المصدر الأول لاخبار اليمن

رسائل ردّ “حزب الله”!

رسائل ردّ “حزب الله”!

مقالات وتحليلات (وكالة الصحافة اليمنية)

حاول كيان الاحتلال الإسرائيلي التقليل قدر المستطاع من قصف “حزب الله” لآلية عسكرية إسرائيليّة قُرب الحُدود اللبنانيّة بثلاثة صواريخ مضادّة للدروع وتدميرها بالكامل وقتل وإصابة كل من فيها، وذهبت القيادات الإسرائيلية والإعلام العبري إلى الاعتراف بوقوع الهجوم ولكن حاولوا التغطية على حجم الخسائر البشرية، وشارك في هذه البروباغندا الإعلامية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي ظهر مبتسماً بعد الضربة محاولاً تمالك أعصابه وامتصاص الحدث لمنع التأثير على مستقبله الذي ستحدده الانتخابات المقبلة.

بعض التقارير الصحفية الإسرائيلية خرجت عن الدعاية العامة الإسرائيلية بأنه لم يكن هناك “قتلى” وأكدت هذه التقارير وصول ثلاثة مُصابين إسرائيليين إلى أحد مُستشفيات حيفا.

وبعد ساعات من التصعيد المتبادل إثر إعلان حزب الله تدمير آلية عسكرية إسرائيلية قرب الحدود مع “إسرائيل”، ورد جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف مناطق جنوبي لبنان؛ أكدت مصادر لبنانية توقف القصف الإسرائيلي، كما أعلنت قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي عودة الحياة إلى طبيعتها بكل المناطق الحدودية مع لبنان.

وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن القتال مع حزب الله على الحدود “انتهى على ما يبدو” بعد إطلاق الحزب صواريخ مضادة للدبابات ورد “إسرائيل” بضربات جوية ونيران المدفعية.

 وقال الحزب في بيان إن تدمير الآلية العسكرية الإسرائيلية تم عند طريق ثكنة أفيفيم في القطاع الأوسط للحدود.

وأضاف البيان الصادر عن الحزب أنه “بتاريخ اليوم الأحد الأول من سبتمبر/أيلول قامت مجموعة الشهيدين حسن زبيب وياسر ضاهر بتدمير آلية عسكرية عند طريق ثكنة أفيفيم وقتل وجرح من فيها”.

هذا وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أكد أنّ الرد على الاعتداءاتِ الإسرائيلية الأخيرة في الضاحية الجنوبية لبيروت أمرٌ محسوم، مضيفاً إنّ الرد سيكون مفتوحاً، ومن لبنان وليس شرطا في مزارعِ شبعا.

وبعد العملية البطولية التي نفّذتها المقاومة الإسلامية في لبنان “حزب الله” قرب ثكنة افيفيم امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بصور تعبّر عن الفخر والاعتزاز بعملية المقاومة وتهدد الصهاينة من التمادي.

قبل أن يرد “حزب الله” على استهداف مراكز له في لبنان، فضح الوزير اللبناني الأسبق وئام وهاب، محاولات واشنطن ثني حزب الله عن الرد على هجمات الدرونات الإسرائيلية، وعرضها مقايضة التغاضي عن الرد بامتناع واشنطن عن فرض عقوبات على الحزب.

وقال إن مسؤولاً لبنانياً أبلغ قيادة حزب الله في لبنان، أنه إذا لم ترد على الاعتداء الإسرائيلي الأخير في الضاحية الجنوبية لبيروت، فإن واشنطن لن تتخذ عقوبات ضد مؤسسات لبنانية.

وأضاف وهاب، في تصريحات لقناة “الميادين” اللبنانية، إن “قيادة المقاومة رفضت مقايضة عدم الرد على “إسرائيل” في مقابل عدم فرض العقوبات الأمريكية”، موضحاً أن “المقاومة لا يمكن أن تسمح باستمرار استهداف بيئتها عن طريق العقوبات الأمريكية”.

وتابع: “الوساطة نقلها أحد أطراف الحكومة اللبنانية إلى حزب الله وقد أبلغ بأن الرد على إسرائيل حتمي”.

رد “حزب الله” سيكون له تداعيات كبيرة في الداخل الإسرائيلي وعلى مستقبل نتنياهو السياسي، خاصة وأن هذا الرد أجبر الجيش الإسرائيلي على إغلاق طرق عدة باتجاه الحدود مع لبنان والجولان السوري المحتل، كما أصدرت سلطات الاحتلال تعليمات بفتح الملاجئ في البلدات الإسرائيلية الحدودية، وأعلنت حالة الطوارئ بمستشفيات شمال “إسرائيل” لاستيعاب أي جرحى محتملين على حدود لبنان.

وحشد الاحتلال مزيداً من قطع المدفعية وراجمات الصواريخ والدبابات، ونقلها من معسكراته في الجولان المحتل إلى منطقة الجليل الأعلى.

كما تم إغلاق المجال الجوي على مقربة من الحدود اللبنانية، وتوقفت حركة الطائرات في مهبط مدينة كريات شمونة الحدودية.

وذكر الإعلام العبري أن جيش الاحتلال الإسرائيلي فرض حظراً للنشر حول خسائره في العملية، مشيراً إلى أن مطار بن غوريون طلب من الطائرات المدنية الوافدة إليه تغيير وجهتها.

بكل الأحوال أثبت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مصداقية ما يقول للمرة المئة بعد الألف، وأوصل رسالة واضحة للإسرائيليين بأن أي تطاول على “حزب الله” سيكون الرد عليه حتمي وفوري، حتى ولو كانت أمريكا وكل أوروبا تدعمهم.

ردّ “حزب الله” أربك نتنياهو لأنه لم يستطع أن يحمي جنوده أو يردع “حزب الله” عن الرد بل على العكس تماماً، ظهر بأنه ضعيف وعاجز عن الدخول في أي حرب مباشرة مع حزب الله ولهذا أسباب عديدة، نذكر منها التالي:

أولا: تجربة تموز لا يزال الإسرائيلي يتذوق طعم مرارتها، ويعلم جيدا ًأن “حزب الله” استطاع قبل 13 عاماً أن يكسر شوكة الإسرائيلي فكيف به اليوم، وقد تعاظمت قدراته العسكرية والصاروخية، بنسبة تفوق 20 ضعفاً على ما كانت عليه قدرات الحزب في العام 2006، إضافة إلى الخبرة المتزايدة، التي اكتسبها الحزب جراء خوضه الحرب على التنظيمات الإرهابية في سوريا، وتسجيل الانتصارات المتتالية على تلك التنظيمات، التي تمتلك أفضل أنواع السلاح والتدريب العسكري.

ثانياً: الجبهة الداخلية الإسرائيلية غير مجهزة وغير مؤهلة لإيقاف صواريخ “حزب الله” التي ستمطر المستوطنات الإسرائيلية بآلاف الصواريخ، التي من شأنها أن تحدث دماراً هائلاً في مجمل المناطق الإسرائيلية، ولا سيما مدينة تل أبيب.

ثالثاً: جبهات “حزب الله” أصبحت أوسع وبإمكان الحزب أن يدخل من جميع الاتجاهات ويتواجد في جميع الأمكنة، وسيكون إلى جانبه محو ر المقاومة بجميع عتاده وجيوشه، لأن الحرب المقبلة ستكون مدمّرة للكيان الاسرائيلي، بعد كل هذه الاستفزازات التي قام ويقوم بها، والرد اللبناني الأخير هو مجرد رسالة صغيرة لأي محاولة أخرى قد يقوم بها كيان الاحتلال تجاه المحور، لأن نتائجها لن تكون مضمونة وردود الفعل ستكون طاحنة، والإسرائيلي مدرك لحجم أي مخاطر مقبلة، فصواريخ المقاومة المقبلة في حال اندلعت حرب ستظهر مدى حقيقة ابتسامة نتنياهو الصفراء.

المصدر : الوقت التحليلي

قد يعجبك ايضا