المصدر الأول لاخبار اليمن

تصريحات واشنطن المشفرة لأربيل وعدن

تحليل//خاص//وكالة الصحافة اليمنية//

على غرار ما فعلت مع أكراد العراق، اعلنت الخارجية الامريكية عن موقف بلادها مما اسمته “التقسيم في اليمن” الذي اعتبرته يمثل الحل الأسوأ.
هذا الموقف المائع بين احترام وحدة اليمن والترحيب بتقسيمه كحل أسوأ لن يقدم ولن يؤخر ولن يحدث أي تأثير على أرض الواقع، كون
الوحدة متجذرة في قلب وعقل كل مواطن يمني ولم تستطع بريطانيا التي احتلته لأكثر من قرن أن تقسم اليمن أو تسميه بغير اسمه، عدا أنها خلقت صراعات بين اليمنيين لا زالت آثارها قائمة حتى اليوم، ولن يؤثر موقف أمريكا اليوم كون “الحل الأسوأ” الذي هو تقسيم اليمن بحاجة لتغيير جذري في تاريخ لا أول له ولا طرف من الناحية السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والدينية ويستدعي أيضاً تغييرات وعمليات جراحية ناجحة في الجغرافيا اليمنية وهذا أمر بالغ الصعوبة والتعقيد وعجزت عن تحقيقه دول العالم العربي والغربي المتحالفة مع السعودية والتي من بينها أمريكا نفسها.

موقف أمريكا اليوم بشأن اليمن يذكرنا بموقفها من قضية كردستان العراق، فقد فاجأتنا أمريكا بطلبها من أكراد العراق تأجيل موعد الاستفتاء، ذلك الاستفتاء تم تحديده لأول مرة في التصريح الصحفي الذي طلبت فيه أمريكا تأجيله، إذاً هي إشارات تضعها أمريكا عبر مؤتمرات صحفية تحدد فيها مواقفها من قضية ما وتضع فيها محددات وضوابط وتحدد فيها تواريخ لحلفاءها كي يعملوا بها فور اعلانها.

بعد أن حددت واشنطن موقفها من قضية الاكراد باليوم والتاريخ بدأت تظهر مواقف لمسؤولين في كردستان تؤكد عزمها على إقامة الاستفتاء في موعده ” الموعد الذي حددته واشنطن نفسها”، معلنة رفضها لأي تأجيل “التأجيل الذي طالبت به أمريكا”، وظلت تعمل لعدة أشهر من أجل الاستفتاء، وأقامته فعلاً في موعده، لكن حكومة العراق المركزية كان لها موقف حازم مما أقدمت عليه سلطات أربيل، فأجهضت الحلم الكردي وخيبت ظن واشنطن خلال ساعات فقط.

واشنطن اليوم تكرر نفس الإيحاء، ولكن هذه المرة لــ “أكراد اليمن” حيث أعطتهم اليوم الثلاثاء إشارة للإشتغال على فكرة “الحل الأسوأ” الذي سيعطيهم الحق بالإنفصال وحصولهم على دولة خاصة بهم، وربما يشتغلون من أجل ذلك دون أن يعتبروا مما حدث في كردستان وكتالونيا، وهما الحدثين الأخيرين المشابهين والذين لم يلقيا أي تأييد دولي مساند، ولم تستطع تلك القوى التي سعت للإنفصال أن تغير من واقع الوحدة الثقافية والجغرافية والاجتماعية شيئا.

حيث قالت المسؤولة عن ملف اليمن في الخارجية الأمريكية، جريسون فينسينت، في حديث صحفي مع جريدة “الرياض” السعودية: “الموقف الحاسم للولايات المتحدة يرى في التقسيم الخيار الأسوأ لليمن، وأن واشنطن لا ترى موضوعية في أي طرح لفصل اليمن على اعتبار أن السلبيات ستكون أكثر من الإيجابيات”.

قد يعجبك ايضا