تقرير: وكالة الصحافة اليمنية//
تتنامى تجارة المخدرات بشكل واسع في منطقة الخليج، وهو ما تؤكده بيانات مستمرة تشير إلى ضبط كميات من المواد المخدرة من قبل قوات الأمن.
وتعتبر حبوب “الكبتاغون” أكثر المواد المخدرة التي يُكشف عنها ويُبطَل تهريبها؛ نظراً لصغر حجمها وسهولة تهريبها بالقياس إلى أنواع أخرى من المخدرات.
بصراحة ووضوح تعلن وسائل الإعلام السعودية المختلفة، باستمرار، إحباط عمليات تهريب كميات كبيرة من المخدرات، لا سيما الكبتاغون؛ وهو ما يدل على وجود سوق محلية رائجة لهذا النوع من المخدر ينافس أكبر الأسواق العالمية، لا أسواق المنطقة فحسب.
الثلاثاء (20 أغسطس الجاري) ذكرت صحيفة “مكة” المحلية أن الجمارك السعودية في منفذ الحديثة (شمال) تمكنت من إحباط محاولتي تهريب كمية كبيرة من حبوب الكبتاغون، بلغت مليونين و579 ألف حبة كبتاغون، عثر عليها مخبأة في مركبتين قدمتا إلى المملكة عبر المنفذ، إحداهما شاحنة، والأخرى مركبة من نوع خصوصي.
وأوضح مدير عام جمرك الحديثة، عبد الرزاق الزهراني، أنه عُثر على مليونين و553 حبة كبتاغون في مركبة من نوع خصوصي يقودها أحد المسافرين، مشيراً إلى أن الحبوب كانت مخبأة في تجويف كل باب من أبواب المركبة، وفي مخابئ أعدت لغرض التهريب في المراتب الأمامية والخلفية وفي سقف المركبة وجوانبها، إضافة إلى إخفاء جزء من الكمية في إطار المركبة الاحتياطي.
وأضاف الزهراني أن الجمرك أيضاً أحبط محاولة تهريب أخرى لكمية من حبوب الكبتاغون بلغت 26 ألف حبة، عثر عليها في إحدى الشاحنات، وذلك بإخفائها داخل “طفاية الحريق” الموجودة في الشاحنة.
وفي ظل غياب الأرقام الرسمية عن أعداد المدمنين، وسعي مسؤولين لـ “تهوين المشكلة”، تؤكد الإحصائيات الرسمية الصادرة عن السلطات السعودية حول كميات المخدرات المضبوطة أن ثمة سوقاً كبيرة جداً في المملكة.
وبحسب المعلومات الرسمية أعلنت وزارة الداخلية السعودية، عام 2016، القبض على 1776 مهرب مخدرات، بمتوسط 4.9 مهربين يومياً، وهو عدد أكبر من المقبوض عليهم عام 2015 الذي بلغ 1461 مهرباً، وأكبر بكثير ممَّن اعتقلوا عام 2014 وكانوا نحو 1309 مهربين.
وبلغ إجمالي ما جرى ضبطه في العمليات الأمنية من مواد مخدرة بنفس الفترة 24.7 مليون قرص كبتاغون مخدر، و19.1 طناً من الحشيش، و14.9 كيلوغراماً من الهيروين الخام، بالإضافة إلى 8.2 كيلوغرامات من الأفيون المخدر، و27 كيلوغراماً من مادة الشبو المخدرة، و61 ألفاً و400 قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي (ممنوع تداولها من دون وصفة طبيب تحتفظ بها الصيدلية).
وفي 25 أبريل 2018 قالت “هيومن رايتس ووتش”: إن “السعودية أعدمت 48 شخصاً منذ بداية عام 2018، نصفهم بسبب جرائم مخدرات غير عنيفة، وما يزال العديد من المدانين بجرائم مخدرات ينتظرون تنفيذ أحكام الإعدام بعد إدانتهم من قبل نظام العدالة الجنائية الظالم في السعودية”.
السعودية تتصدر الدول في تهريب الكبتاغون
وفي تقريرها عام 2016 أيضاً بينت الجمارك السعودية أن المملكة تصدرت 180 جمركاً على مستوى العالم في ضبطيات حبوب الكبتاغون بنحو 13447 كيلوغراماً، والأسلحة والذخائر بـ 923 حالة ضبط.
وقال التقرير السنوي الصادر عن منظمة الجمارك العالمية، ومقرها بروكسل، للعام 2014، إن الجمارك السعودية جاءت في المرتبة الثالثة في أكبر كمية ضبطت من حبوب الترامادول المخدرة.
وبحسب تقارير دولية سابقة تستهلك السعودية ثلث الإنتاج العالمي من حبوب الكبتاغون.
وعلى الرغم من تفوق الجمارك السعودية عالمياً في عمليات ضبط الكبتاغون، فإن ذلك يشير بالفعل إلى تفشي ظاهرة المخدرات بمختلف أنواعها في المجتمع السعودي المحافظ.
وكانت إحصائية تعود للعام 2013 أظهرت أن عدد مدمني المخدرات في السعودية يبلغ 150 ألف مدمن بتكلفة علاج تصل إلى نحو 306 مليارات ريال (960 مليون دولار) بالإضافة إلى خسائر الإنتاجية والقوى العاملة التي يفقدها الاقتصاد الوطني.
ما هي حبوب الكبتاغون؟
يذكر مركز “الكابين شيانج ماي” في تايلاند، المتخصص في علاج حالات الإدمان، أن حبوب الكبتاغون تندرج تحت قائمة الحبوب المنشطة، التي تعد بدورها ضمن المواد المخدرة القابلة للتعاطي والإدمان، بعكس ما يعتقده الآلاف من أن الحبوب المنشطة تعمل فقط على تحفيز الجهاز العصبي ولا يمكن إدمانها كباقي أنواع المخدرات.
وتعتبر حبوب الكبتاغون أحد مشتقات مادة “الإمفيتامين”، التي تعمل على زيادة مستويات الدوبامين في المخ، ومن ثم انتشر استخدامها بين طلبة المدارس والجامعات على أنها مادة منبهة تزيد من قدرات المخ على التركيز، وأصبحوا يتعاطونها في ليالي الامتحان، فضلاً عن اعتماد بعض الرياضيين عليها لكي لا يشعروا بالتعب.
وقديماً كانت حبوب الكبتاغون تستخدم للأطفال الذين يعانون من نقص الانتباه وفرط الحركة، ولكن بمرور الوقت وبعد التعرف على تأثيراتها المختلفة، انتشرت بين الطلبة حتى الذين لا يعانون من فرط الحركة، وأصبحوا يتعاطونها لزيادة التحفيز أو التركيز، وكذلك سائقو الشاحنات الذين اعتادوا على تناولها من أجل مساعدتهم على مواصلة الاستيقاظ أطول مدة ممكنة أثناء عملهم.
أعراض حبوب الكبتاغون
تختلف أعراض حبوب الكبتاغون ما بين الذين يتعاطونها لأول مرة وبين الذين وصلوا إلى حد الإدمان، ولكن غالباً ما يشتركون في تلك الأعراض.
وتلك الأعراض هي: كثرة الحركة، وكثرة الكلام، وحك الأسنان، وجفاف الريق وتشقق الشفتين، وظهور رائحة كريهة بالفم، والقدرة على السهر ليالي متواصلة، وفقدان الإحساس بالجوع، وكثرة حك الأنف.
ومن أعراض حبوب الكبتاغون لدى مدمنيه: ارتفاع ضغط الدم، وسرعة ضربات القلب لدرجة قد تصيب بجلطة، والتحسس من ضوء الشمس بسبب اتساع حدقة العين معظم الوقت، وظهور اسوداد تحت العين، وعدم الرغبة في الاتصال الجنسي بعكس المبتدئين في تعاطي الحبوب المنشطة.
والأخطر هو شعور مدمن حبوب الكبتاغون بأن هناك ما يشبه الحشرات تتحرك على جلده، وتجبره على حك جسمه باستمرار.
آثار الكبتاغون
تتعدد آثار الكبتاغون القادرة على تدمير الجهاز العصبي للإنسان، بعكس ما يعتقده البعض بأنها لا تعتبر من ضمن المخدرات، أو أنه لا يمكن إدمانها؛ فقد أثبتت الأبحاث العلمية أن هناك العديد من الأشخاص الذين وصلوا إلى مرحلة إدمان حبوب الكبتاغون، ولم يستطيعوا التوقف عن تناولها رغم كم المتاعب والأضرار التي لحقتهم بسببها.
وأهم الأسباب التي تدعو لتناول الكبتاغون الاكتئاب، وتغييرات السكر في الدم، والذهان أو البارانويا،
والهلاوس، وزيادة التشنجات اللاإرادية، وضمور المخ.
(الخليج أون لاين)