تقرير خاص: وكالة الصحافة اليمنية//
بغارات كثيرة لمقاتلات التحالف كانت تعرف أهدافها جيداً، قتل وجرحى المئات من قوات هادي في عدن وأبين يوم الخميس الفائت.
المجزرة البشعة التي ارتكبها التحالف أو الإمارات بحسب اعترافها بعد اتهام مباشر تقدمت به حكومة هادي إلى مجلس الأمن الدولي ولأول مرة، حركت اسئلة مؤجلة لدى نشطاء وإعلاميين وسياسيين موالين لهادي والتحالف، حول الصمت السعودي عن الأفعال الإماراتية هل هو ضعفاً أم أنه يأتي في ظل تنسيق عالٍ بين الدولتين اللتان تتقاسمان المحافظات الجنوبية بصورة لافتة.
وكانت غارات إماراتية قد قتلت وجرحت 300 من قوات هادي عند مداخل عدن وفي أبين ، مما ساهم في تغيير مسار المعركة التي كانت تسير بخطوات سريعة ومثيرة للاستغراب، لصالح مليشيا الإنتقالي، كما أن تلك الغارات لم تمنح قوات هادي التي تتشكل من مجاميع عسكرية أغلبها تابعة لحزب الإصلاح فرصة لإلتقاط الأنفاس واسعاف جرحاها.
وأكتفت حكومة هادي بتحميل الإمارات مسؤولية كل ما حاق بهذه الحكومة التي يسميها أغلب اليمنين بحكومات الفنادق إشارة إلى أنها تقضي أوقاتها داخل غرف فندقية ولا تملك من أمرها شيئا.
وفي حين حملت خارجية هادي الإمارات مسؤولية الاستهداف الذي وصفته بالسافر والخارج عن القانون والأعراف الدولية وطالبت المجتمع الدولي بما فيه مجلس الأمن بإدانة هذا الاستهداف، وجه العديد من الناشطين الحقوقين والإعلاميين الاتهام صراحة لسلاح الجو السعودي.
وقدمت القيادية الإصلاحية والناشطة الأممية توكل كرمان أدلة على أن تلك الغارات نفذها سلاح الجو السعودي.
وقالت كرمان في صفحتها على الفيس بوك الخميس :” أولاً، لا طائرة مدنية ولا حتى ذبابة تحلق فوق الأجواء اليمنية دون رضى السعودية ودون معرفتها”.
وأضافت :” ثانياً ما يحدث من قصف لقوات الشرعية على أبواب عدن وفي أبين هو تنفيذ للمشروع السعودي لتقسيم الجنوب إلى قسمين، دويلة تهمين عليها الإمارات في عدن ومثلث الدوم، وأخرى تهمين عليها السعودية في المحافظات الخصيبة شبوة وحضرموت والمهرة”.
وحذرت توكل من الثقة بالسعودية :” السعودية رأس أفعى متعددة الأذيال إذاً، والإمارات واحدة من تلك الأذيال”.
وطالبت توكل تحميل السعودية كامل المسؤولية عن قصف قوات هادي وقالت متوعدة:” قولوا لها – أي السعودية – ستدفعين الثمن أضعافاً مضاعفة”.
وشكك الإعلامي والناشط الحقوقي موسى النمراني بتجرئ الإمارات على قصف قوات موالية للتحالف دون إذن السعودية.
وقال النمراني :” ماكان للامارات أن تفكر بالاعتداء على سيادة وسلامة اليمن لولا رضا ورغبة السعودية.. وماكان لهما معا ان تباشرا بالاعتداء على دولة عضو بالأمم المتحدة لولا رضا ورغبة وتواطؤ بريطانيا وأمريكا” .
وأضاف النمراني : ” من يظن أن السعودية وسيط أو طرف ثالث فهو واهم، السعودية وافقت على إنشاء مليشيا الحزام الأمني ودعم الإنتقالي ومنعت هادي من العودة إلى عدن، ولم توافق على طرد الإمارات من التحالف”.
ونشرت صحيفة الغارديان البريطانية الخميس تقريراً لمحت فيه إلى أن سلاح الجو السعودي هو من نفذ الغارات التي قتلت 30 من قوات هادي بينهم قيادات عسكرية كبيرة، وجرحت قرابة 150.
ونقلت الغارديان عن قائد تابع للقوات الموالية للسعودية قوله: “تعرضنا لضربات جوية أثناء توجهنا إلى عدن مما أسفر عن مقتل 30 جنديًا على الأقل” .. لكنه بحسب “غارديان” لم يوضح من نفذ الضربات إلا أن مؤشرات تلمح إلى أن الفاعل قد يكون سلاح الجو السعودي.
وكان طيران التحالف قد قصف معسكرات ومواقع تابعة للموالين له من قوات هادي مرات عديدة إلتزمت حكومة هادي حيالها الصمت أحياناً وبررت لبعضها بصورة مخجلة.