خاص // وكالة الصحافة اليمنية//
تهدد حمى الضنك والملاريا حياة العشرات من أبناء مديرية الجراحي بمحافظة الحديدة جراء استمرار العدوان و حصاره الجائر الذي تسبب في أكبر كارثة صحية في اليمن .
وتزداد المعاناة يوماً بعد آخر جراء تفشي الأمراض والأوبئة خاصة حمى الضنك والملاريا التي حصدت أرواح الكثير من المواطنين خاصة الأطفال في الحديدة ومحافظات صعدة، حجة ، وريمة في ظل تخوف من عودة موجة جديدة للكوليرا رغم الجهود المبذولة من وزارة الصحة وشركائها في الحد من انتشار تلك الأمراض والأوبئة.
وتجتاح حاليا حمى الضنك والملاريا مديرية الجراحي بمحافظة الحديدة ما زاد من معاناة أبناءها خاصة في ظل تصعيد العدوان وتداعياته التي تسببت في تدهور الوضع الصحي وانعدام الأدوية.
ووجهت وزارة الصحة العامة و السكان هيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة، بإرسال فريقين طبيين إلى مديرية الجراحي يتولى الأول تشخيص ومعالجة حالات الإصابة بمرض حمى الضنك والملاريا والثاني التقصي عن النواقل المسببة للمرض.
وحسب نتائج الفريق الطبي المكون من الهيئة ومركز طب المناطق الحارة والأمراض المعدية تم فحص وتشخيص 407 حالات ، حيث ظهرت النتائج الإيجابية لحمى الضنك بنسبة 23.81 % ، والملاريا 28.57 % .
وأوضحت النتائج أن نسبة المصابين بالضنك والملاريا بلغت 52.38 % من الحالات التي تم فحصها وتشخيصها، ونسبة الحالات التي حدثت لها مضاعفات نزفية 4.76 % والمضاعفات الرئوية 4.76 % ، فيما وصلت حالات سوء التغذية مصحوب بحمى الضنك الى 4.76 % .
وبين تقرير الفريق الطبي أن نسبة حالات المضاعفات التي تمت إحالتها إلى مدينة الحديدة ومدينة زبيد بلغت 14.29 % جميعهم أطفال مادون الخامسة.
فيما أثبتت نتائج عمل فريق التقصي عن النواقل المسببة للمرض أن مؤشر المنازل المصابة بناقل الضنك كانت 100 %، والأواني الحافظة للمياه بنسبة 96 %.
وتعتبر المياه الراكدة والأواني المفتوحة وإطارات السيارات التي تتجمع فيها المياه بؤرة لتكون البعوض الناقل لحمى الملاريا والضنك.
وتعمل وزارة الصحة العامة و السكان على مكافحة الأمراض والأوبئة حيث تجري ترتيبات تنفيذ حملة توعوية لتعزيز الوعي حول الأمراض الوبائية والمعدية لتثقيف أفراد المجتمع حول كيفية الوقاية منها والحد من انتشارها وذلك عبر وسائل الإعلام وخطباء المساجد وفي المدارس والجامعات.
وفي حديث مع وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أكد وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل، أهمية تكاتف الجهود الرسمية في مكافحة الأمراض والأوبئة واستئصالها خصوصا الكوليرا والملاريا وحمى الضنك.
وأشار إلى أن الوضع الوبائي في اليمن لا يزال بحاجة للكثير من التدخلات على جميع المستويات خاصة في ظل استمرار العدوان والحصار.
وأوضح وزير الصحة أن الوضع الصحي كل عام يزداد سوءاً عما كان عليه سابقاً رغم الجهود الكبيرة والتحرك الميداني المستمر للوزارة والدعم المقدم من الشركاء في المنظمات وإن كان لا يرتقي إلى حجم الكارثة ولم يلبِ الاحتياج المرصود.
وجدد التأكيد على أهمية التنسيق بين وزارات الصحة والمياه والبيئة والأشغال والزراعة والإعلام والأوقاف والتربية والإدارة المحلية والسلطات المحلية بالمحافظات لمكافحة نواقل الأمراض المعدية ووضع حلول للمشاكل البيئية الناجمة عنها وعمل خطة طارئة للحد من انتشارها.
ودعا وزير الصحة، المواطنين خاصة في محافظتي الحديدة وحجة إلى التعاون مع فرق الرش لمكافحة الملاريا وحمى الضنك وردم المستنقعات التي يتكاثر فيها البعوض .. لافتاً إلى أهمية تعزيز الوعي المجتمعي حول كيفية تجنب الإصابة بهذه الأمراض.
يذكر أن العام 2018م شهد وضعاً كارثياً بالنسبة للطفولة في اليمن جراء استمرار العدوان والحصار وتفشي الأوبئة والأمراض ،حيث سجلت وزارة الصحة ، إصابة 203 آلاف و297 طفلا بمرض الملاريا، احتلت محافظة الحديدة المرتبة الأولى تليها محافظتي حجة وتعز .. فيما يتوفى طفل كل عشر دقائق بسبب سوء التغذية أو أمراض أخرى حسب تقرير الأمم المتحدة الذي أصدرته في سبتمبر 2018م.
وفي العام ذاته بلغت إصابات حمى الضنك ثلاثة آلاف و813 حالة ، حيث شكلت الحديدة وتعز وأبين أعلى نسبة مرضية بهذا الوباء، وبلغت حالات التهابات السحايا ألفاً و 847 حالة أكثرها من محافظة تعز وأمانة العاصمة .
ومنذ ما يقارب خمس سنوات يتعرض أبناء اليمن لعدوان ظالم وتدمير ممنهج للبنى التحتية بما فيها القطاع الصحي الذي استهدفه تحالف العدوان ما خلف وضعاً صحياً كارثياً أجبر المواطن على العيش بتوجس خوفاً من الموت قصفاً أو فتكاً بالأمراض.