كتب : عبدالملك هادي //
ناجية وحيدة.. ربما لم تصل عامها الرابع بعد، خرجت من تحت ركام منزل عائلتها التي غادرتها في ظرف فعل إجرام تكفلت طائرات حربية باهضة الثمن في إنجازه.. ويا له من إنتصار مجلجل..!.
يهرب الجيش السعودي ومرتزقته وعملائه من ساحات المعارك.. يهربون من المواجهات التي لا يمكن حسم المعارك والحروب إلا من خلالها، إلى طائرات إف 16 وما في جوفها من صواريخ وقنابل محرمة دولياً، علها تمنحهم نصراً مخزٍ باستهدافها تدمير منازل وقتل عائلات بأكملها.
في كل جريمة بحق عائلات يمنية يقترفها التحالف “ببسالة”، دائماً ثمة ناجٍ وحيد، وشهود عيان، وشعب يتأجج في صدره ثأراً لن يسقط بالتقادم.. وثمة مواعيد قادمة للإقتصاص.. والسن بالسن والجروح قصاص.
كانت هذه الطفلة الظاهرة في الصورة – لم نتمكن من معرفة إسمها -، ترقد آمنة في حضن والدتها، تنعم بدفء عائلتها، ومن المؤكد أنها قبل وقوع الكارثة بساعات قليلة كانت تلهو مع أشقائها وتعطر الحياة بأنفاسها الطاهرة.. لينتهي كل ذلك فجاءة..وقد كانت الحصيلة مرعبة (16 شخص بينهم 7 أطفال و4 نساء) وفاضحة للعالم الذي لا تهز ضميره جرائم التحالف الوحشية في اليمن.
وقضت أسرة هذه الطفلة جراء غارات لتحالف العدوان استهدفت منزلي علي حمود الحالمي وأخيه أحمد في قعطبة بمحافظة الضالع صباح أمس الثلاثاء.. وصباح اليوم الأربعاء، احتضن قبر واحد جثث الشهداء من آل الحالمي.