وكالة الصحافة اليمنية /
بعد حوالي ثلاث سنوات من تصويت نواب البرلمان الباكستاني بالإجماع لصالح قرار نص على أن “باكستان ينبغي أن تحافظ على الحياد” بشأن الأزمة في اليمن” ورفض ارسال جنود للمشاركة في الحرب على اليمن بناءً على طلب من المملكة السعودية_ هل غيرت إسلام أباد رأيها بشأن الأزمة اليمنية ؟ أم أن ولي العهد السعودي تمكن أخيراً من شراء جنرالات الجيش الباكستاني؟!
مؤخراً أكد الجيش الباكستاني، في بيان رسمي نقله موقع “داون” الباكستاني، أنه تم نشر عدد من القوات داخل حدود المملكة العربية السعودية وذلك ضمن اتفاقية موقعة بين الجانبين السعودي والباكستاني بشأن الدفاع المشترك.
وكان الجنرال باجوا زار السعودية أول الشهر الجاري، والتقى بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان وقائد القوات البرية، الأمير فهد بن تركي بن عبد العزيز، وهي ثاني زيارة يقوم بها قائد الجيش الباكستاني للمملكة خلال شهرين.
الكاتب الامريكي روجان، في مقال له نشرته صحيفة “washington Examiner” اعتبر فيه “إن الجيش الباكستاني أرسل جنودا إلى السعودية في مهمة تدريب واستشارة “، مشيراً إلى أن هذا الأمر بدا جدير بالملاحظة لأن باكستان كانت تعارض في السابق مشاركة قواتها في العمليات العسكرية السعودية مثل التي تخوضها في اليمن.
واعتبر الكاتب أن “سبب الرفض السابق هو الخوف من تدهور العلاقات مع إيران (التي تقاتل السعوديين في اليمن الآن) والسقوط في المستنقع اليمني”، مشيراً إلى أن القيادة العامة للجيش الباكستاني (باستثناء جهاز المخابرات) كانت سعيدة بالبقاء في أرض الوطن وامتثال البرلمان الباكستاني لهذه الرغبة.
وأرجع روجان التغير الجوهري في الموقف الباكستاني إلى سببين، أولا: ” أن الباكستانيون يتوقعون أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سوف يتولى السلطة بعد قليل من والده ويريدون أن يضمنوا بقاء ولائه لباكستان”.
وأضاف”من المحتمل أن يكون هناك أيضاً عامل شخصي، وهو “راحيل شريف”، الذي يعد واحداً من أفضل قادة الجيش الباكستاني على الإطلاق، والذي يتولى قيادة قوات التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب الممولة من السعودية والموجودة في الرياض، وفاز شريف بثقة بن سلمان ويرغب في أن تعزز باكستان علاقاتها مع السعودية بشكل أكبر.
وفي الاحتمال الثاني قالو الذي يراه روجان: هو أن السعودية ترغب في تحسين قدراتها لمواجهة إيران، وفي حين أن الجيش السعودي مسلح جيداً بمجموعة من المنصات الأمريكية والأوروبية فائقة التطور، إلا أن قواته المقاتلة تفتقر للخبرات والعدوانية التي لدى الإيرانيين، موضحة أن هذا الانتشار العسكري، يعد تطورا هاما جدا على الصعيد الدبلوماسي، وقال إن “التحالف السعودي الباكستاني في تصاعد، بينما تتزايد عزلة إيران وهو أمر جيد”.
وبحسب مراقبون فإن دخول راحيل شريف في التحالف السعودي”الاسلامي” الذي له ابعاد سياسية اكبر من بعده العسكري لايتلائم مع تاريخ هذا الجنرال غير المسيّس، ورغم اقوال وزير الدفاع الباكستاني الذي اعتبر حينها أن قرار تعيين راحيل قرارا شخصيا لايتعارض مع القوانين الباكستانية، يعتبر ضوء أخضر باكستاني وعدم اعتراض من قبل رئيس الوزراء لذلك الأمر، يدل أيضاً بأن هناك صفقة غير رسمية أبرمت بين الرياض واسلام آباد لتخفيف الضغوط على باكستان.
وكان شريف قد غادر الرياض قبل أشهر عائداً الى بلده وصفتها تقارير اخبارية أنها استقالة من مهمة قيادة جيش “التحالف الاسلامي” بعد أن وجد نفسه مكبلاً وخاضعاً للإملاءات الامريكية والسعودية، لكنه لم يعلق على الأمر واستمر في منصبه الى اليوم.
يذكر أن باكستان رفضت منذ البداية الانضمام الى التحالف العسكري السعودي ضد اليمن وأحال نواز شريف الأمر الى البرلمان الذي رفضه بالاجماع لأن المشاركة في العدوان على اليمن لها تبعات خطيرة على نظرا لوجود 40 الى 45 مليون مواطن شيعي في باكستان من اصل 200 مليون باكستاني، ولأن اسلام آباد تريد الحفاظ على علاقاتها مع ايران وهذه سياسة يريد الباكستانيون استمرارها، ومن جهة اخرى كان هدف السعودية من تشكيل التحالف اشراك الدول الاسلامية في الحرب ضد اليمن لكن عددا قليلا من الدول الاسلامية فقط تجاوبت مع رغبات السعودية رغم ادخال أسامي 34 دولة في التحالف.
وكانت باكستان قد تلقت تحذيراً نهائياً من السعودية بعد نشوب الأزمة بينها وبين دولة قطر، حيث نشرت صحيفة “نيوزويك” في الـ16 من يونيو 2017م، تقريرا للصحافي توم أوكونور، قال فيه ان السعودية قامت بابلاغ باكستان وبالحرف الواحد “اما ان تكونوا معنا او مع قطر”.
وقالت النيوزويك ان السعودية تعمل على دفع باكستان إلى اتخاذ موقف مؤيد للرياض، خلال الأزمة الخليجية التي بين الإمارات والبحرين والسعودية من جهة، وقطر من جهة أخرى، إلا أن إسلام آباد رفضت التخلي عن حيادها
مما سبق نستطيع القول بأن اسلام أباد لازالت متذبذبة في موقفها من الحرب على اليمن لكنها في نفس الوقت تخضع رويداً رويداً لرغبات وطلبات الرياض التي لن تتوقف حتى ترسل باكستان جنودها الى محرقة اليمن التي التهمت جنود كولومبيا والسنغال والسودان وغيرهم.
ويرى مراقبون بأن ولي العهد السعودي استطاع جرجرة باكستان الى المعركة وذلك بتشكيل ما سمي بـ”قوات التحالف الاسلامي لمكافحة الارهاب” وتعيين الجنرال الباكستاني “راحيل شريف” قائداً لها، وهو الأمر الذي مثل ثقة ولي العهد السعودي بجيش بالقادة الباكستانيين ولذلك سيتوجب عليهم أن يردوا له الجميل وأن يوافقوا على طلباته بارسال جنود وكتائب وقادة باكستانيين لمساندة المملكة في حربها على اليمن.