تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //
لم تفلح السعودية في اقناع ” المجلس الانتقالي الجنوبي ” بتقديم أي تنازلات لإنهاء الصراع مع “الشرعية” خلال ثلاثة ايام من المباحثات، بين الطرفين.
ويرى عدد من المراقبين أن ” المجلس الانتقالي” سيعود أكثر قوة، بعد أثبت للعالم أنه لن ينصاع لأي مطالب لا تتوافق مع التوجهات الانفصالية لـ”المجلس” ، حتى وإن كانت الرغبة في التصالح بين الطرفين صادرة عن السعودية التي تعد أهم دولة في التحالف.
ويعتقد البعض أن “المجلس الانتقالي” بات يستمد قوته من دول أكبر من السعودية، هي الولايات المتحدة وبريطانيا، بما أظهر الرياض بموقف مخجل وضعيف، في المناطق المحتلة جنوب اليمن، بدليل أن الانتقالي لم يعر أي اهتمام بيانات السعودية المتكررة، حول الوقوف إلى جانب “الشرعية” ووقف التصعيد العسكري.
فبالتزامن مع التسريبات عن فشل مباحثات جده، أرسلت القوات التابعة للإمارات، مزيد من التعزيزات، لتشديد الحصار على التشكيلات العسكرية التابعة لحزب الاصلاح والكتائب السعودية في مدينة شقرة الساحلية بمحافظة أبين، بينما كانت الأنباء الواردة من عدن، قد تحدثت أمس عن تعرض القوة السعودية المتواجدة في محيط قصر معاشيق لإطلاق نار من قبل مليشيات “الانتقالي”.
ويعتقد البعض أن احتفاظ الاحتلال الإماراتي والاحتلال السعودي، لقوات في الاماكن التي يسيطر عليها أحد الطرفين على ضوء الخارطة الأخيرة للسيطرة، يدل أن هناك خلافات حادة بين السعوديين والاماراتيين دفعتهما إلى ابقاء تشكيلات عسكرية من نوع ما في مناطق باتت تحت سيطرة الطرف الأخر، حيث تحتفظ الامارات بقوات عسكرية في بلحاف شبوة، وفي المقابل تحت السعودية بقوات عسكرية في عدن، من باب ضغط الشريكين، على بعضهما وعدم السماح لأي طرف بالسيطرة الكاملة على المناطق التي يتواجد فيها.
ويعتقد البعض أن “المجلس الانتقالي” لم يعد يبدي استخفافاً بـ”شرعية هادي” لوحدها، بل أن الأمر تتطور إلى حد الاستخفاف بالتهديد السعودي، الموجه لـ”المجلس الانتقالي”، التابع للإمارات، فقد سبق لهاني بن بريك نائب رئيس “المجلس الانتقالي”، أن توعد في 11 أغسطس الماضي بالصمود ضد التهديدات السعودية، بضرب “قوات الانتقالي”، مستدلاً بالصمود الذي حققته قوات صنعاء في مواجهة دول التحالف خلال خمسة أعوام.
إلا أن هناك من يعتقد، أن كل ما يحدث في المناطق المحتلة جنوب اليمن، لا يزال تحت سيطرة السعودية بدليل أن المملكة لم تحرك ساكناً، عندما تعرضت ” قوات هادي” للقصف من قبل الطيران، وأن دعوات “حكومة هادي” بإخراج الامارات من التحالف، لم تقابل بأي جدية من قبل المجتمع الدولي، ومجلس الأمن الذي دعا في بيانه الصادر في 29 أغسطس الماضي إلى أخذ مخاوف الانتقالي بعين الاعتبار من اجل الحل في اليمن، وهي اشارة “سيكون لها تأثيرات على تدعيم موقف الانتقالي الداعي للانفصال” بحسب بعض المحللين السياسيين.
في حين أن الوزن السياسي لـ”المجلس الانتقالي” لايزال اقل بكثير من أن يقارع دول التحالف التي أوجدته، مالم يكن هناك توجهات لصناعة “وحش من ورق” باسم “الانتقالي”، وتحويله إلى “أمر واقع” لا يمكن تجاهله في اليمن، خدمة لمؤامرة تقسيم اليمن.
ويبدو أن هناك من قدم النصح للسعوديين بعدم التدخل المباشر لدعم الانفصاليين جنوب اليمن، خوفاً من المسئولية التاريخية التي قد تلحق بالمملكة، عن تقسيم اليمن.