مقالات وتحليلات (وكالة الصحافة اليمنية)
بكل تاكيد تستحق الانتخابات التشريعية في كيان الاحتلال الاسرائيلي صفة الاكثر حساسية والاكثر مصيرية، لما لها من تاثير مباشر وكبير على قضايا ومسارات عدة تتعلق بسياسات كيان الاحتلال داخليا وخارجيا.
دفع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو كل اوراقه التي راهن عليها دفعة واحدة قبل الانتخابات، وهذا ان دل على شيء، فعلى الخوف الذي يعتريه من مصير لا يريده ويسعى لتجنبه بكل الوسائل.
لكن امام نتنياهو تحديات عدة وعقبات عليه تجاوزها للوصول الى بر الامان. وابرز هذه التحديات المشهد السياسي الداخلي
التركيبة الحزبية داخل كيان الاحتلال
لا يبدو المشهد السياسي داخل كيان الاحتلال في صالح نتنياهو (رغم قدرته على احداث مفاجأة). فاستطلاعات الراي تشير الى انه من المؤكد عدم قدرة نتنياهو ومن خلفه الليكود على تحصيل الاغلبية، وايضا لن يستطيع حزب ازرق ابيض الوصول الى هذه الاغلبية. وبالتالي امام الطرفين سيناريو التحالف مع احزاب صغيرة لتامين 61 مقعدا في الكنيست.
وهنا يمكن استقراء ما تظهره الاستطلاعات، حيث تقول ان القائمة العربية المشتركة ستحصل على 11 مقعدا، فيما سيحصل حزب “اسرائيل بيتنا” بزعامة افيغدور ليبرمان على 9 مقاعد، وتحالف اليمين بزعامة “ايليت شاكيد” و”نفتالي بينيت” على 9 مقاعد، والاتحاد الديمقراطي على 5 مقاعد، وحزب العمل على 4 مقاعد. وهذه الاحزاب كلها ترفض الاشتراك في حكومة يشكلها نتنياهو. واذا ما جمعنا عدد المقاعد التي ستحصل عليها هذه الاحزاب نحصل على “39” مقعدا وهي كفيلة اذا ما انضمت لائتلاف ازرق ابيض بتامين 71 مقعدا.. وبالتالي الاطاحة بنتنياهو.
اما من جهة نتنياهو فالامر اصعب، ولا يتوقع ان يتغير المسار عن مساعي تشكيل الحكومة بعد انتخابات نيسان ابريل الماضي. فمطالب الاحزاب اليمينية تضيق الخناق على نتنياهو رغم محاولته الترويج لقبولها من خلال الاعلانات التي كشف عنها مثل فرض سلطة الاحتلال على غور الاردن والضفة الغربية. واذا ما اراد نتنياهو الخروج من هذا المازق فعليه تلبية مطالب اليمين، لكن ذلك لن يجعل من حكومته قوية بل رهينة بمواقف الاحزاب اليمينية.
وهنا وفي حال لم تتم الامور بهذا الشكل، يمكن ملاحظة سيناريو قد يكون جديدا لكنه بالنهاية سيودي بنتنياهو الى الهاوية. وهو حكومة يشكلها الليكود بدونه، وهو طرح اعلنه ليبرمان معتبرا انه من الممكن الاشتراك في حكومة ليكودية بدون نتنياهو.
الوجه الاخر للسيناريو هذا هو تحالف الليكود مع بيني غانتس وازرق ابيض، وبدون نتنياهو ايضا. حيث يسمي الليكود شخصية غير نتنياهو تترأس الحكومة لنصف ولاية ثم يترأس غانتس الحكومة للنصف الثاني.
لكن وبالرغم من كل الاشارات التي تصب في خانة خسارة نتنياهو، الا ان الرجل يمتلك القدرة على احداث مفاجاة في صناديق الاقتراع، لاسيما وانه استغل اوراقه الانتخابية كلها ويقاتل حتى الرمق الاخير، خاصة وانه لا يمتلك اي بديل عن الفوز في الانتخابات، وهذا ما دفعه لرمي اوراقه بقوة سواء الامنية او التطبيعية مع العرب او الاستيطانية. والهدف من كل ذلك واضح، يتمثل بتأمين الاغلبية في الكنيست لتمرير قانون يمنحه الحصانة من اي محاكمة طوال ترؤسه الحكومة. وهو ما سيحميه من قضايا الفساد التي تنتظره، والتي من السهل ان تطيح بحياته السياسية.
كل هذا رهن بما ستخرج به صناديق الاقتراع اليوم الثلاثاء، وما ستعلنه من امر بين اثنين، اما نجاح نتنياهو وافلاته من المحاكمة، او سقوط مدو للرجل الاقوى في الليكود وكيان الاحتلال طوال عقدين من الزمن.
* حسين الموسوي