المصدر الأول لاخبار اليمن

الحديدة… معركة حياة أو موت

خاص// وكالة الصحافة اليمنية//

ردة فعل عنيفة وقاسية هزت دول التحالف التي أفرطت في قتلها للشعب اليمني وتشديدها حصاره جوا وبرا وبحراً- حققت القوات البحرية اليمنية نجاحاً باهراً باستهدافها للبارجة الإماراتية “سويفت” في اكتوبر 2016م.

بعدها بأيام قامت طائرات أمريكية بقصف مواقع الرادارات اليمنية في المخا بعد تعرض مدمرة تابعة لها للقصف من قبل الجيش اليمني.

وعلى إثر تلك الضربة الموجعة التي تلقتها دول التحالف وخاصة دولة الإمارات، لجأت لوضع خطة جديدة للانتقام، الخطة القادمة للتحالف أصبح احتلال ميناء الحديدة، الميناء الذي تعتقد أنه الحبل السري لصنعاء من الناحية العسكرية خاصة وأنها تتهم إيران بتزويد الأنصار بالسلاح، هذا سبب عسكري، وهدفت خطة احتلال ميناء الحديدة حرمان الشعب اليمني من المنفذ الوحيد والأخير الذي يحصل عبره على المواد الغذائية والمساعدات الانسانية ظناً منها بأن تشديد الخناق على الشعب سيخلق غضباً شعبياً ضد سلطات صنعاء.

بدأت دول التحالف تحشد المسلحين والجنود المأجورين من السودان وغيرها لغزو الحديدة، بإشراف مباشر من قبل القوات الإماراتية، وقدم الأخير طلبا لأمريكا طلبت فيه التدخل المباشر في اليمن.

لم تكن خطط التحالف وأمريكا ببعيد عن الرادارات السياسية لسلطات صنعاء، وخاصة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي الذي كشف مبكراً عن خططهم وحث الجيش واللجان والقبائل للالتحاق بمعركة الساحل الغربي دفاعاً عن الحديدة وبقية السواحل اليمنية.

في الــ13 من اكتوبر 2016م اعتبر قائد الثورة اليمنية السيد عبدالملك الحوثي بأن قصف مراكز البحرية اليمنية جريمة أمريكية تمهد لعملية عدوانية تستهدف الحديدة وأن امريكا تسعى لإلحاق المزيد من الأذى والمعاناة لشعبنا اليمني.

وأهاب بالجيش واللجان وأحرار الشعب الاستعداد التام لدحر المعتدين الغزاة، وأكد أن الشعب اليمني يمتلك الحق في استخدام كل الوسائل المشروعة للتصدي لهذا العدوان السافر.

كما دعا السيد عبدالملك الحوثي في الـ 31 من مارس 2017م  كل اليمنيين بما فيهم القبائل وسكان المناطق القريبة من الساحل لرفد الجبهات من أجل الدفاع عن الحديدة التي يخطط الأعداء لاحتلالها، مشيرًا إلى حصول محمد بن سلمان على ضوء أخضر من القيادة الأمريكية لغزو الحديدة والتي ستكون بقيادة أمريكية.

وأكد  أن الهدف الحقيقي من تدخل تحالف العدوان في اليمن هو السيطرة على ثرواته والسعي لإنشاء نظام وحكومة ضعيفة تخضع للأجنبي، مؤكدًا أن أهم المناطق في بلدنا لن تتحول للأجنبي الأمريكي والسعودي والإماراتي.

وفي الـ 14 من سبتمبر 2017م حذر السيد عبدالملك الحوثي دول التحالف من مغبة الاقتراب من الحديدة وقال “إذا أرادوا أن تَسلم سُفنهم النفطيّة فإن عَليهم أن لا يُقدموا على غَزو الحديدة، سنُقدم عل خَطواتٍ لم نُقدم عليها من قَبل، والمُنشآت النفطيّة السعوديّة والإماراتيّة باتت في مَرمى صواريخنا”.

كما توعد السيد الحوثي النظام السعودي ايضا بخطوات جديدة رادعة ابرزها قصف سفن النفط السعودية على طول البحر الأحمر وفي باب المندب وكذلك استهداف  الموانئ والمنشئات النفطية السعودية الرئيسية عبر الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة إذا حاول غزو واحتلال ميناء ومحافظة الحديدة .

وهدد قائد الثورة بضرب مدن ومطارات الإمارات وقدم تحذيراً مجانياً للشركات الاستثمارية بالابتعاد عن أبو ظبي باعتبار مدن الامارات غير آمنة بعد أن أصبحت في مرمى القوة الصاروخية اليمنية.

وبحسب مراقبون فإن التصعيد الذي بدأته دول التحالف مؤخراً يهدف للسيطرة على الحديدة والاستيلاء على الميناء وموارد المحافظة، إلا أن المعركة لن تكون سهلة؛ فالمحافظة تقع أسفل الجبال التي تتبع حجة وصعدة وصنعاء وإب، ما يعني توفّر سند وغطاء قبلي مهم ورافداً لسلطات صنعاء بالمقاتلين.

كما أن الحديدة تملك “قاعدة الحديدة البحرية”، وهي من أقوى القواعد العسكرية اليمنية المُتواجدة على الشريط الساحلي للبحر الأحمر، إضافة إلى قوات خفر السواحل التابع لوزارة الداخلية، وبالنظر إلى توزيع المعسكرات على مُختلف مديريات الحديدة، فليس من السهولة أن تتم عملية الاختراق الدفاعي للمحافظة على مستوى القوّات البرية.

ومنذ بداية الحرب على اليمن مثلّت الحديدة مصدر قلق لدول التحالف، حيث تعرضّت 13 سفينة وأكثر من 10 زوارق حربية لاستهداف من قبل القوّات البحرية والدفاع الساحلي اليمني. كما تم استهداف بارجة عسكرية إماراتية في 29 يوليو 2017 قبالة سواحل المخا، وتم إحراق زورق حربي في الـ24 من الشهر ذاته أثناء قيامه بالتشويش على الرادارات اليمنية.

وفي 25 يونيو 2017، تم استهداف سفينة إنزال حربية قبالة سواحل مديرية المخا جنوب غرب محافظة تعز. سبق ذلك في الـ14 من الشهر نفسه استهداف سفينة حربية إماراتية في سواحل المخا. واللافتَ هنا أنه تم تنفيذ أربع عمليات استهدفت بوارج خلال أقل من شهرين. ومؤخراً هددت «أنصار الله» في الـ11 من نوفمبر 2017 باستهداف ناقلات النفط والبوارج الحربية التابعة لدول «التحالف» في حال استمرار إغلاق ميناء الحديدة.

وكان الجيش الأمريكي قد أعلن، في أكتوبر 2016، تعرض بارجة أمريكية قبالة السواحل اليمنية لهجمات صاروخية متعددة، دفعت البحرية الأمريكية إلى تنفيذ ضربات صاروخية استهدفت منصات رادار في شواطئ مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

خطط التحالف الهادفة للسيطرة على ميناء الحديدة أثارت ردود فعل دولية أيضاً كان أبرزها الموقف الروسي، حيث أعربت وزارة الخارجية الروسية في الـ 13 من مارس 2017م، عن قلق موسكو من خطط التحالف السعودي الامريكي اقتحام ميناء الحديدة أكبر مرفأ في اليمن للعواقب الإنسانية المترتبة على ذلك.

جاء ذلك على لسان الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التي قرأت بياناً صادراً عن الوزارة الروسية آنذاك.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن زاخاروفا قولها “يقلقنا للغاية خطط اقتحام ميناء الحديدة. والقتال في تلك المنطقة سيؤدي ليس فقط الى هروب السكان، بل وسيقطع العاصمة صنعاء عن إيصال الغذاء والمساعدات الإنسانية”.

وأضافت أنه لا حاجة للكلام عن العواقب التي يمكن أن تظهر نتيجة للتصعيد العسكري موضحة أن “كل هذه الفوضى من مصلحة تنظيمي “داعش” و”القاعدة” الإرهابيين، اللذان يتشعبان في العديد من المناطق اليمنية، وبالتحديد في الجنوب، ويزيد هذا تعقيد الوضع الإنساني هناك” بحسب قولها.

كما أعرب نائب الأمين العام للشؤون السياسية جيفري فيلتمان -ضمن إحاطته المقدمة إلى أعضاء مجلس الأمن في 16 مارس 2017م عن مخاوفه من آثار العملية العسكرية المزمعة لتحرير ميناء الحديدة، الذي يُعتبر المنفذ الوحيد لإدخال المساعدات الدولية للشعب اليمني.

وأكد مراقبون أن معركة الحديدة بالنسبة لصنعاء هي معركة حياة أو موت من كل النواحي العسكرية والاقتصادية والإنسانية والاستراتيجية، وأن الجيش اليمني سيفاجئ دول التحالف بردود تفوق كل حساباتهم وأن كلمته هذه المرة ستكون هي الأقوى والأكبر، خاصة بعد أن تقدم كثيراً في تطوير قدراته الصاروخية التي لا شك أنها ستغير المعادلة جذرياً وتوصل رسالة الشعب اليمني الى أبعد مدى.

وأضاف المراقبين بأن اليمنيين هذه المرة لن ينتظروا تعاطف من أي دولة أو منظمة خارجية، وأنهم سيواجهون التصعيد بالتصعيد والنار بالنار ولن يقبلوا بأي هدنة بعد اليوم حتى يتحقق النصر الشامل والكامل بتحرير كافة المحافظات من الغزاة والمرتزقة على أيديهم.

قد يعجبك ايضا