تحاول الولايات المتحدة، تحسين صورتها أمام العالم من خلال التصريح بإجراء محادثات مع الحكومة في صنعاء، حول ايجاد حل للأزمة اليمنية، حسب تصريحات أدلى بها مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شينكر اليوم الخميس خلال زيارته للسعودية.
ويرى كثير من المراقبين أن تصريحات الأمريكيين عن مباحثات مع صنعاء لإنهاء الحرب، مجرد مراوغات، إن لم تكن مصحوبة بإجراءات عملية من جهة الادارة الامريكية، خصوصاً في ظل استمرار واشنطن بتوفير الغطاء الدولي للتحالف، ومواصلة تقديم السلاح للسعوديين والاماراتيين، وارسال الجنود الأمريكيين إلى ساحة المعركة ضد اليمن، إلى جانب تزويد الطيران بالوقود، وتقديم المعلومات الاستخباراتية، وهي أعمال ما كانت الحرب لتستمر من دونها، وبما يجعل الحديث عن مفاوضات سلام مع اليمن من قبل الأمريكيين مجرد “ذر الرماد في العيون”.
ويرى محللين سياسيين أن هناك عدد من الأسباب في تسويق الامريكيين لأحاديث عن مفاوضات السلام مع صنعاء ، يتمثل ابرزها في الوضع المزري الذي وصل إليه التحالف في المناطق المحتلة جنوب اليمن، إضافة إلى أن الأمم المتحدة ذكرت في تقرير أصدرته الثلاثاء الماضي أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا متورطة في الحرب على اليمن.
وأمام هذا الخليط المتشابك من اخفاقات التحالف في اليمن، كان لابد لواشنطن أن تهرع لتحسين صورتها امام شعوب العالم، من خلال الحديث عن مفاوضات غير حقيقية.
وكان تقرير صادر عن مجموعة الأزمات الدولية قد قال في يوليو الماضي ” أن السعودية بحاجة إلى من يخرجها من مأزق اليمن، ولكنها لم تجد من يساعدها بذلك”
على أن هناك من يعتقد، أن واشنطن قد تلجئ إلى فرض مقايضات تطالب خلالها بفرض تقسيم اليمن مقابل ايقاف الحرب، خصوصاً أن الولايات المتحدة، لم تسجل أي موقف لحماية ” الشرعية” من خطر الاقتلاع على المليشيات الانفصالية التابعة للإمارات في جنوب اليمن المحتل، وهو قد يكون علامة على مباركة امريكية للمضي بتمزيق اليمن.