تقرير: وكالة الصحافة اليمنية
أفادت مصدر وثيق الصلة بحكومة بن دغر أن الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي هدد بتقديم استقالته وتسليم مهامه لنائبه علي محسن الأحمر.
وقال المصدر لوكالة الصحافة اليمنية أن الرئيس المستقيل هادي لوح بتقديم استقالته، احتجاجاً على الضغوط الإماراتية عليه كي يغير حكومة بن دغر.
وأكد المصدر الذي غادر عدن إلى العاصمة السعودية الرياض بصحبة بن دغر يوم الجمعة الفائتة بصحبة بن دغر أن الإمارات التي تشارك في العدوان على اليمن ضمن تحالف عربي بقيادة السعودية، تستخدم وسائل ضغط عديدة على هادي من أجل تغيير حكومة بن دغر تلبية لمطالب ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من أبوظبي.
وأشار المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن هادي يتعرض لضغوط رهيبة من الإمارات وقيادات حزب الإصلاح، ويريد كل طرف منهما إخضاعه لمصالحه الخاصة.
ولفت المصدر إلى أن أبوظبي عازمة على إسقاط بن دغر وحكومته مهما كلفها الثمن، لأنها ترى أن تلك الحكومة أداة بيد الإخوان المسلمين الجماعة التي تصنفها ضمن قائمة الإرهاب، ومعنى ذلك موالتها لدولة قطر.
ونوه المصدر إلى أن الإمارات تتهم هادي بأنه مجرد لعبة بيد حزب الإصلاح ويرفض توجيهات التحالف، ويستقوي على الجنوبيين بالقوات العسكرية الموالية لنائبه علي محسن.
هذا وشكك محللون سياسيون في جدية هادي في التلويح بالإستقالة، لأنه لم يعد مالكاً لحرية اتخاذ أي قرار بما في ذلك “استقالته”.
وقال المحللون لوكالة الصحافة اليمنية أن هادي الذي تفرض عليه السعودية البقاء في الرياض تحت الإقامة الجبرية، ربما يحاول استفزاز الإمارات التي طردته من عدن في ابريل 2017ومنعت دخوله إلى عاصمته المؤقته منذاك الحين وحتى الآن.
واعتبر ناشطون سياسيون جنوبيون أن تلويح هادي باستقالته ليس إلا منعاً لتشكيل حكومة كفاءات نزيهة، وإصرار على بقاء حكومة بن دغر الفاسدة، وقالوا:”أن 6 سنوات فقر وحروب ودمار وخراب وقتل وغلاء وتشرد وانهيار اقتصادي ونبذ دولي واقليمي، كلها عناوين عريضة لحكم هادي وبالرغم من ذلك ما زال غير مقتنع بأنه فاشل، ويرفض إصلاح جزءً مما خلفته إدارته الكارثية للبلد”.
ورفض الناشطون الجنوبيون تقبل فكرة تسليم هادي سلطته إلى علي محسن الذي يعتبرونه عدوهم اللدود،
داعين أبناء الجنوب التخي عن هادي، وعدم تقديم أبنائهم قرباناً لشرعيته التي تسببت في زعزعة الأمن والاستقرار في محافظاتهم، ومكنت الإصلاح من نهب ثروات أراضي الجنوب حسب قولهم.
وكانت عدن شهدت مواجهات عسكرية عنيفة أواخر شهر يناير الفائت بين ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، وبين قوات ما تسمى بألوية الحماية الرئاسية الموالية لهادي وعلي محسن وحزب الإصلاح استمرت ثلاثة أيام حقق فيها “الانتقالي” تقدماً ملحوظاً، وتوقفت بعد تدخل السعودية.
تلك المواجهات جاءت بعد مطالبة ما يسمى بالمجلس الانتقالي بإسقاط حكومة بن دغر الفاسدة واستبدالها بحكومة كفاءات، إلا أن مطالب الانتقالي لم تلقى أي تجاوب من هادي مما اضطره إلى التصعيد العسكري.