/تحليل/ محمد العزي/ وكالة الصحافة اليمنية//
ضربة ثانية خلال أسبوعين تتعرض لها قوات “هادي” داخل معقلها الرئيسي او ما يسمى بوزارة الدفاع المؤقتة في محافظة مارب المحتلة، ولكن هذه المرة كانت أقسى وأشد، حيث قتل وجرح فيها عشرون جنديا وضابطا بينهم قيادات برتب عسكرية عالية.
مصادر عسكرية كشفت عن نوعية الهجوم، وأشارت إلى أن صاروخاً سقط على مبنى قيادة العمليات المشتركة بمعسكر “صحن الجن” شمالي مدينة مأرب، حيث يقع في المعسكر نفسه مقر وزارة الدفاع التابع للتحالف، وأسفر عن مقتل خمسة جنود وضباط، بينهم العميد الركن “سعيد الشماحي” ركن تدريب العمليات المشتركة، وإصابة نحو 15 آخرين.
المصادر أكدت أن وزير دفاع “هادي” محمد المقدشي، كان موجوداً صباح اليوم، في المقر ذاته الذي قُصف، وهي المرة الثانية التي ينجوا منها بعد أسبوعين من هجوما مماثلا في 29 أكتوبر الماضي، استهدف مبنى وزارة الدفاع المؤقت، خلال اجتماع كان يحضره المقدشي، وقائد قوات التحالف العربي في محافظة مأرب إبراهيم بن علي الحربي (سعودي)، وقيادات من الطرفين.
في الهجومين، السابق والحالي، لم تصرح أي جهة عن مسؤوليتها عن هذه الهجمات حتى هذه اللحظة، وكل الاحتمالات واردة، وكل الأطراف قد تكون لها يد طولى في تلقين قيادات قوات “هادي”، دروسا قوية جداً، وموجعة الى حد لا تستطيع تلك القيادات استيعابها.
مراقبون أشاروا بشكل غير مباشر الى القوات الإماراتية التي تكون هي الأكثر استفادة من غيرها من الأطراف، خصوصا وان عدواتها بالإخوان تعد عداوة ازلية، قديمة جديدة، فضلا عن اعتبارها تصفية حسابات بين، أدوات الامارات المتمثل بالانتقالي وقيادات حزب الإصلاح احدى أدوات السعودية.
فيما المحت وكالة “شينخوا” الصينية، عن مصدر عسكري ، قوله إن التحقيقات الأولية في الهجوم الذي استهدف مقر وزارة الدفاع التابعة لحكومة “هادي” أواخر أكتوبر الماضي، تبين أنه “بصاروخ متطور”، في إشارة الى الامارات العربية المتحدة.
وأضاف: “هذه الأنواع من الصواريخ قد تكون نوع (أرض/أرض)؛ ومن ثم يحتاج إطلاقها منصات إطلاق مرتبطة ببطاريات يتم رصدها مباشرة من أجهزة الرادار والمراقبة فور البدء بتشغيلها”.
وأوضح أن “هذا النوع من الصواريخ غير موجود في تسليح الجيش سابقاً ولا تمتلكه قوات هادي.
وظهر في الآونة الأخيرة عداء غير مسبوق، كُشف على العلن بين حكومة “هادي”، والامارات عقب توجيه الأولى اتهاماتها للأخيرة بقتل الجنود واستهدافهم بالطائرات الحربية، وهو ما دفع أبو ظبي للخروج بتصريح مباشر اكدت فيه انها استهدفت جماعات إرهابية، وذلك يعد في إطار جهودها في مكافحة الإرهاب حد قولها، بمعنى ان قوات هادي “جماعات إرهابية” بمنظور التحالف نفسه.
لم تبق حكومة “هادي” صامتة على ذلك الاتهام المزلزل لكيانها والكاشف لعوراتها وسوءاتها، إذ قامت بكشف جرائم الإمارات في مختلف المحافل الدولية، وطالبت بإدراج ما أسمته استهداف جنودها من قبل الامارات، في قائمة جرائم الحرب في المحاكم الدولية، وزادت على ذلك بتقديم طلب بمحاكمة ومحاسبة قيادات دولة الامارات، وعلى راسهم محمد بن زايد، جراء ما اقترفه بحق جنود “هادي في عدن وابين المحتلتين في أغسطس الماضي.
كذلك الإمارات لم تتخذ الصمت حيال اتهامات حكومة “هادي” فقررت أن تلقنها دروسا قاسية، من خلال استهداف قيادات عسكرية وأمنية وسط مارب، كما يؤكده مراقبون، في وقت لا تزال حكومة “الفنادق” على استحياء أو أنها تخاف إعادة الكرة، إذا صح الوصف، في توجيه اتهام مماثل للإمارات بتنفيذ هجمات صاروخية على مبنى وزارة الدفاع المؤقت في محافظة مارب، حتى لا يكون العقاب مضاعف، إلا أنها على كل الأحوال أجبن من ان تفعلها او تنبس ببنت شفه.