يومان من الاشتباكات المتواصلة في الريف الجنوبي الغربي من محافظة درعا بين الميليشيات المدعومة من حكومة الاحتلال الإسرائيلي من جهة، وميليشيا «جيش خالد بن الوليد» المرتبطة بتنظيم “داعش” من جهة ثانية.
الميليشيات التي روجت أول الأمر عبر صفحاتها لوجود «دعم إسرائيلي» مباشر من خلال المدفعية والصواريخ، عادت لتقول إن العملية «سورية بحتة»، في محاولة للتنصل من الدعم الإسرائيلي، دون أن توضح السبب الحقيقي الكامن وراء مهاجمتها لمواقع «داعش» في «تل الجموع» المشرف على مدينة «نوى» التي تعد بدورها كبرى المدن التي تحتلها «ميليشيات إسرائيل».
وفي حين لم تتدخل مواقع الجيش الإسرائيلي في منطقة «تل الفرس» الواقعة ضمن الأراضي المحتلة بأي شكل عسكري مباشر في العملية، إلا أن الميليشيات المرتبطة بـ «لواء جولاني» بشكل مباشر وعلى رأسها تنظيم «جبهة النصرة» حاولت باستماتة أن تعود إلى المناطق التي سيطر عليها «داعش» خلال شهر شباط من العام الماضي بعد هجوم اوقع فيه عددا كبيرا من عناصر «النصرة» بين قتيل وجريح.
ويُعد «تل الجموع» الذي تعرض لعدد كبير من القذائف المدفعية وصواريخ غراد خلال اليومين الماضيين، من أهم المناطق التي سيطر عليها «داعش» في الهجوم المذكور، ولم تتمكن «النصرة» وحلفاؤها من استعادته بالرغم من أنها شنت 11 هجوماً متتالياً خلال العام الماضي.
محيط قريتي «تسيل» و «حيط» شهد اشتباكات متقطعة بين طرفي الصراع خلال ساعات النهار الماضي، دون أن تتمكن «النصرة» من إحداث أي ثغرة في دفاعات «داعش» الذي يفترض أنه محاصر من الميليشيات التي تعاديه من جهة، ومن جهة أخرى بحدود كل من فلسطين المحتلة والأردن، الأمر الذي يفترض انعدام قدرته على نقل إمدادات من أي جهة قريبة، أو من أي منطقة أخرى تابعة لعناصر أبو بكر البغدادي، فأقرب منطقة توجد فيها مجموعات لـ «داعش» هي «الحجر الأسود» الواقعة جنوبي العاصمة السورية، وهي الأخرى منطقة محاصرة، لكن مصادر ميدانية تشير إلى أن «العلاقات التجارية» القائمة على تبادل المواد، وتجارة الأسلحة، موجودة بقوة بين الأطراف المفترض أنها على طرفي نقيض، بمعنى أن «داعش» في حوض اليرموك يشتري أسلحته من الميليشيات والتنظيمات التي من المفترض أنها تعاديه، إلا أن مسألة حصوله على التمويل تبقى رهن التدخلات السلبية في الملف السوري من قبل عدد من الدول الإقليمية، ويعتقد أن النظام السعودي هو المموّل الأساسي لـ «داعش» في جنوب سوريا، نظراً لقوة النفوذ القطري في قرار «جبهة النصرة»
تاريخ الصراع بين «داعش» و«النصرة» في الريف الغربي لمحافظة درعا ضمن المنطقة المعروفة باسم حوض اليرموك، بدأ مع توجيه ميليشيا «لواء اليرموك» في عام 2014 تهمة «البيعة السرية» لداعش، وانتقل الصراع إلى مرحلة أكثر علنية في 9 من نيسان من العام 2015، حينما أعلن تنظيم أبي بكر البغدادي عن وجوده شكل رسمي في ريف درعا من خلال ميليشيا «جيش خالد بن الوليد» باندماج ميليشيا «لواء شهداء اليرموك» مع كل من «جيش المجاهدين» و «حركة المثنى الإسلامية»، علما إن الأخيرة كانت تصنف ضمن «المعارضة المعتدلة» حسب التوصيف الأمريكي.