تحليل خاص/ وكالة الصحافة اليمنية
ما إن استهدف الجيش اليمني منظومة “باتريوت باك 3” الأمريكية ، التابعة لتحالف العدوان مساء أمس الأول في مدينة المخا الساحلية، حتى جن جنون الأميركيين لما حصل لصواريخهم التي كانوا واثقين من أن ليس بمقدور أحد أن يصل إليها أو أن يمسها بسوء.
فأن يضرب صاروخٌ بالستيٌّ منظومة الصواريخ المضادة له هذا حدث يجعل امريكا وسلاحها المتطور موضع سخرية العالم بأسره ، وتخسر الشركات الأمريكية سمعتها تماماً بعد هذا الحدث المضحك جداً.
فصواريخ باتريوت باك3 الأمريكية تتنافس دول العالم للحصول عليها ، إنما اليمنيون ضربوا هذا السوق العالمي بحركة ذكية جداً عندما أرسلوا طائرة بدون طيار لتقصف المنظومات الدفاعية في سواحل المخاء مثيرةً ارتباكا شديداً في أدائها ليعقبها مباشرة الصاروخ البالستي الذي أنهى ما تبقى من المنظومة.
تداعيات وأصداء الصدمة خصوصاً أنها استهدفت منظومة صواريخ من الوزن الثقيل وما فوق الثقيل، ضاعفت من جنون واشنطن التي لم تحتمل ، فتحركت سريعاً وفق “قواعد الارتباك” الخاصة بها ، لتخلق حدثاً كبيراً وكافٍ للتغطية على الإهانة التي تلقتها أقوى دولة في العالم.
وفي ظرف أقل من 5 ساعات، اتخذت السلطات الأمريكية قراراً ارتجالياً باستهداف مواقع عسكرية سورية، مكلفة إسرائيل بإنجاز المهمة التي وصفها محللون سياسيون وعسكريون “بالحمقاء والغبية”.
هدفت أمريكا الحصول على حدث متزامناً مع حدث استهداف الجيش اليمني لمنظومة صواريخها “باتريوت باك 3” ، علّها توجه اهتمام الإعلام العالمي والرأي العام العربي والدولي بعيداً عن الفضيحة التي أصابتها في مدينة المخا اليمنية الواقعة على ساحل البحر الأحمر.
وبالرغم من توظيفها لماكينة إعلامها الضخمة، إلا أن أمريكا لم تنجح في لملمة فضيحتها ، فقد كان استهداف منظومة صواريخها الشهيرة ذات القدرة والدقة العالية في إصابة وتدمير الصواريخ الباليستية ، حدثاً مدوياً ، يشهد بتطور نوعي لافت في أداء الجيش اليمني وإمكانياته في تطوير منظومة الصواريخ وقدرته الفائقة في إصابة أهدافه بدقة.
وقد قام فعلاً الطيران الحربي الإسرائيلي بالتحليق داخل الأجواء السورية بنية شن غارات على مواقع عسكرية خاصة بالجيش السوري، لكن المفاجأة القاتلة كانت في انتظارهم.. وقد قال مصدر عسكري سوري أمس أن الدفاعات الجوية تصدت لاعتداءين إسرائيليين نُفّذ الأول فجراً على إحدى القواعد العسكرية في المنطقة الوسطى والآخر في ريف دمشق، فيما أفادت معلومات أنّ منظومة الدفاعات الجوية السورية في جنوب البلاد هي التي تصدّت للطائرة الإسرائيلية بأكثر من 10 صواريخ من طراز سام 5 تملكها سوريا منذ زمن طويل.
مفاجئتان من العيار الثقيل توالتا على أمريكا، وطبعاً إسرائيل وقيادة تحالف العدوان على اليمن التي هي أيضاً داعمة للحرب ضد سوريا، أربكتا المشهد السياسي والعسكري في المنطقة.. والمفارقة أن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي يرى التصدي للطائرات الإسرائيلية “اعتداءً إيرانياً على السيادة الإسرائيلية” تماماً كما ترى قيادة تحالف العدوان على اليمن أن الصواريخ الباليستية اليمنية التي وصلت لعمق الأراضي السعودية أنها صواريخ إيرانية.
تشابه في العدوان، والتصريحات والاتهامات بين اسرائيل والسعودية والإمارات ، يثبت أنهما يعملان في خندق واحد، خندق معادٍ لكل ما هو مقاوم للتواجد الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة، أو ساعياً لانتزاع سيادة بلده من أي سلطة احتلالية سالبة للكرامة والحرية.
وعلى عكس ما ظهر به المسئولون العسكريون الأميركيون من قلق وارتباك عقب الكارثة التي حاقت بهم في “المخا”، كان ظهور ناطق الجيش اليمني العميد شرف غالب لقمان ظهور العارف بإمكانيات جيشه وقد تحدث بثقة عن تفوق قدرات اليمن العسكرية في التعامل مع قوات العدو الحديثة والمتطورة جداً.
ومن المؤكد وبحسب “لقمان ” أن التفوق الحقيقي في المعارك لا يتعلق بالأسلحة المتطورة فقط، بل بالقدرة على التعامل مع قدرات الخصم.
ولوح لقمان بحدوث تطورات كبيرة في القدرات الدفاعية للجيش اليمني سيتم الكشف عنها في الوقت المناسب مع بدء التنفيذ الفعلي لمراحل الدفاع الاستراتيجي.
لقمان أكد أن عمليات الجيش اليمني العسكرية مستمرة في تحقيق الهدف النهائي لاستراتيجية الدفاع عن الساحل الغربي واستعادة الأوضاع الدفاعية بالكامل.. تأكيد في صيغة تهديد تكرر مرات عديدة وتم التعامل معه باستخفاف تحول إلى صراخ مثير للشفقة.
الحرب في اليمن التي بدأت قبل قرابة الأعوام الثلاثة بعدوان غاشم، غيرت الكثير من البديهيات في قواعد القوة والتفوق القتالي العسكري، وقد نجح الجيش اليمني في تحويل العدوان على اليمن إلى معركة شرسة انقلبت فيها موازين السيطرة والقوة، وأحرجت كثيراً أمريكا وحليفتيها في المنطقة المتصدرتين لتحالف العدوان.