المصدر الأول لاخبار اليمن

صحيفة أمريكية تؤكد أن ترامب استبعد “بولتون” ليصالح طالبان

تقرير: وكالة الصحافة اليمنية//

كان لافتاً غياب مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، عن الاجتماع الذي حضره كبار مسؤولي الرئيس دونالد ترامب، في 16 أغسطس من هذا الشهر، حول أفغانستان، خاصة في ظل التقدم الكبير الحاصل في المفاوضات بين وفدي واشنطن وحركة طالبان في الدوحة.

تنقل صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤولين أمريكيين كبار أن حضور مستشار الأمن القومي أمر مسلمٌ به في العادة في أجواء كهذه، لكن غياب بولتون لم يكن من قبيل الصدفة.

المسؤولون أكدوا أن تهميش بولتون في أي اجتماعات حول أفغانستان بات واضحاً، بشكل خاص هذا الشهر، عندما اجتمع كبار المسؤولين في منتجع ترامب في ولاية نيوجيرسي، لمناقشة اتفاق السلام الذي سيقدم إلى المسؤولين الأفغان وزعماء طالبان، والذي حضره نائب الرئيس مايك بنس، ووزير الدفاع مارك إسبر، والجنرال جوزيف دونفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة، ووزير الخارجية مايك بومبيو، ومديرة وكالة المخابرات المركزية جينا هاسبل، ورئيس الوفد الأمريكي في مفاوضات الدوحة زلماي خليل زاد.

وأوضح مسؤولون -لم يكشفوا عن هويتهم- أن بولتون لم يُدع في البداية خشية أن يتشدد في معارضته للاتفاق ويقوم فريقه بتسريب تفاصيل الاجتماع للصحافة لاحقاً.

تهميش متعمد

وقال المسؤولون إن بولتون الذي طالما دافع عن وجود أمريكي عسكري واسع في جميع أنحاء العالم، أصبح عدواً قوياً داخل إدارة ترامب لاتفاق السلام الأولي المزمع مع طالبان لإنهاء الحرب في أفغانستان، أطول حرب في تاريخ أمريكا.

كما أشار المسؤولون إلى أن معارضته للجهد الدبلوماسي لإنهاء الحرب هناك أغضبت الرئيس ترامب، وأدت لمغادرة مساعدي بولتون جلسات مجلس الأمن القومي.

تهميش بولتون أثار تساؤلات حول تأثيره في إدارة ترامب التي تبدو مصممة على مغادرة أفغانستان، فضلاً عن إبرام صفقة نووية طموحة مع كوريا الشمالية، وإبرام اتفاق مرضي لترامب مع إيران، في وقت يؤكد مسؤولون أمريكيون أن بولتون يقف معارضاً بشدة لتلك الجهود.

في ذروة نفوذه استطاع بولتون إقناع ترامب بالاعتماد على غرائزه الأكثر عدوانية إزاء السياسة الخارجية، متغلباً بذلك على المسؤولين الآخرين في الإدارة، لكن أسلوبه المتشدد هذا لم يعد يروق لترامب، خصوصاً في القضايا التي يرى أن الاستمرار فيها لا جدوى منه.

وسبق أن قال ترامب، في 20 أغسطس الجاري: “إنه أمر مثير للسخرية أن الولايات المتحدة كانت تخوض منذ 18 عاماً حرباً في أفغانستان”.

مسؤول في الإدارة الأمريكية كشف أن بولتون طلب، قبيل الاجتماع الذي جرى في البيت الأبيض، الحصول على نسخة من مسودة الاتفاقية مع طالبان؛ لتقييم اتفاق مفاوضات الدوحة، لكن رئيس الوفد الأمريكي، زلماي خليل زاد، رفض طلبه، قائلاً إن بولتون يمكنه قراءة الاتفاقية بحضوره والمسؤولين الآخرين الكبار، ولكن لن يتركها معه، الأمر الذي أغضب بولتون، بينما قلل مسؤول آخر من أهمية ذلك، قائلاً إن مسودة الاتفاق أُرسلت في نهاية المطاف إلى موظفي مجلس الأمن القومي الذين من بينهم بولتون.

قطر

وقال توم رايت، خبير الأمن الدولي في معهد بروكينجز: “لا يمكنني تصور تهميش مستشار للأمن القومي بهذا الشكل، الشيء الوحيد الذي أدى لهذا الأمر هو أن بولتون وضع نفسه ضد سياسة يدعمها الرئيس بوضوح”.

يوم الخميس 29 أغسطس، قال ترامب في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” إنه يخطط لخفض عدد القوات الأمريكية في أفغانستان إلى 8600 جندي، والجدير بالذكر هنا أن بولتون لا يعارض فكرة الانسحاب الجزئي، لكنه وفق ما أكده مسؤولون يعارض بشدة كامل صفقة خليل زاد التي يراها “هشه”.

فبحسب مسودة الاتفاق الأولي المزمع فإنه سيتم تقليص الوجود الأمريكي، في مقابل تخلي طالبان عن تنظيم القاعدة، وأن تتوقف أيضاً عن تجنيد المقاتلين، وجمع الأموال، وغيرها من الأنشطة المعادية لواشنطن، في وقت يشكك بولتون بمدى وفاء طالبان بالتزاماتها.

بداية الفراق

ويتوقع المسؤولون الأمريكيون أن يؤدي الاتفاق الأولي إلى الدفع بإجراء محادثات مباشرة بين طالبان والحكومة الأفغانية، الأمر الذي سيؤدي في نهاية المطاف لوقف إطلاق النار وانسحاب كامل من قبل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، ربما بحلول نهاية العام المقبل.

لكن المسؤولين في الإدارة أقروا بأن أسئلة بولتون الشائكة هناك لا تزال دون إجابة، في وقت يواصل خليل زاد المفاوضات مع طالبان في الدوحة، لكن أي اتفاق سيتطلب موافقة ترامب النهائية.

ففي آخر اجتماع بين بولتون وترامب تبادل الطرفان وجهات نظر متعارضة حول المفاوضات، إذ تساءل بولتون عما إذا كان يمكن الوثوق بطالبان في الوفاء بوعودها، في المقابل فإن المسؤولين في البنتاغون ووزارة الخارجية مرتاحون للخطوط العريضة لاتفاق خليل زاد الأولي.

ترامب

وفي خضم هذه التوترات سعى بولتون إلى تضخيم الطبيعة الدبلوماسية لوظيفة مستشار الأمن القومي؛ عبر رحلات قام بها إلى مولدوفا وأوكرانيا وروسيا البيضاء، الأسبوع الماضي.

يقول المدافعون عن بولتون إنه في حين أن تأثيره قد ينحسر داخل الإدارة الأمريكية، إلا أنه لا مؤثر بطبيعة الحال على السياسة الأمريكية، وخير مثال على ذلك قرار ترامب في اللحظة الأخيرة بالانسحاب من صفقة مع كوريا الشمالية في قمة هانوي، في فبراير الماضي، حيث عارض بولتون اتفاق نزع جزئي للبرنامج النووي لبيونغ يانغ.

تتوقع الأوساط السياسية الأمريكية أن يمضي ترامب قدماً للتوصل إلى اتفاق شامل في الدوحة يضع حداً للحرب في أفغانستان، التي سبق أن وصفها بـ”الحرب التي لا نهاية لها”.

وفي هذا السياق يقول رايت: “قال بولتون منذ فترة طويل إنه داعم لسياسات ترامب، ومهمته هي تنفيذ رؤيته، كان هناك توافق واضح بينهما، لكن يبدو أن هذا التوافق بدأ يتفكك”.

 

(الخليج أون لاين)

قد يعجبك ايضا