شخصية الرسول العسكرية.. في ندوة خاصة للتوجيه المعنوي بصنعاء

// صنعاء // وكالة الصحافة اليمنية //

نظمت دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة، اليوم الثلاثاء، بصنعاء ندوة خاصة عن “الشخصية العسكرية للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ” تزامنا مع الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف.

وفي افتتاح أعمال الندوة التي حضرها مستشار رئاسة الجمهورية الدكتور عبدالعزيز الترب ونائب مدير دائرة التوجيه المعنوي للشؤون الإعلامية العميد عبدالله بن عامر، وكوكبة من الأكاديميين والقادة العسكريين، أشار مدير دائرة التوجيه المعنوي ـ المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع إلى أهمية هذه الندوة التخصصية للتعرف على الجوانب القيادية العسكرية في شخصية الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

وأكد على أهمية الاقتداء برسول الله والسير على نهجه وسيرته العطرة، موضحا أن الأنصار هم أول من استقبل الرسول أثناء هجرته من مكة إلى المدينة ونصروه وأول من حمل راية التوحيد في مختلف الغزوات والمعارك.

وقال ” استطاع الرسول محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم أن يؤسس أول جيش نظامي في الجزيرة العربية”، مبينا أن التربية الإيمانية والتسلح بالعقيدة الإسلامية التي ربى عليها الرسول الجيش الإسلامي مكنته من هزيمة إمبراطوريات الروم وفارس التي تشبه إمبراطوريات الهيمنة والاستكبار العالمي اليوم.

وتطرق العميد سريع إلى الصفات العسكرية للرسول في قيادته للمعارك وفق خطة القتال التي تشمل توزيع الجيش إلى المقدمة والمؤخرة والميمنة والميسرة والقلب كأول تنظيم عسكري عرفه التاريخ .

وأضاف “إن ثبات وصمود أبطال الجيش واللجان ضد تحالف العدوان بقيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي الذي يشرف بنفسه على سير المعارك بمختلف الجبهات وأبرزها العملية الكبرى “نصر من الله” التي قادها بصورة مباشرة، يؤكد تمسكه بالنهج والأسس التي أرساها الرسول الكريم في قيادته للأمة خلال غزوات الدفاع عن الدعوة الإسلامية التي وصلت إلى كافة أصقاع المعمورة” .

واستعرضت الندوة التخصصية، ورقة العمل الأولى التي قدمها مجيب شمسان بعنوان ” الاستراتيجية العسكرية في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ظل التحولات الاجتماعية التي رافقت الدعوة الإسلامية” حول الأسس والقواعد التي أرساها الرسول الكريم واستطاع من خلالها نقل المجتمع الجاهلي من طور الثارات والصراعات إلى أمة تحمل العقيدة الإسلامية والنهج القويم للدين الحنيف.

وأوضح أن الصبر والثبات من أهم المرتكزات التي عززت من انتصارات المسلمين في مختلف الغزوات والمعارك الدفاعية التي قادها الرسول ضد أعداء الإسلام والمسلمين.

فيما استعرضت ورقة العمل الثانية المقدمة من أحمد الفقيه بعنوان “لمحة عن التخطيط العسكري في غزوات الرسول” الصفات القيادية والعسكرية والإدارية والسياسية للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم في التخطيط العملياتي لإدارة المعارك.

وأكد على أهمية استلهام الدروس العظيمة من المعارك التي قادها الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتدريسها في الكليات العسكرية للاستفادة منها في تربية وتدريب المقاتلين.

وتطرق المقدم طلال الشرعبي في ورقة العمل الثالثة بعنوان “الرسول الأعظم .. حكمته البالغة ونظرته الثاقبة في اختيار القادة وتوزيع المهام” إلى أهمية التعرف على سمات الشخصية العسكرية للرسول صلى الله عليه وآله وسلم وجعلها أسسا ومنطلقات للمواجهة والتصدي للمؤامرات التي تتعرض لها الأمة العربية والإسلامية.

واستعرض عددا من المواقف التي تجلت فيها حكمة الرسول في اختياره للقادة وتوزيعه للمهام العسكرية خلال المعارك التي خاضها ضد طواغيت الكفر والشرك .

وركزت ورقة العمل الرابعة المقدمة من العقيد عبدالسلام التويتي بعنوان” الملامح الإنسانية في غزوات خير البرية” على الشخصية الإنسانية للرسول التي تجلت خلال الغزوات والمعارك التي قادها.

وأوضح أن الرسول عليه الصلاة والسلام، عمل على إرساء جملة من القواعد الإنسانية في إدارته للمعارك كالتزامه بالوفاء وتجنب الغدر وعدم قتال المكرهين على القتال والرفق بالأطفال والنساء والضعفاء وقبول الصلح تقديما للسلام مع العدو الموشك على الانهزام وعدم إكراه المستسلم على الإسلام.

تخلل الندوة مداخلات من قبل عدد من الأكاديميين العسكريين، أبرزها مداخلة مدير دائرة التوجيه المعنوي الأسبق العميد نعمان المسعودي، التي أكد فيها أن الرسول عليه وعلى آله أفضل الصلوات والتسليم كان أعظم قائد عرفه التاريخ شهدت بقيادته وأخلاقه الأمم وكثير من الفلاسفة والباحثين في الدول المعادية للإسلام.

وأوضح أن أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين يخوضون المعارك في مختلف الجبهات يستلهمون الأسس والقواعد التي أرساها الرسول الكريم في بناء الجيش الإسلامي.