الرياض: وكالة الصحافة اليمنية //
مرة أخرى عاد وسم “#النقاب_تحت_رجلي”، ليثير مشاعر السعوديين والعرب بشكل عام، بعد أن أعيد تدشينه ليصل إلى الترند المحلي في السعودية، محققاً جدلاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي بالسعودية.
والوسم سبق أن أطلقته حسابات تدعي أنها “ليبرالية” و”علمانية” و”لادينية”، أعوام 2017 و2018، ليلقى الوسم أيضاً كما في المرات السابقة رفضاً كبيراً من قبل المغردين، لا سيما أنه أرفق بصور تهين الحجاب.
العديد من الردود الغاضبة سجلت في “تويتر” للرد على من يطالبن بخلع الحجاب بالطريقة التي أعلَنَّ عنها، وكثيرون طالبوا من يردنَ خلع الحجاب أن يخلعنه أو يحاولن أن يوصلن رغبتهن بطريقة أخرى لا تهين الحجاب.
بعض التغريدات جاءت غاضبة وساخرة في الوقت نفسه، حيث اعتبر أصحابها أن الحجاب له قيمة عظيمة لدى المسلمين وعلى الآخرين أن يحترموه.
هناك من رأى أن من يقع عليه اللوم هم ذوو البنات اللاتي يقفن وراء الهجوم على الحجاب، حيث يعتبرون أن مسؤولية ولي الأمر تربية بناته على احترام الآخرين وعدم إهانة ما يعتبرونه شرعاً في عقيدتهم.
ولم تخلُ التغريدات تحت هذا الوسم من توجيه النصائح للمرأة المسلمة، ولمن تكره ارتداء الحجاب ومن لا تتقبل ارتداءه أو مكرهة على ارتدائه.
الوسم الذي اعتبره المغردون السعوديون مهيناً للمسلمات المحجبات، جاء بالترافق مع انفتاح جديد في مجال لباس المرأة يقوده رئيس الهيئة العامة للترفيه، تركي آل الشيخ، المدعوم من ولي العهد محمد بن سلمان.
حيث كشف تركي آل الشيخ عن موعد أول عرض أزياء نسائي في المملكة خلال “موسم الرياض”.
ونشر آل الشيخ، الاثنين (7 أكتوبر الجاري)، على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، فيديو ترويجي للإعلان الرسمي عن عرض الأزياء وعلق عليه: “موسم الرياض.. جاهزين يا بنات؟”.
الفيديو الترويجي لموسم الأزياء الذي نشره آل الشيخ كان يخلو من أي لمسة توحي إلى الأزياء العربية التي تتميز بالحشمة والبصمة الفنية المعبرة عن التراث العربي والإسلامي.
وكانت مجموعة من الفتيات عارضات الأزياء في الفيلم الترويجي ظهرن بتسريحات شعر مختلفة، وعروض مختصرة من الميك آب، دون أن يكون هناك أي عرض للحجاب؛ ما يشير إلى أن العرض سيكون مخصصاً للترويج لأزياء بعيدة عن تراث المجتمع السعودي ولباس نسائه الذي يمتاز بالحشمة.
وكانت وزارة الثقافة السعودية أعلنت مؤخراً تنظيم منتدى “مستقبل الأزياء” للمرة الأولى في موسم الرياض، وذلك على مدار 3 أيام، من 4 وحتى 6 نوفمبر المقبل.
ويتضمن جدول أعمال المنتدى، الأول من نوعه في المملكة، حسبما ذكرت مجلة الأزياء العالمية “VOGUE”، العديد من الندوات وورش العمل والجلسات الحوارية التي ستتطرق إلى التحديات والتوجهات والتطورات الحالية في قطاع الأزياء العالمي.
وسترافق المنتدى منابر مخصصة لمناقشة العناصر المطلوبة لبناء منصة متكاملة لقطاع الأزياء في المملكة.
تركي آل الشيخ، الذي يعتبر من أبرز الشخصيات التي يتعكز عليها محمد بن سلمان لتحقيق مشروعه في سياسة الانفتاح الغريبة عن المجتمع السعودي، يستمر بتلقي التهكمات والانتقادات اللاذعة من قبل أبناء جلدته؛ نتيجة مشاريعه التي تصب في مصلحة مشروع بن سلمان.
آخر الهجمات التي شنها السعوديون كانت الخميس (3 أكتوبر الجاري)؛ حيث برز على منصة “تويتر” وسم حمل عنوان “#اعفاء_تركي_آل_الشيخ_مطلب_الشعب”.
ودُشن الوسم بعد اعتراضات من نشطاء على فعاليات موسم الرياض التي تنظمها هيئة الترفيه، وفي دليل على عدم تأثره بالانتقادات اللاذعة التي تصل إلى حدّ الإهانة، أعاد تركي آل الشيخ نشر بعض هذه التغريدات الواردة على هذا الوسم على صفحته الرسمية عبر “تويتر”!
وكان آل الشيخ نشر مقطع فيديو بأقل من دقيقة يقدم فيه موسم الرياض، وقال فيه: “الرياض عاصمتنا، والرياض في قلب كل سعودي وكل سعودية، الرياض أكبر مدينة موجودة في الشرق الأوسط، وموسم الرياض أكبر موسم في المملكة العربية السعودية، وأكبر موسم شهدته المنطقة كلها (…)”.
وفي محاولته الساعية لإحداث تغيير بالمملكة فرض ولي العهد، محمد بن سلمان، منذ توليه ولاية العهد، في يونيو 2017، حالة جديدة غير مسبوقة في المجتمع ببلاده؛ تجسّدت في انفتاح هائل بمجالات الموسيقى والغناء والمرأة، في حين قيّد من جانب آخرَ الأصوات التي ترفض هذا الانفتاح.
وسريعاً كان انتشار حفلات الرقص المختلط في السعودية، التي وصفتها شبكة “بلومبيرغ” الأمريكية، في تقرير سابق لها، بأنها محاولة لإخفاء “الجانب المظلم” لولي العهد السعودي.
المملكة، ومن بين أبرز مشاهد الاختلاط غير المسبوقة، شهدت عدة حفلات صاخبة لنجوم ونجمات غناء أجانب، في حين ظهرت فتيات سعوديات في حالةٍ رَفَضَها السعوديون، بحسب ما عبّروا عنه في مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ كنّ يرقصن ويتمايلن مع الموسيقى.
(الخليج أون لاين)