المنتخب السعودي يتعرض للإذلال من إسرائيل .. القصة الكاملة للتطبيع من بوابة الرياضة
تقرير: وكالة الصحافة اليمنية
خلافاً لحملة إعلامية قادتها قناة العربية السعودية ووسائل إعلامية أخرى في محاولة لتبرير زيارة المنتخب السعودي لكرة القدم التطبيعية للأراضي الفلسطينية المحتلة، من خلال تأكيد عدم توقيفهم من قبل سلطات الاحتلال عبر جسر الملك حسين الذي يربط فلسطين بالأردن.
ووفق تأكيدات لـ”الخليج أونلاين” خضع جميع أفراد البعثة السعودية للتفتيش والتدقيق من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي أنزل جميع السعوديين في قاعدة انتظار خاصة بهم، وعمد إلى فحص جوازاتهم كأي مسافر عادي.
ودأبت قناة “العربية” قبل وصول المنتخب السعودي للأراضي الفلسطينية على نشر رواية أن دخول البعثة الكروية السعودية إلى فلسطين سيكون استثنائياً، تحت ضمانة الجانب الأردني، الذي تكفل بأن تنطلق الحافلة من مطار عمان الدولي إلى رام الله دون توقف أو تفتيش من قبل الإسرائيليين، وهو الذي لم يحدث اليوم خلال وصول الوفد.
إذلال مقصود
الناشط الفلسطيني أحمد جرار أكد أن المنتخب السعودي دخل فلسطين عن طريق جسر الأردن، وأنزل جيش الاحتلال جميع الركاب؛ من لاعبين وجهاز فني، إلى قاعة الانتظار، وعمد إلى تفتيشهم وفحص جوازات سفرهم كأي زائر آخر.
وقال جرار في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: إنه “رغم كل التنسيق الفلسطيني والأردني المسبق لهم، أوصل الاحتلال الرسالة جيداً بأن السيادة له وحده، ومن باب التطبيع والدعاية له سيسمح لهم بالدخول بعد موافقته”.
وزارة الشباب والرياضة الفلسطينية بقطاع غزة، رفضت الترتيبات القائمة لزيارة المنتخب السعودي إلى رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة لخوض مباراة الذهاب أمام نظيره الفلسطيني ضمن التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم (قطر 2022) وكأس أمم آسيا (الصين 2023).
وقالت الوزارة في بيان لها: إن “زيارة المنتخب السعودي وأي منتخب عربي في هذه الظروف، وعبر معابر يسيطر عليها الاحتلال هي خطوة غير مقبولة وإجراء مستهجن يجب أن يتوقف”.
الحركة العالمية لمقاطعة “إسرائيل” (BDS) اعتبرت أن زيارة المنتخب السعودي لمدينة القدس المحتلة ضمن التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2022، وكأس آسيا 2023، في هذا الوقت، يأتي في سياق التطبيع الرسمي الخطير للنظام السعودي مع الكيان الإسرائيلي والعلاقات الأمنية المتنامية بينهما.
وقالت الحركة في بيان لها: “في الوقت الذي نقدّر فيه بعمق دعم الشعب السعودي الشقيق للقضية الفلسطينية، رغم المؤشرات الواضحة على مساعي النظام لحرف البوصلة، لا يمكن إلا أن نقرأ قدوم المنتخب السعودي، الذي يمثل رسمياً السعودية، إلى فلسطين المحتلة في هذا الوقت تحديداً إلا تطبيعياً”.
وبينت أن الاتحاد السعوديّ لكرة القدم سبق أن رفض اللعب عام 2015 داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة خشية أن يعد الأمر تطبيعاً مع الاحتلال، في إشارة إلى التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018 وكأس آسيا 2019.
وتساءلت: “لماذا تغير موقفه الآن، وأعلن عن موافقته على خوض المباراة هذا العام ضمن التصفيات الآسيوية المزدوجة لمونديال 2022 وكأس آسيا 2023؟”.
وعبرت الحركة عن إدانتها لمختلف أشكال التطبيع الرياضي، المتمثلة بـ “استضافة فرق رياضية إسرائيلية ضمن البطولات العالمية والإقليمية في بعض الدول العربية”.
إدانة فلسطينية
عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، موسى أبو مرزوق، قال في تعليقه على زيارة المنتخب السعودي: إن “التطبيع مع الاحتلال الصهيوني جريمة، مهما كان العنوان الذي يجري التعاون تحته”.
وأضاف أبو مرزوق، في تغريدة له عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “الضفة الغربية تحت الاحتلال، والسيادة عليها ليست للفلسطينيين، والدخول والخروج للفلسطينيين وضيوفهم عبر الإسرائيليين”.
واعتبر أبو مرزوق أن العلاقة مع (الإسرائيليين) تطبيع يضر بالقضية الفلسطينية، والرياضة وزيارة الأقصى الأسير ليست مبرراً”.
كذلك، استهجنت حركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية توجُّه المنتخب السعودي لكرة القدم إلى الضفة الغربية المحتلة بـ”إذن إسرائيلي”، لملاقاة نظيره الفلسطيني.
وقال عضو المكتب السياسي للحركة محمد الهندي، في تصريح نشره الموقع الإلكتروني للحركة: إن “المنتخب السعودي امتنع سابقاً عن هذه المشاركات؛ رفضاً للتطبيع مع الاحتلال”.
وأضاف: إن “ذلك يعد خرقاً للمقاطعة العربية للاحتلال، من خلال الدخول للأراضي المحتلة بإذن صهيوني”.
وفي 4 أكتوبر الجاري، أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم، في بيان على “تويتر”، أنه “وافق على لعب مباراة المنتخب الأول في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2022، وكأس آسيا 2023، أمام نظيره الفلسطيني يوم 15 أكتوبر الجاري، على استاد الشهيد فيصل الحسيني بمدينة رام الله في فلسطين؛ استجابةً لطلب الأشقاء في الاتحاد الفلسطيني”.
وفي عام 2015 أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم انسحابه من مواجهة المنتخب الفلسطيني، ضمن تصفيات كأس العالم 2018 في روسيا وكأس آسيا 2019 بالإمارات، معللاً انسحابه من المباراة بدواعٍ أمنية، لكن المباراة أقيمت في النهاية بالعاصمة الأردنية عمّان، وانتهت بالتعادل.
وفي الآونة الأخيرة، شهدت العلاقات السعودية-الإسرائيلية تطبيعاً واسعاً تزامناً مع صعود محمد بن سلمان لولاية العهد أسوة بالإمارات والبحرين، وسط حديث عن استعداد المملكة لإقامة علاقات مع الدولة العبرية، بحسب تقارير إسرائيلية وغربية.
(الخليج أون لاين)