم يعد مجدياً للإصلاح كل هذا الضجيج الذي يثيره ، ولا التلويح بورقة “الشرعية” المهترئة أصلاً، و لا تحريض اليمنيين على أن يقاتلوا من أجله وفي سبيل مصالحه.. لأن كل ما يفعله الآن ما هو  إلا تشبث بقشة ستقصم ظهوره قريباً جداً .

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com