تحليل خاص / وكالة الصحافة اليمنية //
فاجئ قائد الثورة اليمنية السيد عبدالملك الحوثي، العالم اليوم بمبدأ جديد، في التعامل مع الدول العربية والاسلامية، سيقلب نظرية الواقع السياسي المفروض على العالم الاسلامي منذ اتفاقية “سايكس بيكو” عام 1917.
حيث أعلن قائد الثورة اليمنية في خطاب القاه اليوم بمناسبة أسبوع الشهيد، عن رفضه لتجزئة الأمة الاسلامية، باعتبار ذلك التقسيم صنيعة استعمارية، تتنافي مع تعاليم الدين الاسلامي، الداعية إلى التوحد بين المسلمين في مختلف الاقطار.
لم يستخدم السيد عبارات الإدانة والشجب المستهلكة، واعلان التضامن المجرد من أي أفعال، لكنه استخدم كلمات واضحة، تتناسب مع تحديات المرحلة، أعلن فيها بكل وضوح، أن اليمن جزء من معركة التصدي للصلف الأمريكي التي يخوضها محور المقاومة في إيران ولبنان والعراق وسوريا وفلسطين وكل بلد يتعرض للهجمة الأمريكية.
داعياً دول وشعوب المنطقة العربية والاسلامية إلى الوقوف صفاً واحداً لمواجهة الاعتداء الأمريكي الصهيوني الذي يستهدف الأمة الإسلامية دون تميز.
وقدم السيد خلال في خطابه ، أمثلة عن الطبيعة العدائية التي تتسم بها أمريكا في تعاملها مع دول العالم، مشيراً إلى أن هزيمة امريكا أمر غير مستحيل، ومذكراً بالهزيمة التي تجرعها الأمريكيون في حربهم على فتنام، في ستينات القرن الماضي، مؤكداً أن التغلب على الفتن والاعتداءات التي تشنها الولايات المتحدة في المنطقة، لن تتوقف إلا في حال تمتع العرب والمسلمين باليقظة والوقوف صفاً واحداً في مواجهتها.
خطاب قائد الثورة اليمنية، أكد أن حالة اليقظة المتنامية في مواجهة الهيمنة الأمريكية، تجاوزت حالة التقوقع والانكفاء على الذات، وأن هناك شعوب في المنطقة ، خرجت عن طور السيطرة الأمريكية، وهي على استعداد، أن تكون جزء من المعركة العسكرية المباشرة لاجتثاث امريكا في العالم العربي والاسلامي.
و أن الولايات المتحدة واعوانها يخوضون حروبهم مجتمعين، على شكل دول وجماعات وعملاء، وأن زمن الغطرسة الامريكية على الدول والشعوب الحرة، قد ولى بلا رجعة، وأن القوة الأمريكية ستتعرض لنيران من كل حدب وصوب، وعلى واشنطن أن تقلق، لأن الأوضاع لن تكون حسب ما ألفته القوات الأمريكية في اعتداءاتها على الشعوب المنطقة.
ويظهر من خطاب السيد عبدالملك الحوثي أن معادلة الدماء والاستخفاف التي اعتادت واشنطن عليها، لم تعد قابلة للتنفيذ، وبحكم أن واشنطن تتستر خلف أنظمة تتبعها بلا شروط في المنطقة العربية، فلابد بطبيعة الحال أن تدفع تلك الأنظمة ثمن مساندتها للإمبريالية الأمريكية، حيث بعث قائد الثورة برسالة واضحة المضامين للسعوديين والاماراتيين، بأن عليهم أن يعيدوا حساباتهم في يخص تبعيتهم لأمريكا، وأن المرحلة القادمة من المعركة ستشهد تطورات غير تلك التي حدثت حتى الآن، وأن واقع الحال يقول أن اليمن حققت نجاحات كبيرة في التصدي لدول التحالف، في الوقت الذي أصبح فيه التحالف في وضع صعب.
لقد عملت قوى الاستعمار الغربي، على تقسيم العرب في كل مناحي الحياة، واتفقت على توحيد الانظمة العربية بالخضوع والتبعية، وبدلاً من تقاسم الضعف والخنوع، فاجئ قائد الثورة اليمنية العالم، بنظرية جديدة اعلن فيها رفض التقسيم لشعوب واقطار الأمة العربية والاسلامية، وبما يؤكد أن العالم مقبل على مرحلة جديدة من الصراع، لم يعد فيها بامكان واشنطن الاعتداء على من يعارض سياساتها بشكل منفرد.