/تحليل/محمد العزي/وكالة الصحافة اليمنية//
لم يكتمل اتفاق الرياض الذي وقع بتاريخ 5 نوفمبر الماضي، يومه الــ30 حتى عادت الأطراف الموقعة عليه إلى مربع الاقتتال من جديد.
يعد كل طرف عدته للانقضاض على الآخر، ففي حين يتربص المجلس الانتقالي التابعة للإمارات بقوات “هادي” المدعومة من السعودية، نرى احتدام المعارك بين عناصرهما المسلحة بمختلف الأسلحة في محافظة أبين المحتلة، التي كادت ان تكون بيد قوات “هادي” لولا الوساطة السعودية التي اعادت تلك القوات الى مدينة شقرة موقع تمركزها.
ووفقا لشهود عيان فإن تراجع قوات “هادي” من زنجبار وأحور تزامن معه تحليق مكثف للطيران الحربي الاماراتي إلى جانب القاء قنابل ضوئية على محافظتي عدن وأبين المحتلتين، وهو ما يراه مراقبون رسالة مباشرة لقوات هادي بسرعة الانسحاب مالم فان سيناريو قصف جولة العلم في أغسطس الماضي سيتكرر.
ذلك التراجع والانسحاب وفقا لمصادر جنوبية كلف قوات “هادي” خسائر كبيرة في العدة والعديد، حيث تم تدمير أكثر من 50 طقما عسكريا ومدرعة تعود ملكيتها الى القوات السعودية، الى جانب مقتل وجرح العشرات من المجندين والضباط التابعين لما يسمى بالشرعية فضلا عن أسر قيادات عسكرية منهم شقيق العميد سعيد بن معيلي الماربي.
ويرى مراقبون ان هدنة إيقاف المعارك بين الطرفين، والتي فرضتها القوات السعودية، حرفت نظر جميع الفصائل والجماعات المتناحرة الى التوجه نحو تنفيذ جرائم الاغتيالات والتصفيات بينها حيث شهدت محافظة عدن خلال ساعات معدودة أكثر من 10 جريمة اغتيال طالت ضباط ومجندين بينهم امرأة.
ذلك الانفلات الأمني في عدن ليس جديد عليها، فمنذ قدوم قوات الاحتلال الاماراتي الى عدن في 2015م، لم تشهد المدينة استقرار يوما واحدا، حيث سجلت الاحصائيات وقوع أكثر من 400 جريمة اغتيال واغتصاب خلال خمسة أعوام، لترتفع نسبة جرائم الاغتيالات مع تسليم القوات الإماراتية مواقعها في عدن للقوات السعودية مسجلة خلال خمسة أيام أكثر من 13 جريمة.
المراقبون أشاروا الى قيام الرياض وابوظبي بتغذية تلك الصراعات بين الطرفين المتناحرين، ودعمهما بالسلاح والمال الى جانب دعمهما لوجستيا واستخباراتيا، وتحويل الأطراف اليمنية الى أدوات ودمى بيد قيادة التحالف لتنفيذ اجندتها وتحقيق مصالحها على الأرض اليمنية.
المراقبون لم يستبعدوا ان تندلع مواجهات جديدة خلال الساعات المقبلة، بين الانتقالي بوجهه الاماراتي وبين قوات “هادي” بدشداشها السعودي، وقد تتسع الى محافظات شبوة وحضرموت بعد ان أعلنت قوات الانتقالي استعداداها الكبير لمواجهة اي قوة عسكرية.