كشف تقرير صندوق الدولي عن حقائق مزلزلة في الاقتصاد السعودي، حيث اشار التقرير الصادر الثلاثاء الماضي أن اداء الاقتصاد السعودي كان مخيباً خلال عامي 2018-2019.
وأن الاقتصاد السعودي سجل تراجع حاداً خلال العام الجاري، قياساً بالتوقعات التي كانت تأمل أداء اقل انكماشا .
قال الصندوق إنّ من الصعب تقييم الأثر الاقتصادي لهجوم الـ14 من سبتمبر على منشأتي نفط “بقيق وخريص” التابعة لشركة “أرامكو” الذي قلص إنتاج أكبر بلد مصدر للخام في العالم إلى النصف، لكنه “يضفي ضبابية على توقعات المدى القريب”.
وأضاف التقرير أن السوق السعودية تعاني من اضرار فادحة منذ قرابة عامين جراء تنامي التوترات التجارية وتقلبات أسعار النفط وارتفاع المخاطر الجيوسياسية، ما جعل صناديق الاستثمار النشطة في الأسواق الناشئة تحجم عن الاستثمار في المملكة.
وقال التقرير أن رؤية ولي العهد السعودي الاقتصادية 2030 لا يمكن تحقيقها بناء على الأداء الحالي للاقتصاد السعودي، الغارق في حزمة معقدة من المشاكل، الناجمة عن المجازفات العسكرية، والقمع بفرض وجهة نظر ولي العهد على تسير الشئون الاقتصادية في المملكة دون أن يكون له خبرة.
الأمر الذي دفع عدد من المحللين اقتصاديين على مستوى العالم إلى التشكيك في مدى استيعاب محمد بن سلمان للكلمات التي يرددها حول تنويع الاقتصاد السعودي، التي يبدو أنه يرددها مثل الببغاء، دون أن يدرك حقيقة الأسس التي يجب اتخاذها للوصول إلى اقتصاد مزدهر للمملكة، وعلى رأسها ايقاف الحرب على اليمن، التي تكلف الخزينة السعودية أموالاً ضخمة، تفوق قدرة الاقتصاد السعودي، وتحرص المملكة على عدم الافصاح عنها خوفاً من اهتزاز نظرة المستثمرين بقدرة الرياض على توفير الظروف الآمنة للرؤوس الأموال.
بينما نقلت صحيفة “ول ستريت جورنال” الأمريكية عن فواز عبد العزيز الحكير، وهو رجل أعمال سعودي بارز يستثمر في قطاع التجزئة، قوله إنه أغلق أكثر من 100 من متجر تابع له في 2018، وإن صافي الدخل لديه انخفض بنسبة 45٪ في الربع الأخير من 2018.
واضافت الصحيفة أن كبريات الشركات السعودية سجلت تراجعاً في الأرباح بسبب سياسات محمد بن سلمان.
بينما تناولت وسائل اعلام غربية الخميس الفائت انباء تفيد أن السعودية شكلت لجنة لإقناع رؤوس الأموال السعودية في العودة إلى البلاد، بعد أن هاجرت خوفاً من عمليات الابتزاز التي تعرضت لها على يد محمد بن سلمان، وخوفاً من الاجراءات التي بدء يتجه اليها بن سلمان بعسكرة الاقتصاد السعودي، بسبب الحروب التي يشنها ولي العهد السعودي تلبية لرغبة الادارة الأمريكية.
في حين الضربات التي وجهتها اليمن لمنشئتي “بقيق وخريص” خلقت المزيد من التساؤلات حول مدى قدرة الاقتصاد السعودي على تحمل ضربة اخرى مماثلة لضربة بقيق وخريص، التي أوجدت تحديات مخيفة بالنسبة للمملكة السعودية التي يعتمد وجودها على النفط.