خاص//وكالة الصحافة اليمنية//
خوفاً من التأثير على معنويات الجنود السعوديين ومن معهم من مرتزقة العالم الذين ابتاعتهم الرياض بصفقات تشبه تماماً عمليات “الاتجار بالبشر”، وعلى غرار “سعودة” الوظائف في أرجاء المملكة التي تستهدف المغتربين اليمنيين_ أقدم اعلام السعودية على “سعودة” المقطع الشهير الذي وثقته عدسات الاعلام الحربي للجندي اليمني الاسطورة الذي أنقذ زميلاً له في ميدان المعركة بحمله على كتفه والسير بكل شجاعة وشموخ تحت وابل من الرصاص.
ليس الإفلاس وحده هو من دفع بإعلام السعودية لمصادرة ذلك الانجاز وسعودة أبطاله، بل جاءت كمحاولة منهم لإعادة توجيه الرسالة التي تضمنها المقطع بما يضمن عدم التأثير على معنويات جنودهم في أرض المعركة، ومحاولة يائسة للظهور بمظاهر الأبطال على عكس ما هم عليه في الواقع.
في المقطع الذي أعادت قناة “إم بي سي أكشن” استخدامه، تمت إعادة تسمية أبطال الفيلم القصير ومنحهم أسماء سعودية، لكنهم واجهوا مشكلة بالزي الذي يرتديه أبطال الفيلم فهو زي يمني مدني تقليدي شعبي، ومعروف لدى العالم أن هناك فصيل واحد في اليمن يعتمده في أرض المعركة” ألا وهم مقاتلي أنصار الله”، لذلك لجأوا في القناة الى الادعاء بأن الجندي خلع زيه العسكري وارتدى ملابس يمنية لإنقاذ زميله الشهيد، لكنه عجز عن اختلاق كذبة اخرى تبرر ارتداء الشهيد لنفس الزي اليمني الشعبي.
المذيع الذي برر ارتداء الجندي للزي اليمني بأنها كانت عملية “تنكر” لانتشال جثة زميله السعودي، نسي هو أن يخلع عقاله وثوبه لكي يضيف للمقطع اليمني دقيقة أخرى من البطولة السعودية في استديو “أكشنها”، ويمنح العائلات السعودية خبرة جريئة في عمليات التنكر والاختفاء.
وبحسب خبراء ومراقبين فإن إعادة بث الفيلم الاسطوري للمقاتل اليمني عبر قناة سعودية يعبر عن الحالة النفسية المتدهورة لدى السعوديين، سواءً كانوا جنوداً في ميدان المعركة أو اعلاميين في القنوات الاخبارية والترفيهية والرياضية، كما يعبر على حالة الانهزام التي يعاني منها الامراء والنخب الاعلامية والسياسية والثقافية في المملكة.
وقد لقي الادعاء السعودي سخرية واسعة لدى نشطاء التواصل الاجتماعي فمنهم من قال أنهم قد أفلسوا تماماً، ومنهم من أكد على يمنية ابطال الفيلم الاسطوري مستدلين على ذلك بقولهم ” لو كان الجندي سعودي لما استطاع أن يخطو خطوة واحدة، بسبب السمنة الزائدة التي يعرف بها كل مواطني المملكة والخليج بشكل عام”، فيما اعتبر آخرون بأن المقاتل اليمني يواصل تدمير نفسياتهم بما سطره من تضحية وفداء لوطنه وزميله، وأن ذلك المقطع الذي لم يتجاوز الدقيقتان ليس إلا واحداً من آلاف المشاهد البطولية والاسطورية التي ينفذها كل يوم بعيداً عن الاعلام.