المصدر الأول لاخبار اليمن

سياسيون : تصريحات الرياض عن الحل السلمي في اليمن مجرد تكتيك لتجاوز أزماتها

تقرير خاص / وكالة الصحافة اليمنية //       بعد خمسة أعوام من الحرب الفاشلة على اليمن، اكتشفت السعودية أن هناك شيئا أسمه “الحلول الديبلوماسية”، بدلاً عن الحرب. فقد تحدثت تسريبات عن مصادر مقربة من ولي العهد السعودي، أن الأخير علق على موقف بلاده الحرج في اليمن وقارنها بهزيمة الولايات المتحدة في فيتنام. بينما […]

تقرير خاص / وكالة الصحافة اليمنية //

 

 

 

بعد خمسة أعوام من الحرب الفاشلة على اليمن، اكتشفت السعودية أن هناك شيئا أسمه “الحلول الديبلوماسية”، بدلاً عن الحرب.

فقد تحدثت تسريبات عن مصادر مقربة من ولي العهد السعودي، أن الأخير علق على موقف بلاده الحرج في اليمن وقارنها بهزيمة الولايات المتحدة في فيتنام.

بينما جدد وزير الشئون الخارجية السعودي عادل الجبير خلال تواجده في لندن التصريحات التي بدأت تتعاطى معها الرياض حول اعتماد الحل السياسي عبر الحوار لإنهاء الأزمة اليمنية.

لكن محللين سياسيين قالوا في حديثهم لـ”وكالة الصحافة اليمنية” أن حديث الرياض عن الحل السياسي مع اليمن، يأتي باعتباره خياراً حتمياً، لم تعد المملكة قادرة على تجاوزه ، في ظل توجهات أمريكية اعلنها مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون الشرق الأوسط وليم شينكر، حول ضرورة الحوار مع “الحوثيين” لإنهاء الحرب.

ويرى عدد من المحللين السياسيين أن السعودية لا يمكن أن تذهب لتبني أطروحات خارج التوجهات الأمريكية، خصوصاً أن المملكة باتت محاصرة بالمشاكل والخيبات على مختلف الأصعدة ومن جميع الاتجاهات، بما يجعل “حل التفاوض ” خياراً لا يمكن التملص منه .

لقد استهلكت السعودية كل أوراقها في حرب اليمن، ولم يعد بوسعها أن تجازف بالمزيد في مستنقع، باتت تغرق فيه كل امكانيات المملكة العسكرية والاقتصادية والسياسية، دون جدوى، حيث يلاحظ أنه كلما تمادت المملكة في إصرارها على مواصلة الحرب، تزداد في المقابل غرقاً في المشاكل.

ورغم أن مجموعة الأزمات الدولية قالت في تقرير صدر عنها اغسطس الماضي “أن المملكة تريد الخروج من مستنقع اليمن، لكنها لاتعرف الطريق اللازمة لذلك”

إلا أن السعودية لم تتجرأ على إعلان رغبتها في ايقاف الحرب بشكل واضح، خوفاً من ردة فعل غاضبة قد تصدر عن البيت الأبيض، فرغم أن هناك وسائل اعلام ومؤسسات بحث امريكية وغربية، تحاول إظهار أن هناك شراكة وتوافق بين محمد سلمان والرئيس الأمريكي ترامب، إلا أن واقع الحال يؤكد أن السعودية مجرد تابع بلاشروط لواشنطن، وليست شريكاً كما يزعم البعض.

فالملاحظ أن نبرة العداء التي تتبناها الرياض تجاه محيطها الإقليمي إرتفعت بشكل غير مسبوق مع تولي ترامب لمقاليد الإدارة الأمريكية، الأمر الذي يعتقد البعض أنه انعكاساً لحالة العداء التي أوجدها ترامب مع دول العالم.

لكن الفارق بين واشنطن والرياض، هو أن الأخيرة لا تمتلك المؤسسات ولا الايدلوجيا اللازمة لخوض الصراعات وامكانيات تسويتها، حيث يلاحظ أن الرياض، تستطيع اختلاق الحروب والمشاكل ولا تستطيع التعامل مع تبعتها لاحقاً كونها لم تستخدم ” ذلك الشيء الجنوني المسمى تفكير”.

 الأسبوع الماضي قال تقرير صندوق النقد الدولي أن أداء الاقتصاد السعودي كان مخيباً خلال العام 2019، وأن ضربة منشئتي بقيق وخريص النفطيتين، ألقى بمشهد ضبابي حول قدرات الاقتصاد السعودي، ومدى قدرة الرياض على تحمل ضربة مماثلة لضربة “بقيق وخريص”، كما أشار التقرير إلى محاولات التكتم السعودي على المركز الاقتصادي للمملكة لم يجدي نفعاً في اقناع رؤوس الأموال بالعودة للاستثمار في المملكة.

وتترافق تلك الأزمات الاقتصادية مع حالة ضعف سياسي، سواء داخل المملكة، والتي بدت من خلال التسريبات التي تحدثت عن تنامي حالة السخط داخل الأسرة السعودية الحاكمة، وسطوع نجم خالد بن سلمان في الآونة الأخيرة على حساب ولي العهد.

في حين امتد العجز السياسي الذي تعاني منه الرياض، إلى داخل المناطق المحتلة من اليمن حيث لم تستطع المملكة السيطرة على التمردات التي أفضت إلى طرد “حكومة هادي” من عدن في أغسطس الماضي، وإصرار المجلس الانتقالي التابع للإمارات على تحدي التوجهات السعودية الداعمة لـ”حكومة هادي”.

على أن الهزائم العسكرية الكبيرة التي تلقتها المملكة في الحدود، والضربات العسكرية التي تعرضت لها منابع النفط السعودية، أظهرت جلياً ، حجم الانهاك الذي وصلت إليه المملكة جراء حربها على اليمن.

إضافة إلى أن السعودية أصبحت تعاني من اهتزاز صورتها أمام المجتمع الدولي، وقد أخذت الأصوات ترتفع ضد حرب السعودية على اليمن، بعد أن تمكن اليمنيون من احراج السعودية بصمودهم في وجه دول التحالف.

وعلى الرغم من كل تلك المشاكل والأزمات، إلا أن هناك من يشكك في جدية النوايا السعودية تجاه اليمن، حيث يعتقد البعض أن الوصاية الأمريكية على المملكة، حالت دون تمكن الرياض من اكتساب الدروس من حربها على اليمن، وأن الأسرة الحاكمة ستظل متمسكة بأحلام اليقظة عن قدرتها على تشكيل اليمن وفق الرغبة السعودية، بعيداً عن علاقات حسن الجوار والاحترام المتبادل بين البلدين.

وأن التصريحات السعودية الأخيرة حول اعتماد الحوار حلاً لحرب اليمن، لا يعدو كونه مجرد تكتيك، تهدف المملكة من وراءه إلى تجاوز الأزمات التي تحيق بها حالياً، وأن السعودية ستستمر في ممارستها العدائية القديمة تجاه اليمن.

قد يعجبك ايضا