/صنعاء/ رجاء عاطف/وكالة الصحافة اليمنية//
خمس سنوات من جحيم الحرب على اليمن أظهرت المرأة اليمنية خلالها صمود وتضحيات لا تقدر بثمن، تحملت تبعات صعوبات الحياة الاقتصادية، وابتكرت بدائل معيشية من حاجتها، استنزفت قوتها وصحتها وممتلكاتها ودموعها لتحمي أبنائها من تسول ضروريات المعيشة.
كفاح ومضاعفات صحية
(قد ذهب من عمري الكثير ولم أجد فيه غير الشقا والمرض والعناء) هكذا بدأت تتحدث إلينا أم نزار محمد ..التي فضلت أن يكون هذا أسمها في قصتنا تبلغ من العمر 42 عاماً مسئولة عن صغار يحلمون بالحياة ويرقبون أبا فرضت عليه الحرب ضد اليمن والحصار الذي فرضه التحالف بقيادة السعودية، مأساة أن يكون عبء لا عائلا بعد أن ساءت ظروف البلاد وساءت معها صحة زوجته وبهت جمالها بفعل هموم الحياة والمرض إذ وقعت أسيرة ضغط مرتفع وكوليسترول فهي معرضة لجلطات قد تسرق ما تبقى لها من عمر إلى جانب مضاعفات وآلام بالرحم بسبب الولادات القيصرية والجهد البدني المضاعف وتعرضها لمشكلات صحية من بينها حصوات الكلى والمرارة كادت أن تلفظ أنفاسها من وجعها لولا أن كفاحها في أحد المدارس الحكومية جعلها تستدين شراء أدوية ومهدئات البقاء بألم يحتمل.
الحلم بحياة واقعية
أم نزار تعيش في منزل تراه جنتها صار متهالك فأثر على نفسيتها المهشمة من قسوة الواقع.. لا تعرف هل ترممه أم ترمم روحها المنهكة.. هل تكمل أم تبدأ فيه بالسباكة أو تبديل أسلاك وإضاءات الطاقة التالفة أم تكتفي بالبحث وشراء مياه للتنظيف ولغسل أرضية بات لونها بلون الكآبة أم تتجول في الشوارع بحثا عن ما ينوب عن الفحم والحطب لتشعل حريقا يسكت جوعا.. شتتها الأفكار وانهكتها متاعب الحياة فقررت تناول أدويتها علها تخلد للنوم دونما مشاكل صحية تنغص استغراقها في التخطيط لحياة تحلم بها بواقعية مفرطة.
يؤثر مستقبلا على الصحة
في الآونة الأخيرة تكررت لديها حالات هبوط في الرحم وانزلاقات العمود الفقري وكذلك ضغط على الفقرات عند النساء بمختلف الأعمار، هذا ما أكدت عليه الدكتورة لبنى سلام – طبيب عام، وأرجعت أن السبب هو القيام بحمل أوزان ثقيلة كنقل المياه من مناطق توزيع المياه إلى أماكن استخدامها بسبب انقطاع مشروع المياه وكذا الكهرباء والأزمة والوضع الراهن الذي تعيشه البلاد بسبب الحرب العدائية من قبل دول التحالف، وقالت: فمهما كانت النساء والفتيات تعمل ولم تشعر بالألم بنفس الوقت لكنه سيؤثر على الصحة الانجابية مستقبلا خاصة للفتيات صغار السن وستحدث لهن مضاعفات لا يحمد عقباها تتحمل نتيجته بمفردها.
لا تتناسب مع قدرتها
وفي هذا الجانب تقول الاخصائية الاجتماعية ريهام الحطام: لابد لكل أفراد المجتمع والأسرة الواحدة أن يدركوا مخاطر وتداعيات الوضع الصحي والنفسي لكل امرأة تتحمل أعباء جسدية وذهنية لا تتناسب مع الحد الطبيعي لقدرتها، وترى أنه ليس الواقع الاقتصادي فقط الذي دفع المرأة لتحمل هذه الأعباء بقدر ماهي الظواهر الدخيلة والمستوردة من دول الجوار والتي اثرت على ثقافتنا وتنشئتنا الاجتماعية لتكون اثارها سلبية على المرأة خصوصا في حرمانها من التعليم.
مسببات وفيات المرأة
وحسب احصائية لوزارة الصحة العامة والسكان للعام 2018م و2019م أنه تتوفى 15 أمرأه كل يوم عند الولادة لأسباب عدة تسبب بها العدوان والحصار بينما كانت قبل ذلك تصل إلى ما يقارب السبع حالات فقط، وتتلخص هذه الأسباب في نقص الإمكانات بالمستشفيات وكذلك القدرة المالية للمواطن والتي تمكنه من رعاية الحامل صحياً خلال فترة الحمل والولادة بسبب قطع العدوان للرواتب ونقل البنك و…إلخ، إلى جانب تدمير المستشفيات والمراكز الصحية وخروج 51% عن عملها وهذا حد من نسبة تقديم الخدمات المناسبة، أيضا السبب للمضاعفات الصحية التي تتعرض لها المرأة بسبب القيام بأعمال ثقيلة منذ بداية العدوان بما أنها أصبحت التي تبحث عن بدائل معيشية، كما أن الخوف من أصوات الانفجارات والطائرات والتي تؤدي للإجهاض ومن مضاعفاته الموت أو الخوف الذي تسبب بمضاعفات نفسية.