اعتادت عصابات الفساد في اليمن على الاستخفاف بكل الإجراءات التي تتخذها الحكومة لمكافحة الفساد.
ويرى الكثير من الباحثين الاقتصاديين أن الفساد يشكل معضلة تتحدى أي مساعي لمواجهة المفسدين.
في العام 2014 نشرت مؤسسة النقد البريطانية تقريراً، قالت فيه أنه في مقابل كل دولار مساعدات يدخل اليمن هناك ثلاثة يتم تهريبها من نفس البلاد.
ويعتقد البعض أن الفاسدين في اليمن تم تغذيتهم من قبل الأنظمة السابقة في اليمن على مدى عقود ، إلى أن تحولوا إلى غيلان أكبر من الحكومات.
وأن قضية الفساد ونهب المال العام في اليمن، يتخذ شكلاً مركباً، حيث كانت مافيا الفساد في اليمن، تربط بحلقات متعددة، يحظى فيها الفاسد الصغير برعاية وتأمين من قبل مسئول أكثر فساداً ونفوذ، وهكذا تتوالى الحلقات، إلى أن تصل إلى مستوى دول كبيرة على مستوى العالم تعمل على حماية الأنظمة الفاسدة في اليمن والوطن العربي بشكل عام، بدليل أن الأموال المنهوبة كانت تهرب إلى بنوك الولايات المتحدة ومنظومة الهيمنة الغربية.
بينما تحدث الناشط السياسي هشام سعد عن نقطة مهمة توضح كيف كان الفاسدون يسيرون شئون البلاد، ويقررون مصير اليمن، حيث تجاهل مؤتمر الحوار، قضية استرداد الأموال المنهوبة، رغم المطالبات المتواصلة، من قبل الناشطين الحقوقيين، باسترداد الأموال المنهوبة ، والتي كانت ضمن بنود النقاش في مؤتمر الحوار، إلا أن المتحاورين لم يعيروا المسألة أي اهتمام باعتبار معظم المتحاورين في “موفمنبيك” كانوا ممثلين لقوى الفساد والنهب.
ويقول الناشطون الحقوقيون أن الفساد الذي كان يحدث في اليمن، كان يحدث بغرض افقاد ثقة المواطن بالأنظمة الحاكمة، التي تعد من أهم الركائز في “الحكم الرشيد” مما تسبب بتفشي ظاهرة خطيرة بين أفراد المجتمع تتمثل بفقدان الموقف الاخلاقي تجاه الفاسدين، وانعدام مشاعر الانتماء للوطن، حيث أصبح الكثير من المواطنين يرون أن البلد مجرد حظيرة لتربية الفاسدين، ولا يجب أن يكترث أحد للدفاع عن بلاد تمثل مرتع للفاسدين، وحكومة لا تمثل طموحات المواطنين.
وأمام انتشار ثقافة احترام الفاسدين، لابد لحكومة الانقاذ والمجلس السياسي الأعلى، أن تخرج عن الدائرة المفرغة التي كانت تدور فيها الأنظمة السابقة، وأن تعمل على تصحيح الاختلالات، بلا تردد ، وأن ضبط الفاسدين وتقديمهم للقضاء، سيكون له أثربالغ في استعادة هيبة الدولة، وترميم جرح لا يزال ينزف إلى اليوم في اليمن.
فقد استبشر كثير من المواطنين بكلمة الرئيس مهدي المشاط خلال تدشين المرحلة الأولى من مسار مكافحة الرشوة ، واعتبروها “الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل” ، لمحاربة بكتريا الفساد التي تنهش جسد اليمن.