/تحليل/ محمد العزي/وكالة الصحافة اليمنية//
بالنقيض تماما من تصريحات متحدث التحالف تركي المالكي، خرج بن سلمان اليوم متفائلا، بشأن توفر المجال للحل السياسي في اليمن، واصفا مبادرة صنعاء بوقف استهداف العمق الاستراتيجي في السعودية بالخطوة الإيجابية.
ظهر المالكي مرتبكا كمن يتخبطه شيطاناً، فوجه التهم تلو التهم للجيش واللجان الشعبية، نافياً التزامهم وقف الطيران المسير باتجاه السعودية، فقال لا حوار مع من اسماهم “الحوثيين”، ولا اتفاق معهم، إلا بعد تنفيذ الأسطوانة القديمة المتمثلة بقرار مجلس الأمن 2216، وكأنه يغرد خارج السرب، بخلاف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في تصريحه على قناة السي بي أس الأمريكية، والذي ظهر أكثر اتزانا وتواضعا خصوصا عقب سؤاله: لماذا بعد 5 سنوات من القتال يتفاءل الليلة بإمكانية استمرار وقف إطلاق النار ومن ثم إنهاء الحرب في اليمن، إذ أجاب قائلًا: ”كقائد، يجب أن أظل متفائلاً كل يوم.. فإذا كنت متشائمًا، يجب أن أترك منصبي وأعمل في مكان آخر“.
قد يكون مناسبا بالفعل لو وجد له عن عمل آخر غير هذا الذي هو فيه، كما يقول مراقبون، أكدوا أيضا ان بن سلمان قاد جيشه ومجنديه إلى محرقة التاريخ وكان هزوا ومحل سخرية العالم أجمع، ولعل العملية العسكرية الأخيرة “نصر من الله” خير دليل وشاهد إثبات، للحال الذي وصل إليه، التحالف الذي يقوده بن سلمان، فكان الأنسب له ولبنيته الجسدية وفقا للمراقبين أن يعمل “كاشير” في إحدى النوادي الليلية التي تم استحداثها مؤخرا في بلاد الحرمين.
بعيدا عن جانب السخرية من هذا الرجل، فما صرح به اليوم، ليس كسابقاته، ورغم الزج في تصريحه، بإيران من جديد، إلا أنه كان اكثر توازناً باحثا عن ما يحفظ ماء وجهه، حيث قال: ”أولاً، إذا أوقفت إيران دعمها للحوثيين، فسيكون الحل السياسي أسهل بكثير.. نفتح اليوم جميع المبادرات لحل سياسي في اليمن.. ونأمل أن يحدث هذا اليوم بدلاً من الغد“.
وتابع: ”نريد التفاوض على إنهاء الحرب في اليمن، نحن نفعل هذا كل يوم، نحاول تحويل هذه المناقشة إلى تنفيذ فعلي على أرض الواقع، أعلن الحوثيون قبل بضعة أيام وقف إطلاق النار، من جانبهم، ونحن نعتبر هذا خطوة إيجابية للدفع باتجاه حوار سياسي أكثر جدية ونشطًا“.
مراقبون يرون في تصريحات بن سلمان دعوة صريحة لفتح باب التفاوض اليمني السعودي المباشر، الذي طالما دعت إليه صنعاء ولكن من دون أي استجابة، وها هي الاستجابة تأتي اليوم، وعلى لسان ولي العهد السعودي وزير الدفاع.
المراقبون أشاروا إلى ضرورة إظهار حسن النية من كلا الجانبين وان يجعلوا ، تأكيدات دولة الكويت استعداداها إلى احتضان جولة جديدة من المشاورات انطلاقة حقيقية لبدء مفاوضات يمنية سعودية لأنهاء الحرب وتحقيق السلام المشرف، من دون الالتفات إلى تصريحات تركي المالكي “الفارغة”.