المصدر الأول لاخبار اليمن

“داعش” من البغدادي إلى قرداش.. ملفات أمريكية تموت لتحيا..!

تحليل خاص //وكالة الصحافة اليمنية//   يشكل مقتل زعيم تنظيم “داعش” أبوبكر البغدادي ضربة كبيرة وموجعة للتنظيم، هذا إن كان قد قتل فعلا، خاصة وأن الغموض الذي يكتنف العملية الأمريكية التي أعلنت أنها تمكنت من تصفيته. ورغم أن العملية التي نفذتها القوات الأمريكية تحاكي نفس السيناريو ونفس الغموض الذي رافق عملية تصفية زعيم تنظيم القاعدة […]

تحليل خاص //وكالة الصحافة اليمنية//

 

يشكل مقتل زعيم تنظيم “داعش” أبوبكر البغدادي ضربة كبيرة وموجعة للتنظيم، هذا إن كان قد قتل فعلا، خاصة وأن الغموض الذي يكتنف العملية الأمريكية التي أعلنت أنها تمكنت من تصفيته.

ورغم أن العملية التي نفذتها القوات الأمريكية تحاكي نفس السيناريو ونفس الغموض الذي رافق عملية تصفية زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في باكستان، إلا إن واشنطن هذه المرة سارعت لإعلان تمكن قواتها من القضاء على زعيم تنظيم “داعش” أبوبكر البغدادي وهو الأمر الذي يشير إلى وجود سيناريوهات أمريكية جديدة تتعلق بعمل التنظيم مستقبلا.

واستنادا إلى ما شهده الشمال السوري من أحداث في الأيام الأخيرة بسبب التدخل العسكري التركي فإن وصول القوات الروسية والسورية إلى المناطق التي تتمركز فيها التنظيمات الإرهابية وتحظى فيها بحماية من قبل القوات الأمريكية، أصبح يمثل خطرا يتهدد سيناريوهات واشنطن وأدواتها في المنطقة، ويتمثل هذا الخطر في وقوع قيادات تنظيم “داعش” في أيدي القوات الروسية وإنكشاف المخططات الأمريكية التي لن تتوانى موسكو في فضحها أو استخدامها كورقة ضغط ضد واشنطن، الأمر الذي دفع الأخيرة للقيام بعملية عسكرية إستباقية للتخلص من أدواتها إما بالقتل أو بالإخفاء واستبعادها من المشهد وإيكال المهمة لقيادات جديدة بعيدة عن متناول الروس والسوريين.

وبعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأحد، مقتل أمير تنظيم الدولة “أبو بكر البغدادي” بعملية خاصة نفذتها قوات أمريكية في ريف إدلب الشمالي، باتت الأنظار تتجه إلى خلفه العراقي “عبد الله قرداش”، الذي عينه البغدادي في وقت سابق في شهر آب الماضي.

وذكر الإعلام المحسوب على تنظيم “داعش” في وقت سابق، أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، رشح التركماني الأصل عبدالله قرداش، من قضاء تلعفر غرب الموصل “لرعاية أحوال المسلمين”. ووفق المصادر، فإن “قرداش” كان مقرباً من القيادي أبو علاء العفري (نائب البغدادي والرجل الثاني في قيادة داعش، وقُتل عام 2016)، “وكان والده خطيباً مفوّهاً وعقلانياً”، كما أنه يتسم بالقسوة والتسلط والتشدد، وكان أول المستقبلين للبغدادي إبان سقوط الموصل.

 الأحداث المتسارعة التي شهدها تنظيم “داعش” تطرح تساؤلات كبيرة على مدى تأثير مقتل البغدادي على عودة التنظيم، في ظل تضارب التصريحات الأمريكية مع ما تؤكده مراكز الأبحاث التي تنفي التصريحات الأمريكية وتصر على أن التنظيم يعيد ترتيب صفوفه من جديد وتحذر من خطره.

ووفقا لهذه المعطيات بالإضافة للتصريحات التي تؤكد أن البغدادي بات رجلاً هزيلاً مريضاَ، غير قدر على إدارة التنظيم، وكان وفق الاستخبارات العراقية يتنقل بين سوريا والعراق عبر أنقاق على الحدود، وأكدت أنه مريض ووصل لحد عدم القدرة على إدارة التنظيم، فإن السيناريو الأمريكي يتجه لإيلاء مهمة إدارة شئون التنظيم لقيادات جديدة تتولى المسئولية وتبعث برسائل عن عودة التنظيم والظهور من جديد، وبالتالي التقليل من أهمية مقتل البغدادي على استمرار التنظيم، كون البغدادي اليوم يحمل رمزية فقط دون قدرة على القيادة، وسيكون مقتله – وفق محللين – عاملاً جديداً لتصاعد عمليات التنظيم الانتقامية إن صحت رواية مقتله.

وبمراجعة سريعة لما سبق الإعلان عن مقتل البغدادي من أحداث وتصريحات تتكشف الكثير من الحقائق التي تؤكد أن واشنطن تسعى لإعادة بناء “داعش” أو تفريخ تنظيم جديد كما فعلت من قبل مع تنظيم القاعدة التي ورثها تنظيم داعش، وهو ما أشار إليه التقرير الأميركي عن مستقبل تنظيم داعش بعد سقوط دولته، ومحاصرة آخر معاقله في سوريا.

وبحسب التقرير الصادر عن قسم التحليلات في تلفزيون «سي إن إن»، بعنوان: «لن يسقط (داعش) كعقيدة أو مقاتلين». فإن التنظيم كان قد وضع خطة من قبل سقوط «داعش» بأن يركز على الريف، ويتحاشى المدن، وإن «داعش»، منذ البداية، ما كان يريد احتلال المدن، لكن سقوط أعدائه أمامه بسرعات لم يتوقعها جعله يسيطر على المدن ويحكمها.

وعن الوضع الحالي في سوريا والعراق، قال التقرير: «ها هو (داعش) يتمتع بفترة نقاهة (بعد الهزائم). ويبدأ في تصور عودته للسيطرة على مناطق شاسعة من الأراضي على جانبي حدوده (حدود العراق وسوريا) تظل تفتقر إلى الحكم والأمن».

قد يعجبك ايضا