المصدر الأول لاخبار اليمن

خاشقجي والجارالله… تغريدات خارج الزمان والمكان

تحل//وكالة الصحافة اليمنية//

من وقت الى آخر يطل علينا مشعوذي الخليج المحسوبين على شعوبهم كـ اعلاميين وصحفيين ليقرأوا لنا مالذي سيحدث في مصر وسوريا واليمن وغيرها من الدول العربية، ليلعبوا دور المنجمين والمشعوذين الذين يتحفون متابعيهم بقراءة النجوم والأكواب والأكف، هؤلاء الهواة من رعاة الإبل يقتحمون عالم السياسة كما يقتحم اخوانهم من ذوي الاحتياجات الخاصة عالم الفقه والدين ويفتون بالحلال والحرام في الوت الذي يرتادون فيه ملاهي ومراقص أوروبا.

“الاعلامي” السعودي جمال خاشقجي أحد أولئك المنجمين خرج لنا قبل أيام بتغريدة أكد فيها بأن الجنوب اليمني سينفصل عن شماله مقدماً مقترحات طبية مجانية من شأنها أن تحافظ على الجنين الذي بشر بقدومه في القريب العاجل، حيث قال في تغريدته :
“انفصال الجنوب آت لا ريب فيه، ولكن ليس الآن. لكي يخرج بسلام مستدام يجب أن يتم بشكل دستوري صحيح وبعد صلح يمني شامل، غير ذلك، فتنة سيقتل فيها الجنوبي أخاه”.

وعلى نهجه تفضل من الكويت “الصحفي” أحمد الجارالله بتغريدة مشابهة لتغريدة خاشقجي وتسير في نفس الاتجاه، حيث بشر المنجم الجار الله برب موعد خروج مدينة عدن من سيادة اليمنية وكأنها سفينة رست في شاطئ اليمن كي تتزود بالوقود من ثم تواصل رحلتها الى أي مكان آخر، متناسياً أن اليمن عبر تاريخها احتضنت دولاً وسلطانات وممالك عظمى لكنها ظلت جميعها يمنية ولم يحدث أن ذهبت أي مدينة أو محافظة يمنية في رحلة علاجية الى أي شاطئ آخر غير الشواطئ اليمنية.

قال الجار الله في تغريدة له أثناء الاشتباكات التي جرت في عدن مؤخراً:
“قريبآ عدن لن تكون ضمن الجمهوريه اليمنيه المهم أن يكون فيها حكم وطني يحافظ عليها،
عدن ذات ثقافه ساحليه مختلفه عن ثقافه الشمال الجبليه عدن ستعود
لأهلها الاوفياء”.

خاشقجي والجارالله وغيرهم، لا يغردون خارج السرب الخليجي، لكنهم يغردون فعلاً خارج الزمان والمكان، يعبرون عن أمانيهم وأماني أمراؤهم الذين يشترون أسلحة العالم لتل الشعب اليمني ويمولوا بأموالهم كل الأصوات المطالبة بالانفصال من عدة عقود، لكن تلك الأماني تذهب أدراج الرياح كونها تصطدم كل مرة بوعي وافتخار اليمنيين بهويتهم المتجذرة في أعماقهم وفي أعماق التاريخ قديمه وحديثه، ولا شك أن مثل هذه التغريدات والأماني ستذهب أدراج “تويتر” كما تذهب ثروات بلدانهم في خط مستقيم الى أعماق الخزائن الأمريكية والأوروبية.

وإن سلمنا بجدوى لمثل هذه التغريدات فلن نجد لها جدوى سوى أنها فعلاً تأتي بمثابة الزيت الذي يُصب على النار اليمنية، خاصة وأن نشرها يتزامن مع أحداث سياسية وعسكرية ساخنة بين عدة أطراف يمنية، وليس لها أي تأثير في الواقع اليمني سوى لدى عدد محدود من العملاء الدائرين في فلك الدويلات الخليجية الذين يحاولون منذ ثلاث سنوان تنفيذ أجندة الأمراء الحاقدين على اليمن، العابثون بأموال وثروات شعوبهم.

قد يعجبك ايضا