تقرير خاص //وكالة الصحافة اليمنية//
شهدت مرحلة السبعينات الكثير من الاحداث والمتغيرات وخاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الصهيوني والتي ازدادت وتيرتها بعد حرب أكتوبر 1973م ،التي كان لليمن دور في تحقيق الانتصار فيها على اسرائيل من خلال اغلاق مضيق باب المندب لتسارع تل ابيب بعد انتهاء الحرب إلى الالتفات عسكريا نحو منطقة جنوب البحر الأحمر بحجة تأمين انتقال السفن الإسرائيلية.
وترجمة لهذا التوجه أقامت إسرائيل علاقات مع اثيوبيا حصلت بموجبها على موطئ قدم لها بالقرب من باب المندب ليتسع ذلك النشاط مهدداً مصالح الدول العربية وعلى رأسها اليمن التي كانت ترى ضرورة مواجهة ذلك الخطر وتلك الاطماع التي افصح عنها عدد من القادة الإسرائيليين منهم قائد القوات البحرية الذي هدد باحتلال باب المندب.
من خلال تلك الاحداث والتحولات التي تشهدها المنطقة استشرف الرئيس الحمدي المخاطر المستقبلية والمؤامرات التي تحاك ضد دول البحر الأحمر والمساعي الإسرائيلية التي تستهدف السيطرة عليه فقرر اجراء اتصالات مكثفة مع الرئيس سالم ربيع علي وتم الاتصال مع عدد من قادة الدول المطلة على البحر الأحمر وذلك لمواجهة هذا الخطر فكان مؤتمر تعز الرباعي الذي عقد في مارس 1977م بمشاركة زعماء دولتي السودان والصومال إضافة الى زعيمي شطري اليمن.
لكن ورغم أن توجه الرئيس الحمدي يصب في مصلحة الأمن القومي العربي والاقليمي إلا ان عدداً من الدول لم تستجب للتحركات اليمنية في وقت استجابت لها السودان والصومال بينما كانت جيبوتي في تلك الفترة تحت الاحتلال الفرنسي ولهذا نجد ان اليمن وقتها لعب دوراً مهماً في استقلال جيبوتي فقد تضمن بيان مؤتمر تعز مطالبة فرنسا بضرورة منح الشعب الجيبوتي حقه في الاستقلال وضمان أمن جيبوتي باعتباره جزءاً من امن البحر الأحمر.
وقد أدرك الرئيس الحمدي ردة الفعل المتوقعة من قبل قوى إقليمية ودولية على التحرك اليمني فأكد في كلمته الافتتاحية للمؤتمر على ان هذا التحرك ليس موجها ضد احد وانه يتعلق بالتعاون المشترك على ما فيه حماية السيادة الوطنية على المياه الإقليمية في حوض البحر الأحمر.
وأكد الرئيس الحمدي في كلمته الافتتاحية للجلسة الأولى للقادة المشاركين في المؤتمر على أهمية المؤتمر على المستوى العربي والدولي وقال: “اننا كدول مطلة على البحر الأحمر مسؤولة عنه بحكم حقنا في السيادة الوطنية على مياهنا الإقليمية.. وقال: قد حققنا لأمننا ونضالنا العربي انتصاراً يضاف إلى انتصاراتها إذ ان هذا اللقاء يعتبر فريداً من نوعه عملياً واستراتيجياً”.
وعبر الرئيس الحمدي عن حق الدول المطلة على البحر الأحمر قائلا: “ان هذا اللقاء ليس مظاهرة ضد احد ولا أرى فيه خروجاً على حقنا المشروع كأخوة اشقاء ان نلتقي لنتدارس أمورنا وقضايانا صغيرة أو كبيرة وخصوصاً ما يتعلق بالتعاون المشترك على ما فيه حماية سيادتنا على أراضينا ومياهنا الإقليمية في حوض البحر الأحمر”.
وأضاف: “أن هناك من يحاولون زج الدول المطلة على البحر الأحمر في حلبة الصراع الدولي وذلك بتركيزهم المستمر اخيراً على استراتيجية هذا البحر وكأنهم بذلك يوجهون الدعوة لنا لنحضر محافل الشر والدمار ولذا تقع علينا اليوم مسؤولية عظيمة جداً هي الخروج بأوطاننا من شباك الصراع الدولي إذ ان الدخول فيه يعني التوريط والمجازفة والمخاطرة بالمصالح الوطنية العليا لأوطاننا وشعوبنا الى جانب الاحتمالات المخيفة الأخرى”.