فلسطين المحتلة (وكالة الصحافة اليمنية)
حل “الكنيست الاسرائيلي” في فلسطين المحتلة نفسه لتتضح الرؤية أخيرًا؛ فكيان الإحتلال يتجه إلى انتخابات جديدة هي الثالثة في أقل من عام، في سابقة لم يشهد مثلها النظام السياسي الإسرائيلي، بعد فشل جميع الجهود الرامية إلى تشكيل حكومة، خلال مفاوضات ائتلافية بدت عقيمة منذ اللحظة الأولى، بعد إجراء انتخابات في مناسبتين مختلفتين، لم تفرز أي منها نتائج حاسمة، فيما يتشبث رئيس الحكومة المتهم بقضايا فساد، بنيامين نتنياهو، بالسلطة، وسط غياب لبديل أيديولوجي حقيقي لمعسكر اليمين.
وانتهت مهلة الـ21 يوما الممنوحة للكنيست لتكليف أحد أعضائه بتشكيل حكومة إسرائيلية، في تمام الساعة 23:59، بعد فشل كل من زعيم الليكود نتنياهو، ورئيس قائمة “كاحول لافان” بيني غانتس بهذه المهمة.
وصادقت الهيئة العامة للكنيست بالقراءة الأولى على مشروع قانون حل الكنيست الثانية والعشرين، وقانون تقديم انتخابات الكنيست الثالثة والعشرين لتاريخ 2 آذار/ مارس المقبل، وتستمر المناقشات حول مشروعي القانونين إلى ما بعد منتصف الليل، قبل المصادقة النهائية بالقراءتين الثانية والثالثة.
يأتي ذلك بعد أن صادقت الكنيست في وقت سابق اليوم، بالقراءة التمهيدية، على مشروع قانون يحلّ بموجبه نفسه، وآخر ينص على التوجه إلى انتخابات جديدة في الثاني من آذار/ مارس المقبل.
وتغيّب أعضاء عن الليكود، بمن فيهم نتنياهو، عن حضور مناقشات الهيئة العامة للكنيست التي سبقت جلسة التصويت في القراءة الأولى على مشروعي القانونين، وسط ترجيحات بأنهم يعتزمون عدم حضور جلسة التصويت في القراءتين الثانية والثالثة، في محاولة للإيحاء بأن “كاحول لافان” هي المسؤولة عن انتخابات ثالثة مكلفة وغير ضرورية خلال أقل من عام.
وهددت قائمة “كاحول لافان” بإلغاء التصويت على قانوني حل الكنيست وتقديم موعد الانتخابات، إذا ما أصر أعضاء الليكود على عدم التواجد، ما سيؤدي إلى حل الكنيست نفسه تلقائيًا، وإجراء الانتخابات بموعدها القانوني (10 آذار/ مارس 2020).
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن نتنياهو قرر حضور جلسة التصويت في القراءتين الثانية والثالثة على مشروعي القانونين، ما أكده، في وقت لاحق، عضو الكنيست عن الليكود، ميكي زوهر.
وجاءت المصادقة بالقراءة الأولى على قانون حل الكنيست الـ22 بمصادقة 91 عضوًا ودون معارضة، في حين صوت لصالح تقديم موعد انتخابات الكنيست الـ23 من 90 يوما إلى 82 يوما، 93 عضوًا، بينما عارضه سبعة أعضاء كنيست.
وبدا نتنياهو، مساء أمس، كأنه يطلق حملته الانتخابية، وقال في فيديو نشره حزبه الليكود “لقد فرضوا علينا انتخابات جديدة”، مضيفا “هناك أمر واحد فقط يجب القيام به لمنع تكرار الانتخابات مجددا وهو الفوز، تحقيق فوز كبير”.
ورغم فشل نتنياهو في مناسبتين بمهمة تشكيل الحكومة، كانت الأولى في أعقاب فوزه في انتخابات نيسان/ أبريل، والثانية عقب انتخابات أيلول/ سبتمبر الماضيين، قال عضو الكنيست ورئيس الائتلاف الحكومي السابق، دافيد بيتان، في حيث للقناة 12 الإسرائيلية مساء الأربعاء، إن “نتنياهو ينال فرصته الأخيرة، نقطة”.
وأضاف بيتان الذي يعتبر من أعضاء الليكود المخلصين لنتنياهو، أنه “سيتعين على نتنياهو القيام بعمله، سيتعين عليه إنجاز المهمة” في إشارة إلى ضمان حصول معسكر اليمين على 61 مقعدًا في الانتخابات المقبلة لتشكيل حكومة.
وعند سؤاله إذا ما كان يعتقد أن هذه الفرصة الأخيرة لنتنياهو، قال: “بالطبع؛ إذا لم يقم بتشكيل حكومة في المرة القادمة”. وشدد على أن نتنياهو يستطيع أن يمنح الليكود 10 مقاعد إضافية في الانتخابات القادمة.
وسئل بيتان إذا ما كان الليكود سيجبر نتنياهو على التنحي أو المغادرة إذا فشل في تشكيل حكومة، قال بيتان: “هذا يتعلق بالنتائج. هذه الفرصة الأخيرة للحصول على 61 مقعدًا وتشكيل حكومة مستقلة. بالطبع سننظر في الأمر وفقًا لنتائج الانتخابات… الآن نحصل على فرصة إضافية وعلينا أن نأخذها بقوة”.