خاص/ وكالة الصحافة اليمنية//
سلطت شبكة ” سي ان ان” الأمريكية الضوء على تصريح الرئيس الأمريكي ترامب حول نفط الشرق الأوسط والذي قال ” إننا مستقلون، ولا نحتاج إلى نفط الشرق الأوسط” وذلك في بيانه الذي أطلقه عقب استهداف القوة الصاروخية الإيرانية لقاعدتين أمريكيتين في العراق كرد على اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني.
وقالت “سي ان ان” إن أمريكا هي أكبر منتج للنفط في العالم وتتفوق على السعودية وروسيا وتضاعف إنتاجها منذ 2011 لما يقرب من 13 مليون برميل يوميًا، وتضخ أمريكا الكثير من النفط في السوق، ويصل معدّل تصديرها الآن إلى حوالي 3 ملايين برميل يومياً.
طفرة النفط الصخري الأمريكي، التي بدأت أوائل العقد الماضي، قلّلت بوضوح من اعتمادها على النفط الأجنبي، خاصةً عند التفكير في حظر النفط العربي في سبعينيات القرن الماضي، الذي أدّى إلى شلل الاقتصاد الأمريكي، وهذا هو السبب الرئيسي لعدم حدوث أي اضطرابات مؤخراً في الإمداد أو أي تأثير كبير أو هائل على أسعار النفط.
لكن مع ذلك، لا تزال الولايات المتحدة تعتمد على الشرق الأوسط، والسعودية بشكل خاص.
حليمة كروفت الرئيسة العالمية لاستراتيجية السلع في شركة RBC Capital Markets: «لسنا بمعزل عن الأحداث، والنفط الصخري ليس البطل الخارق (الذي يمكننا الاعتماد عليه للأبد)».
وتابعت: النفط سلعة يجري الإتجار بها في كل أنحاء العالم وانقطاعه في منطقة ما من العالم يرفع سعره في مناطق أخرى، فاليوم، على سبيل المثال، يخشى المستثمرون كثيراً من أي اضطرابات في مضيق هرمز، الممر الذي يمر منه النفط الخليجي إلى بقية أنحاء العالم.
ونتذكر جميعاً ارتفاع سعر النفط الخام بـ15% في شهر سبتمبر/أيلول، وهو الارتفاع الأكبر في العقد الماضي، بعد هجوم مدمّر أعاق إنتاج النفط السعودي لفترة قصيرة. وردّ ترامب على ذلك بوعود استخدام النفط من احتياطي النفط الاستراتيجي، وهو مخزون الطوارئ الأمريكي من النفط الخام، من أجل «الحفاظ على استقرار الأسواق».
وقال ماكنالي، مستشار الطاقة الأسبق للرئيس السابق جورج بوش الابن: «إذا لم نكن نحتاج إلى النفط من الشرق الأوسط، لماذا شعر الرئيس إذاً بضرورة طمأنة العالم، قبل فتح الأسواق مباشرة للتداول، قائلاً إننا مستعدون لاستخدام احتياطي النفط الاستراتيجي؟».
وقالت كروفت، المحللة السابقة لدى وكالة الاستخبارات المركزية: «إذا ظلت الأسواق حينها خالية من النفط السعودي، لكان اختلف تقديرنا لاعتمادنا المشترك على الشرق الأوسط».
وتابع التقرير: لا يمكن للولايات المتحدة زيادة إنتاجها من النفط فوراً، رداً على نقص الإمدادات، يستغرق الأمر شهوراً ليتمكن منتجو النفط الصخري في الولايات المتحدة من تسريع عملياتهم، خاصة مع ضغط ارتفاع الأسعار.
وقالت كروفت: «إذا كان سيحدث انقطاع في الإمدادات فلن يتمكن منتجو النفط الصخري من تعويض الفارق بالسرعة المطلوبة».
السعودية فقط هي من تمتلك القدرات اللازمة للاستجابة السريعة لأي نقص في الإمدادات. ولهذا السبب ناشد ترامب السعودية في 2018 أن تضخّ المزيد من النفط لتعويض البراميل المستبعدة بسبب العقوبات المفروضة على إيران.
وقالت كروفت: «إذا كنتَ منعزلاً ومستقلاً فلن تحتاج إلى طلب براميل النفط من السعودية».
بلغ صافي واردات الولايات المتحدة من النفط (الواردات ناقص الصادرات) حوالي 2.9 مليون برميل يومياً، في أكتوبر/تشرين الأول، وفقاً لأحدث إحصائيات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، ويُعتبر هذا انخفاضاً هائلاً عن العقد الأسبق، الذي بلغ فيه صافي الواردات 8.7 مليون برميل يومياً.
وأوضحت ” سي ان ان” إن النفط الصخري الأمريكي خفيف للغاية وهذا يعني أن براميل النفط الصخري من مدينة ويست في تكساس لا يمكنها تعويض براميل النفط الخام من العراق أو فنزويلا.
من الناحية النظرية، بإمكان منشآت التكرير الأمريكية استخدام المزيد من النفط الصخري الخفيف في حالات الطوارئ. لكن سوف يتسبب ذلك في انهيار أسعار النفط الأمريكي مقارنة بأسعار النفط العالمية، وقال ماكنالي: «سوف تضطر إلى أن تهوي بسعر النفط الأمريكي، وقد يؤدي ذلك إلى خروج بعض منتجي النفط من السوق». ولهذا السبب تستورد الولايات المتحدة النفط الثقيل من الخارج.
يأتي معظم النفط الأجنبي من كندا والمكسيك، ولكن السعودية والعراق هما المصدران الثالث والرابع في ترتيب مصادر النفط الأجنبي للولايات المتحدة.
وتستورد الولايات المتحدة حوالي 906 آلاف برميل يومياً في المتوسط من الخليج العربي، خلال الشهور العشرة الأولى من العام الماضي، مقارنة بمتوسط 1.5 مليون برميل يومياً في 2018.
وقالت كروفت: «الإنتاج الأمريكي للنفط غيّر قواعد اللعبة، يجب ألا نغفل ذلك، لكن فكرة أننا لن نشعر بأي تأثيرات اقتصادية هائلة إذا حدث انقطاع كبير ولفترة طويلة في إمدادات النفط من الشرق الأوسط غير دقيقة أبداً».