//تقرير خاص// وكالة الصحافة اليمنية//
كان بإمكان السعودية أن تستغل إمكانياتها الإعلامية الهائلة لتنتج فيلماً وثائقياً قصيراً عن بطولات جيشها “الوهمية”، عوضاً عن سرقة بطولة، جنودها ليسوا أهلاً لها، بدلاً من اللجوء الفاضح والمثير للسخرية إلى قناة متخصصة في بث أفلام “الأكشن”.
ومن خارج الاختصاص المهني، أنبرى البرنامج الرياضي “أكشن يا دوري” الذي يقدمه وليد الفراج على قناة أم بي سي أكشن، ليتحدث – كذباً- بطولة ضابط في الجيش السعودي خاطر بروحه وأخرج جثة زميله الشهيد بحسب وصفه.
وقال الفراج وهو يستعرض الفيديو :”هذا الشخص أصيب أحد زملاؤه خلف خطوط العدو، تنكر بلبس يمني ودخل إلى داخل الأراضي اليمنية وحمل زميله على ظهره، وهذه اللقطات مش بكاميرات سعودية هذه بكاميرات الحوثيين، وشوف عملية اطلاق النار عليه طوال المشوار، واحد يقول ليه ما يروح يمين يسار، لأن المنطقة كلها ألغام، هذا النقيب البطل ناصر عبدالله الضويحي السهلي من كتيبة المهندسين في القوات المسلحة بس طبعاً ما حانحدد ايش المكان اللي هو فيه، مشي في موقع كله عبوات ناسفة ودخل وأخلى شهيد سعودي ونزل به من الجبال مشي على الأقدام، هذا النقيب السعودي لابس الإزار”.
الفراج لم ينسى أن يشدد على أن :”بطولات أبطال الجيش السعودي لازم توثق، وهذا البطل واحد من ضمن حزمة أبطال”.
فضيحة مدوية تضاف لقائمة فضائح كثيرة أوقع الإعلام السعودي نفسه فيها، عله يحقق نصراً ولو إعلامياً.. ذلك الإعلام الذي يمتلك إمكانيات هائلة، لم يستطع التفوق على قناة المسيرة رغم إمكانياتها المحدودة، فسقط أمام مصداقيتها وجرأتها كما يسقط جنود وضباط الجيش السعودي أمام جنود الجيش اليمني ولجانه الشعبية.. في مشاهد وثقها الإعلام الحربي اليمني وواكبت أحداثها قناة المسيرة داخل الجبهات وأثناء المعارك والاشتباكات العنيفة.
الفيديو الذي نسبه المذيع الرياضي وليد الفراج للجيش السعودي، كانت قناة المسيرة قد بثته قبل أكثر من عشرة أيام في تقرير مميز تناقلته مئات المواقع الإلكترونية وجذب اهتمام مختلف وسائل الإعلام العالمية.
ويظهر الفيديو جندي يمني يقتحم خطوط الاشتباك بعمق نصف كيلو متر وهو أعزل ليخرج جثمان صديقه المقاتل وسط إطلاق نار كثيف دون وجود ساتر يحميه من الرصاص.
وحاول الإعلام السعودي تجيير “المشهد الأسطوري للبطل اليمني” لصالح جيشهم “الفرار”، وبعيداً عن القناة السعودية الرسمية أو قناتي الحدث والعربية، مررت الفيديو خلسة من أعين العالم وعبر برنامج رياضي لا يحظى بمتابعة جيدة.
والمثير للسخرية أن معلومات الفراج كانت منقوصة بصورة لافتة، فهو لا يعرف عن بطلهم المزعوم إلا أسمه، أما وحدته العسكرية وموقع الحدث فقد أكتفى بالقول أن “السهيلي من كتيبة المهندسين في القوات المسلحة، وما حانحدد أيش المكان اللي هو فيه”، ثم أشار إلى موقع الحدث كان في الحد الجنوبي للمملكة إلا أنه عاد وقال أن :”السهيلي دخل خلف خطوط العدو وتنكر بلبس يمني ودخل إلى الأراضي اليمنية وحمل زميله على ظهره”.
واعترف الفراج أن “الحوثيين” هم اللذين وثقوا المشهد بعدستهم وليس الإعلام السعودي.. فلماذا لم يكن الإعلام السعودي حاضراً في مواقع المواجهات على غرار الإعلام الحربي اليمني؟!. ولماذا لم يكرم الجيش السعودي بطله المزعوم الذي ربما تفاجأ بنفسه وهو في منزله بأنه أصبح بطلاً في قناة متخصصة بأفلام الأكشن؟!!
التغطية الخجولة للإعلام السعودي، تؤكد أنهم فاقدين ثقتهم بجيشهم، بالمقابل تتجلى روعة الاحتفاء الرسمي والشعبي بالبطل اليمني ، حيث كرم قائد الثورة اليمنية السيد عبدالملك الحوثي أسرة البطل معوض صالح سالم السويدي، كما أن الاحتفاء الشعبي بالسويدي الأسطوري كان متناسباً مع حجم الحدث، فضلاً عن اهتمام عالمي بالحدث الذي سطره يمني بقدمين حافيتين وقلب جسور.
أما تغطية قناة المسيرة والإعلام الحربي للحدث فقد كانت مميزة للغاية، وتعكس تغطية الحدث مقدار مصداقيته، وللقراء أن يقارنوا بين تغطية “ام بي سي اكشن” التي نقلنا حديث مذيعها في السطور السابقة، وبين تغطية قناة ” المسيرة” المميزة التي حرصنا على نقل “نص تقريرها”.
قال يحيى الشامي مراسل قناة المسيرة في تقريره: “أن ما تشاهدونه الآن ليس حديثاً يفترى ولكن تصديقاً لآيات يحكمها الله على أيدي جنوده يتجلى تفصيلها في هذا المشهد في أرض يشرف عليها العدو من كل جانب لا ساتر يحمي من رصاص ولا منجا من نيران المتوسط والخفيف من الأسلحة يخترق هذا المجاهد قواعد الاشتباك ويجتاز خطوط النار وشبكاته الممتدة في إحدى جبهات الجوف ليخلي جسد رفيقه الجريح”.
وأضاف :”في لحظة احتدام المواجهة بأنواع الأسلحة يجري هذا المجاهد في خط النار الملتهب يساير الرصاص لمسافة تزيد عن نصف كيلو متر.. دقيقتان و17 ثانية فقط هي ما وثقتها عدسة الإعلام الحربي من عمر طويل مختزل اقتسماه مناصفة وسط النيران مجاهدان جريح ومسعفه”.
وتابع :”الخطوة بطلقة قناص أما الرصاص فزخات التقطت الكاميرا منها ما أثار الغبار، ينجو من طلقة ويدوس أخرى هازئاً بعدوه وعتاده، وساخراً من حصار النار في مشهد لا يوصف بعبارة ولا يقرأ من زاوية ولا يقارن بتضحية ولا يقارب من موضع”.
مستطرداً:”ما بين التقاط الأنفاس ولفظها لا التفاتة عن قرار بحياة يتشاركانها معاً أو بشهادة يتوجان بها.. يعرف أنه ليس مدرعاً من رصاص النمرود، وأنه قد لا يعود.. قطع المسافة برداً وسلاما لا يعترض طريقه سوى حجيرات يخشها أن تصيب رفيقه الجريح بأذى”.
وختم :”ارجع البصر مرة ومرتين وعشره، كما ترى من صدق عطاءٍ وصدق وفاء وتضحية.. وكذا يعرض عليكم الإعلام الحربي مشهداً لتعلموا أن وعد الله بنصر اليمن حق، وأن العدوان مهزوم على يد فتية ربهم أعلم بهم، آمنوا به فزادهم هدى”.
خاتمة رائعة، لمشهد “أسطوري” لن يغادر ذاكرة اليمنيين أبداً.. ولا عزاء للباحثين عن انتصار ربما يمكن سرقته، على عكس الشجاعة التي يؤكد النظام السعودي مراراً وتكراراً وبصورة غير مباشرة إلى أن جيشه يفتقدها تماماً، مما يضطره إلى الاستنجاد بقوات عسكرية سودانية أو باكستانية لحمايتها، فضلاً عن شراء آلاف المرتزقة وبالرغم من ذلك ستنتصر اليمن.